القائمة الرئيسية

الصفحات

اسكريبت "ميثاق"

نور وليد ضيّ

ضيّ: من الصعب جدًا إنك تكون عبأ على حد ودا موقف أنا مش هسمح أنه يحصلي أكتر من كدا


_أنا موافقة يا خالتو

_بجد يا بنتي هتقابلي العريس

_أيوا يا حبيبتي أنا صليت إستخارة ومستريحة ف هقابله

_ربنا يسعدك يا حبيبتي، ب..بس

_بس إيه؟

_العريس دا يعني

_ماله العريس يا خالتو!

_العريس مش بيتكلم يا بنتي، بس والله راجل وميتعايبش ف حاجة أبدًا 


ضيّ: سكتت شوية أفكر وبعدين رديت بابتسامة بسيطة


_ربنا ييسر يا خالتو، هو مقالش هيجي أمتى

_بكرة يا حبيبتي


ضيّ: وإيه يعني مش بيتكلم حاجة متقللش منه بالعكس دي تزيده، بس هي الفكرة إني أنا اللِ مش متقبلة فكرة الجواز أنا بحب الوحدة بحب أكون لوحدي مش مربوطة بحد أقوم أتجوز يعني اللِ هو هيشاركك شخص ف كل حاجة ف حياتك البيت، الأكل، حتى النوم هيشاركك فيه بس المضطر يركب الصعب، ماهو برضو مينفعش أفضل عبأ على خالتو عايشين من معاش زوجها وأبويا الله يرحمهم و يادوب مقضينا بالعافية لازم أخفف عنها شوية وخاصةً إنها كبرت ومحتاجة أدوية وزي ما بتقول محتاجة تطمن عليا ف بيت جوزي، وأنا مش هتعبها أكتر من كدا


_ يلا يا بنتي أدخلي هو قاعد جوه

_طب وأنتِ

_هقعد في الصالة قدامكم


ضيّ: دخلت وأنا بقدم رجل وبأخر رجل، موقف لا يُحسد عليه بصراحة، قعدت على الكرسي وأنا باصة في الأرض ومرفعتش عيني إلا لما سمعت صوت عمله بصوابعه عشان أنتبه له، فرفعت عيني لقيته ابتسم ابتسامة بسيطة جدًا وطلّع من البليزر اللِ لابسه نوت صغير وقلم وكتب فيه حاجة وبعدين مده ليا أخدته وقرأت المكتوب


"أنا مَجد، عندي ٢٨ سنة، بشتغل محاسب في شركة، عندي شقتي جاهزة الحمدلله لو في سؤال حابة تسأليه قولي أنا بسمع على فكرة"


ابتسمت على جملته الأخيرة_ بتصلي؟

سحب مني النوت وكتب

"الحمدلله مواظب على صلاة الجماعة في المسجد " 


ضيّ: ابتسامتي وسعت وكنت لسه هقوم لقيته مد لي النوت تاني أخدتها وبدأت أقرأ


"موافقة؟ ولو موافقة أسمحي لي نكتب الكتاب مع الخطوبة عشان أقدر أتعامل معاكِ بدون إحراج"


ضيّ: أخدت القلم المتعلق في ورق النوت وكتبت 

"الرد هيوصل مع خالتي بعد صلاة الإستخارة، وإن كان الرد بالموافقة فطلبك مقبول" ، شاف المكتوب وأنا مشيت.


_هاا يا بنتي بقالك أسبوع ومردتيش كل يوم بتصلي إستخارة لو مش مرتاحة بلاها جواا...

_موافقة

_إيه.. بتقولي إيه يا بنتي؟

_بقول موافقة يا خالتو موافقة

_لووولوووي يا ألف نهار أبيض مبروووك يا نن عيني مبروووك

_الله يبارك فيكِ يا خالتو 

_هروح أبلغه يا بنتي زمانه على نار



_يلا يا بنتي أمضي عشان المأذون عايز يمشي والعريس عايز يدخل يسلم عليكِ


ضيّ: إيدي بتترعش وأنا ماسكة القلم، أخدت نفس وحاولت أهدي نفسي ومضيت... خلاص كدا بقيت على اسمه، خلاص بقيت الحرم المصون لِ الأستاذ مَجد.. يا اللّٰه

