حوار صحفي: إسراء عزام

اسكريبت "صُحبة رمضانية"

شهد عليّ

_ الو مين؟ 

_مين أيه؟ نهارك رمضان أنتِ نايمة؟ 

بصوت يغلب عليه النوم ردت بحنق

_ مهو طبيعي! طبيعي انام وطبيعي ابقا نايمة والفجر مأذن من ساعة! 

ردت عليها فِ الموبايل بذهول وكأنها قالت جريمة

_في رمضان؟ 

عارفة يا لبنى خمس دقايق وانا والبنات هنبقا عندك لو ملقتكيش قدام بتكم هطلع أجيبك من شعرك، أمين؟ 

أمين ان شاء الله

سمعت لبنى صوت انهاء المكالمة، وبكل سلام نفسي رجعت لنومها تاني.. صحيت مفزوعة على صوت حد بيخبط جامد على باب شقتهم ومن بعدها صوت والدها بيفتح الباب، قامت وهي بتتسحب تشوف مين اللى جايلهم ف وقت زي دا، وزي ماتوقعت اللـ جه هي خديجة، اتفزعت اول ما شافتها وجرت وهي بتلف حولين نفسها وبتدور على اي حاجة تلبسها بسرعة قبل ما خديجة تكتشف انها لسه ملبستش! 

خديجة لِـ والد لبني اللـ هو أصلا عمها

_أزيك ياعمو، كل رمضان فِ هنا يارب، اومال فين لبنى؟ 

عمها وهي يفرك عينيه وبيتاوب واللـ هو بيحاول يستوعب تقريبًا

_هو في أيه؟ 

رديت انا بقا بكل دبلوماسيه مع اني معرفش يعني ايه الكلمة دِ اصلا

_والله ياعمو ياحلو أنت انا جاية اخد بنتك اللـ استغفر الله اللـ جوا دِ عشان عندنا حاجات كتير اوي هنعملها!، هي لبني مقلتش لحضرتك

رد علي وهو ياحبة عيني بينام اصلا، اه افتكرت متأخروش بقا

_أشطا ياغالي

دخلت لقيتها بتتخانق مع الخِمار كَالعادة ساعدتها تلبسه لاجل قلبي الطيب وبعدين نزلنا وهي سلمت على باقي الشلة، واللـ كانت

سارة.. وهي فى تانية كلية آداب صيني، وأسماء.. ودي فى كلية تربية أجتماعية وأختها جودي أصغر منها بسنة فِ كلية علوم ، وفاطمة الدوك حجنا تالت سنه طب أسنان

وانا خديجة رابع سنه كلية اثار ولبنى أدي

احنا مش مجرد شلة صحاب بأعمرنا المختلفة لا احنا بتجمعنا صلة اقرابة مختلفة من جهات كتير لدرجة اني اكتر الوقت مش بفتكر هما يقربولي أيه! 

يكفي انا بفتكرهم هم اصلا اه والله! 

جودي بحماس

_هنبدأ منين؟ 

بادلتها الحماس وانا بقولهم على المكان اللـ هنبدأ منه، اتحركنا بالعربية بتاعت والد جودي وأسماء واللـ هو مش عارفة ازاي عطهالهم! 

_ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لبنى _يعيال شكلي نسيت مصحفي

رديت عليها وانا بشاورلها على الشنط اللـ فى العربية من ورا

_ فيه ورا مصاحف كتير خدي واحد

وفعلا خدت واحد وبدأنا كلنا نقرأ فى المصاحف اللـ معانا ولاحظت اسماء وهي بتبصلنا بحقد اللـ هو زي مانكون بناكل قدمها

_في أيه يا أسماء يابابا هتكلينا كدا ليه؟ 

_اه ماكلكم بتقرأو قرأن وانا لا والله أعيط! 

طالعت خاتم التسبيح بتاعي وناولتهولها وانا بضحك على طريقتها 

_خدي ياختي سلي وقتك

خدته مني وهي مبتسمة وبدأت تسبح عليه 

بعد مدة طويلة وصلنا لمسجد فى منطقة بعيدة شوية عن بيوتنا، والمسجد دَ محتاج حاجات فيه زي سجاد ومصاحف ومراوح وغيرها واحنا سبق وبحثنا وسألنا بنات اصحابنا وفي الكليات كلها عن الاماكن والمساجد اللـ محتاجة حاجات ودواعم للناس اللـ بتلجئ ليها، ومن حوالي تلت شهور واحنا بنجمع التبراعات وبنبحث وندور عن الاماكن والبيوت اللـ محتاجة بجد وبنعمل ندوات ونشجع الناس انها تتبرع وكل دا في مساجد الكليات وساعدنا اننا فى كليات مختلفة مع اختلاف بعض الجامعات كمان

_وصلنااا، يلا يا لبنى أتصلى على أم أياد تنزل تستلم الحاجات مننا

لبنى_أشطا

شوية وواحدة ست في سن الأربعين كدا ومعاها أبنها حوالي عشر سنين، أم أياد هي المسؤلة عن مصلى النساء في المسجد دَ بالأضافة لأن جوزها هو شيخ المسجد، جات من شارع جنب المسجد وبملامح بشوشه سلمت علينا وخدت مننا المصاحف وعدد من سجادات الصلاة اللـ قدرنا نوفرها، 

اتحركنا من المكان بعد وصلة دعاء كتير اوي منها وأنه بجد أحساس السلام ملى قلوبنا كلنا

كانت اول مرة ننزل حملات زي دِ بس بجد الاحساس دَ يستحق مشقة النزول فى الصيام زمع الحر وأكيد مش هتبقى أخر مرة

كنا مقررين أننا هنخلص كل المساجد اللـ محددينها النهاردا، في الطريق الضهر أذن ونزلنا كلنا لـِ مسجد كان فِ الطريق لـِ صلاة الضهر، وكانت بجد مغامرة رمضانية مليانة بالطف والدعاء والسلام

رجعنا البيت قبل العصر وكنا بجد هلكانين تعب من الحر والصيام ومع ذالك ودعنا بعض بابتسامات لطيفة، وأسماء وصلتنا كلنا قبل ماتروح وأتفقنا اننا ننزل بكرا للبيوت! 

اتجمعنا كلنا بعد الفطار عندنا في الشارع ورحنا مع بعضنا للجامع منتظرين صلاة التراويح.. 

وقفنا في صف واحد جنب بعض وأحنا بنصلي ورا الأمام في حركة واحدة محستش بنفسي غير ودموعي نازلة وانا سامعة القرأن بصوت الشيخ واللـ كان بجد اللهم بارك عليه، جات لحظة السجود وانا حاسة بقلبي بيوجف نزلت دموعي وانا حاسة بيهم حولي صحبتي الصالحة اللـِ دايما بنعين بعض دعيتلهم كلهم وانا بتمنى من ربِ أنه يجعلنا نصيب في جنته كلنا مع بعض وانه يثبتنا ويجعلنا خير الصحبة لبعض. 

سلمنا مع الامام وبصينا كلنا لبعض وكانت نفس الدموع في عيونهم ولقيتني بقول أمين وكلهم قالو أمين، كلنا عارفين اننا هندعي لبعض حتى من قبل الصلاة من غير أتفاق! 

عدت الأيام وبفضل الله خلصنا كل اللـِ كنا محددينه فِ رمضان رمصان اللـِ مس قلوبنا بسلام ولطف، واللـ هنشتاق لـِ رجوعه ونستعدله من بعد العيد! 

شهد عليّ|همج لطيف