الباب دق واتفتح ب بطئ شديد بدأ يبان من وراه ببدلته الرصاصي وملامحة الهادية اللِ ولأول مرة أدقق فيها كان باين عليه التوتر بس غلبت الفرحة عيونه بدأ يقرب وأنا أبعد لحد ما سندت على الحيطة وهو لسه بيقرب، وقف قصادي وبص ف عيني حركة بسيطة من إيده أخدت إيدي للكنبة وقعدتني جنبه، طلع نوت جديدة ومنقوش عليها 


"مِيثَاقْ"


فتح أول صفحة وكتب 


"بِسمْ اللّٰه نَبدأ حَياتنا علىٰ مَودّة ورَحمة مِن اللّٰه، وحُب مِن قلبي لِـ قلبٍ عَشقتهُ طُوَال حَياتي، قلبّ أَعلمْ جيدًا أَنه يَستَحقْ أَفضل مني بكَثير ولَكنني لا أَرغبْ بِـغيرهُ، أُعاهدكِ يا صَاحبة المَقام الأعلىٰ في قَلبي أنْ أَكون لكِ مَمْلكة وليكُن قَلبي العَرشْ، و أعِدُكِ علىٰ أنْ أُحارب لِـ أَفوز بِـقلبك مَهما كانْ الثَمن، ومَهما كَثُر الانتظَار."


ختم كلماته وقفل النوت وبصلي وعمل بإيده حركة عرفت أنه بيستأذن ل طلب ف هزيت دماغي ب "آه" فَ الإجابة كانت حضن... جسمي أترعش من الخضة أو يمكن من الدفىٰ الغريب اللِ في حضنه اللِ هو عكس تمامًا البرودة اللِ ف جسمي!

معرفش هل أحنا فضلنا كدا كتير ولا لأ بس أنا فوقت على دق الباب وصوت خالتو وهي بتزرغط، مَجد أستأذن من خالتو عشان نخرج وطبعًا وافقت، لبست خماري ومسحت المكياج وخرجت ب فستاني السماوي، فضل ماسك أيدي من ساعة ما شافني لحد ما وصلنا الكافيه حتى وأحنا راكبين العربية كان كفه حاضن كفي وكأنه هيهرب، رغم إنه مبيتكلمش بس حسيته قال كلام كتير أوي بعيونه وطبعًا كان فاتح النوت وبيكلمني عن طريقها بس وسط القعدة واحد صاحبه جه يسلم عليه فبدأوا يتكلموا بالغة الإشارة وأنا قاعدة ولا فاهمة حاجة خلص مع صاحبه ورجع يبُصلي تاني لقيته مرة واحدة ضحك جامد واللِ اكتشافته إنه كان بيضحك على ملامحي المستغربة من طريقة كلامهم بالأشارة

_حسيتكوا بتقولوا ألغاز

ضحك وكتب- "مش ألغاز ولا حاجة، دي لغة جميلة بنتعامل بيها"

_بس صعبة

كتب_"بالعكس دي سهلة هي مجرد وصف للكلام زي لعبة الأفلام بالظبط"

_يمكن!

كتب_ "تحبي تجربي تقولي جملة بيها"

_وليه لأ

كتب_"بصي على إيدي وقلديني"

_تمام


ضيّ: بدأ يحرك إيده وأنا بقلده وختم برفع الخنصر والسبابة والإبهام "🤟"


_ودا معناه إيه؟

كتب وهو بيبتسم_ "أنا بحبك"


ضيّ: ن..نعم! أنا أتغفلت يا أخوّنا، أحــم يا كسفتك يا حاازم


_أحم...

ضحك وكَتب_ "والله أنا جوزك مالك قلبتي فراولة كدا ليه؟"

_أ..أبدًا بس مكنتش متوقعة

كتب_ "لا ياستي بعد كدا توقعي من دا كتير"

_ممكن نمشي من الكافيه عشان الجو بقا حر أوي 


ضيّ: ضحك ومسك أيدي بعد ما حط الحساب، ركبنا العربية وبعد فترة وقف عند الكورنيش ونزل وفتحلي الباب أنزل، بدأ يتمشى بيا شوية ووقف لما شاف عربية حمص الشام، بصلي فَ هزيت دماغي بمعنى "آه" راح أشترى اتنين وقعدنا على إستراحة من إستراحات الكورنيش، كان الصمت سيد الموقف واتقطع للصمت دا صوت أُغنية شغلها بتاع حمص الشام 


"قابلني و الأشواق في عنيه

سلم..

سلم و خد إيدي في إيديه"


اتحركت عيني تجاهـه معرفش ليه والعجيب إني لقيته بيبصلي بابتسامته اللِ متشالتش من أول ما شوفته

اليوم خلص و وصلني عند البيت بس قبل ما أنزل من العربية كتب ف النوت ومدها لي

" ممكن تليفونك ثوان"

طلعت تلفوني وأخده كتب رقمه وسجله وبعدها رن على نفسه وسجل رقمي ومدلي التليفون تاني وكتب

"هكلمك بليل أطمّن عليكِ"


_نمتي؟!


ضيّ: لقيت الرسالة دي على الواتساب من رقم متسجل "والله جوزك"

ضحكت جامد على الاسم، بيقنعني أنه جوزي هو أنا طلعت مفترية يا عيال ولا إيه؟


_لا، صاحية

_كنتِ مستنياني 

_مم يمكن

_ممم ماشي

_بتقلدني على فكرة

_بتتهربي على فكرة

_مش بتهرب

_طب ماشي

_ماشي إيه؟!

_وحشتيني 

_...

_هااا سكتتِ ٱهو

_ ما هو يعني..

_عارف على فكرة أنتِ أكيد مش هتحبيني من يوم وخلاف كدا أكيد مش هتجاريني وتقولي حاجة أنتِ مش حساها، ودا أنا أحترمه جدًا، وأنا بتعامل بشيء أنا حاسه ومش عايز منك ردّ غير لما يطلع من قلبك بجد ودا أكيد هيحصل مع الوقت ولو بضغط عليكِ بتعبيري عن مشاعري مترديش عالى الرسالة دي وأنا هفهم

_....

_تمام، هحاول أخد بالي اسمحيلي أقولها حالًا 

"بَــحبگ"

_....


ضيّ: صحيت الصبح والتليفون ف أيدي وبفستاني معرفش أنا نمت أمتى وإزاي أنا أخر حاجة فكراها كان مَجد ببكتب رسالة بس كانت طويلة شوية فتحت الفون لقيتني في الشات بتاعه وقرأت الرسالة واتصدمت، يا الله اشمعنى أنام ف الحته دي، يا الله أبص ف وشه إزاي دلوقت


_كلمي جوزك يا بنتي أعزميه ع الغدا عندنا النهاردة الراجل بقاله أسبوع ما جاش

_حاضر يا خالتو


ضيّ: دخلت الأوضة ورنيت عليه فون هتقولوا هيرد إزاي هقول لكم ما أنا مش عايزاه يرد عشان أنا أصلا هموت من الكسوف لو ردّ لأنه من يوم الخروجة ومتكلمناش، الفون فتح فأتكلمت


_السلام عليكم، إزيك يا مَجد، خالتو عزماك النهاردة على الغدا الساعة ٤ بإذن الله هتكون خلصت شغلك، مع السلامة.


ضيّ: هتقولولي إيه اللِ حصل دا هقولكم والله ما أعرف، زمانه بيقول عليا هبلة آه والله، بس الغريبة أنه جه وجايب جاتو وشنطة هدايا وداخل مبتسم ابتسامة قمرر أوي الصراحة، سلم علينا وقعد يتكلم مع خالتو بلغة الإشارة هتقولوا إزاي هقولكم إن خالتو كان ليها صاحبة مش بتتكلم فأتعلمت لغة الإشارة عشان تقدر تتعامل معاها، ف أنا وبِفَضل الله كنت قاعدة مش فاهمة أي حاجة هما قاعدين يحكّوا ويضحكوا وأنا قرد قطع، خالتو قامت تكمل تحضير السفرة وسابتنا لوحدنا شوية، لقيته بصلي جامد كدا وبعدين قرب وقعد جمبي وطلع النوت وبدأ يكتب

"رَحمتك مني أسبوع"

_ رحمتني!

كتب_ "ايوا عشان مضايقكيش بكلامي"

_على فكرة بقا أنا نم...


ضيّ: قطع كلامي صوت خالتو وهي بتنادي عشان الأكل فأضطرينا نقوم، خلصنا وخالتو قعدت معانا شوية وبعدين قامت تنام


_تحب تتأمل في السما على صوت أم كلثوم ومع كباية شاي بالنعناع


ضيّ: قام ومد إيده ودخل معايا المطبخ كان ساند بكتفه على الحيطة ومربع إيده وبيبصلي، وأنا مكنتش مُتوترة خـااالـــص لدرجة إني شغلت الكاتل من غير ما احط فيه مايّة وبحط الشاي والكباية مقلوبة


_مُعبرة جدًا كلمات أغاني أم كلثوم

ابتسم_....

_مُتفق؟

ابتسم أكتر وهز دماغه بمعنى "آه"

_تعرف إن النجوم مِثال كبير للأمل

رفع حاجبه بإستفهام_..

_هقولك، أصل النجوم مهما كانت صغيرة ف نَظرك إلا إنها جميلة وهي بتزيّن ظلام الليل، ورغم إن الشمس نجم برضو إلا إن النجوم مُميزة حتى وهي أصغر منها بكتير جدًا

ابتسم بتفهم_..


ضيّ:سكت شوية كنت مركزة مع السما وبشرب الشاي بالنعناع لقيت أيده حضنت ايدي وعينه ركزت ف عيني وكأنها بتتكلم بتوصف كل اللِ عايز يقوله حتى مش عايز يرمش عشان عينه متوقفش كلام رفع إيدي وباسها ومشي، أنا كنت واقفة مذهولة مش مدركة إيه حصل لحد ما سمعت صوت كلكس عربيته وهو بيودعني، دخلت أوضتي بقالي ساعة فاتحة شات الواتس بتاعه وخايفة اكلمه بس قررت اطمّن أنه وصل.


_وصلت؟

_آه الحمدلله

_حمدلله على سلامتك

_ الله يسلم قلبك

_تمام، تصبح على خير

بعت إيموشن مش مُبشر خالص

_مالك

_أنا تمام

_بجد مالك

_هو أنا مضايقك ف حاجة

_أبدًا والله

_أمال مش بتتكلمي معايا ليه 

_مش متعودة بس 

_طب إيه رأيك نبقا أصحاب بلاش متجوزين

_إذا كان كدا يبقا أشطا يا أسطا+ "إيموشن رقاصة"

_أشطا وأسطا ورقاصة، أنحرفتِ أمتى يا مُنى

_ كنت عايزة أقولك حاجة

_إيه؟

_المرة اللِ فاتت وأنت كنت بتبعتلي الرسايل أنا كنت نمت مكنش قصدي إني مرُدش



_أنه بيليق عليا أكتر الأسود ولا الكحلي يا ضيّ

_ألبسهم وابعت صورة كدا وأنا اقولك

_أهو، أنه طقم أحلى

_ بص لا دا ولا دا

_طب البس إيه

_هو إجتماع

_لا دا إحتفال تبع الشركة 

_طيب، ألبس البنطلون الجينز الكحلي عليه قميص أبيض والبليزر الرصاصي من غير الجرافاتة وكوتش أبيض والساعة هتبقى قمر

_طيب تمام ثوان ألبس

_ تمام

بعتْ الصورة_ كدا

_قمر يا اخواتي قمر

_بجد حلو

_جامد يا ابني أنا اللِ مختاراه

_طيب هقفل وأما ارجع ابقى اكلمك

_في آمان الله، وخلي بالك من البنات لو حد كلمك هزعلك

_بتغيري يا بطة

_أمشي ياض



_الصلاة، الفجرررر، يا بنتي


الفون رن_ ألو

_.....

_مييين؟

_....

_هقفل والله

_.....


ضيّ: قفلت وبصيت للفون "والله جوزك" جريت ع الواتس لقيته بيصحيني عشان الفجر


_صحيت خلاص

_أخيرًا

_ خلاص ياعم هتسوق فيها

_قومي يلا أتوضي


ضيّ: العلاقة بينا اتطورت جدًا، بقا جزء أساسي ف حياتي، ومحضراله مفاجأة على فكرة نيهاااهااا

حبيته؟! هو يتحب بصراحة كل حاجة فيه حلوة، حنيّن فأحتل مكانة الأب، مُشجع فأخد مكانة الأخ، مُستمع جيد جدًا فكسب مكانة الصاحب بلا منازع، ومعاه الآمان كله فخطف القلب وأصبح حبيبه، نجح يكون معايا في كل المواقف وأكتر موقف هو موقف وفاة خالتي كان يوم صعب جدًا، أما خالتو أتنقلت للمستشفى وقال الدكتور 

"أنتم أكيد مؤمنين، البقاء لله الحالة توفت"  

ملقتش غير أيده اللِ سندتني وقوّتني وبما إني مليش حد بعد خالتو فإضطرينا نشهر زواجنا عشان نقدر نعيش في بيت واحد، وإتنقلت معاه لشقتنا، آخدني وقعدني جمبه على الكنبة وبدأ يكتب ف النوت

_ "نورتِ ببتك"

_تسلم

كتب_ "لسة برضو مش راضية تتكلمِ وتخرجِ اللِ جواكِ"

_أنا تمام أهو

كتب_ "مش تمام خالص على فكرة، اكلمِ أصرخِ أي حاجة متفضليش ساكتة كدا"

بدأ صوتي يعلىٰ_أنا قولت أنا تمام وبرضو مش مصدق أعمل إيه يعني تعبت، تعبت من الوحدة من العُزلة اللِ عايشة فيها كله مات وسبني والله راضية بس تعبت معدش ليا حد

صوتي بدأ يهدىٰ_ معدش ليا حُضن اتحامىٰ فيه


ضيّ: بس أنا كنت غلطانة أنا لقيت حضنه هو اللِ ردّ على كلامي، إزاي مفيش حضن وهو جمبي إزاي مليش حد وهو معايا، أنا قولت كلام غبي أوي هو لسة موجود هه أنا مش لوحدي أنا في حضنه يا نهاااار مش فاااايت.


الحمدلله حياتي رجعت طبيعية نوعًا ما هو أداني فرصة أرجع ضيّ صاحبته وأنا أديت نفسي وقت أكون له زوجة 

كان وقت لطيف نبدأ اليوم بفطار بسيط من إيدي أو ساعات من إيده، هو يروح الشغل وأنا أرتب البيت وأعمل الغدا على معاد رجوعه يرخم عليا شوية ف المطبخ بعد الغدا وبعدها نطلع البلكونة مع كوبايتين الشاي بالنعناع ورواية أبدأ أنا أقرأ وهو يسمع وينتهي بينا الأمر إن كل واحد يدخل أوضته أو إن النوم يسرقنا ف البلكونة على وضعنا اللِ كنا بنقرأ فيه أنا قاعدة وساندة ع الحيطة وهو حاطط راسه على رجلي.



صوت الباب قفل جامد ف عرفت إن مَجد جه طلعت أشوفه لقيته متعصب جامد وعينه حمرا جدًا ودخل أوضته على طول، دخلت أطمن عليه 

خبطت_ مَجد مالك

_...

_ يا مَجد طمني عليك

_...

_هفتح عشان لو كنت بتغيّر


ضيّ: فتحت لقيته قاعد ع السرير حاطط راسه بين إيديه ومتعصب قعدت جمبه وحطيت إيدي على ضهره

_مالك في حاجة مزعلاك في الشغل

_....

_ طب قوم خد دُش وصلي على ما احضر السفرة

_....

_طب طمني أنت تعبان ولا حاجة!

_....

حسيته هيعيط ف حضنته_ بسم الله الرحمن الرحيم مالك يا حبيبي إيه زعلك كدا يا الله 

بدأ يترعش ويعيط_ ر..ر..رججع

_هو مي... مَجد أنت اتكلمت مَجد أنا سمعت صوتك

_أ..أ..ن نا بتتكللم ي..يا ضيّ م..مشش أخ..خرص

_بجد يا مَجد طب إزاي ليه خبيت عليا؟!

_هـ حكييلك، ب..س هـ هتفهميني؟

_أيوا فهماك أتكلم براحتك

_بُ..بصي أ.أنا كُ كنت ب..تكلم عاادي خ خالص ب..بس بعد وو..فاة أُ..أمي ج..جت ليّ زيّ ص..صدم.ة خفيففة ع..عشاان كُـ..نت متعللق بـ.يها بس ا..اللِ زَوّد ال..ص دمة هو مُعا..ملة أ.أبويا لِـيا..بعد مـ..وت أُمي بقاا ع..عصبي جددًا وبيـ ـضربني على أ..أقل حا..جة ف.. فبقيت بتهـ..ته ك..كدا

سكت وبدأ ياخد نفسه_...

_على مهلك مش تتقل على نفسك

_ وبَعـ..د ما كـان ع..عندي ١٣ سنـة قَر..ر يتـ..جوز ومراته مستـ..حملتش طريقة ك..كلامي فطلبت منـ..ه يوديني...ملجأ أيتام..وفعـ..لًا وداني لِـ..ملجأ وكُـان الكُـ..ل بيتريـ..ق ع..عليا وكُنت بتككـ سف أتكَلم قدد..ام حدّ فقر..رت متكـلمش تاني، لحدّ مـ..ا اتعـ..ودت إنـ ـي مـش بتـ ـكلم حَـ ـاولتت أكلمك ب..بس كُنت مش بـ..ـقدر كـ ـكنت بتكـ ـسف بـ ـس هو ر..جع تانـ ـي

ضميته أكتر_ياا يا مَجد كل دا فيك وساكت، طيب شوفته فين وكان عايز إيه

_جـ ـالي فِ الـ ـشغل

_كان عاوز إيه طيب

_معـ ـرفشش مقدرتتش أسمعه سيبـ ـته وم..مشيت

_طيب يا حبيبي أهدى دلوقت وقوم خد دُش وصلي وأنا هجيب لك الأكل وبعدين نبقى نشوف هنعمل إيه

_ حـ ـبيبك؟

_يعني أنت في إيه ولا ف إيه، مسكت ف دي أوي قووم يلا


_ تعالى أنا ف البلكونة الشاي مستنيك

_جـ ـيت

_نوّرت

_مم

_مم إيه، بتفكر ف إيه

_هـ ـو ر..رجع ليه بـ ـعد كُـ ل دا؟

_دا أبوك يا مَجد أكيد وحشته وكان بيدور عليك

_ سـا بني مـ.ن ١٥ سنة وجـ ـاي يد..دور حا ـلًا

_يمكن بيدور من زمان 

_بتـ برَري لـ ـه ليه؟

_يمكن عشان ربنا قال لنا كدا

_إز..اي

_ مش ربنا عز وجل قال: بسم الله الرحمن الرحيم 

﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾


_بـ..س هو أذاني

_ حتى لو أذاك أسمع ربنا قال إيه 

﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾

_أكيد مفيش أذى أكبر من الشِرك يا مَجد

_أكـ..ـيد

_اهو يعني مهما كان لازم تسامحه وتسمعه هو جـاي ليه صح؟

_صـ ـح

_اتفقنا، وبعدين يعني جاي تتكلم بعد ما اتعلمت لغة الإشارة يرضيك؟

_بـ جد؟

_آه والله اتعلمتها

_واتـ ـعلمتيها ليـ ـه؟

_عشان تنعامل بيها اسهل من إنك كل شوية تكتب ف النوت

_وأنـ ـا أتكـ ـلمت ع..على قدي أهو عش..شان يبقى التواصـ ـل أسهـ ـل

_يالا هيوحجني خطك، أصله كان حلو أوي الصراحة

_ طـ ـب بالذ..مة مكـ ـنتيش عا ـيزة تسمعي صوتـ ـي

_كـان نفسي والله

_وإيـ ـه رأيـ ـك فيـ..ـه؟

_لا قمر الله أكبر رَخيم كدا وحِمش

_حِـ ـمش أنـ ..ـتِ بتجيـ ـبي الكلام دا منـ..ين!

_ وأنت مالك يا حبيبي أنت هتصاحبني ولا إيه

_ يا إيـ..ـه؟

_إيه؟

_ متـ ـسطعبتـ..يش!

_حبيبي

_أنـ ـا صبـ..رت كـ تير

_أيوا يعني إيه؟

_يـعـ ـني نـ..فسك في و..لد شبهي ولا بـ نـ ـت شبـ ـهك


ضيّ: الحمدلله مَجد أتحسن في الكلام لدرجة كبيرة جدًا ودا طبعًا بعد تحسين علاقته بِ والده وبقا ما شاء الله لبلب قارفني بكلامه والحمدلله ربنا رزقنا بتوأم ولد وبنت يونس وِ وَنس

_ بابي بابي

شالها_ حبيبة قلب بابي من جوا

_مامي بتجري ورا يونث عثان اكل الثوكليت بتاعها

_قولتيلي مامي بتجري ورايا يونس عشان اكل الشوكليت بتاعها

_مم

_طيب فكرك نعمل إيه يا نوسي

_نجيب لِ مامي ول نوثي ثوكليت ومث نجيب ل يونث

_فكرة برضو

اتكلمت وأنا ماسكة يونس من قفاه_ماشي يا يونس مفيش لعب بلايستيشن الأسبوع دا

_خلاص يا ماما والله مش هاكل الشوكلاتة بتاعتك تاني

_ ايوا يا مامي وبابي هيجيب ليا وليكِ ثوكلت كتيير خالث

_بجد يا مَجد

_طفلة أوي

_مَجد!

_عيونه.


"رَغـم قسوة الحياة إلا أنها تَـهون بِـجوارك."

سلسلة حكاوي ضيّ

نُـور وَلِيـد ضَيّ|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع