مقال"القائد الإسلامي الذي أذل ملك الصين"
علي محمد حبيب فلسطيني'6
تصميم غلاف: سماء الطنطاوي
في سنة ٩٦ هجرية أرسل القائد الفاتح قتيبة بن مسلم وفدا من دهاة العرب مكون من ١٠ رجال بقيادة هبيرة ابن المشمرج الكلابي إلى ملك الصين فلما وصل الوفد قال : هبيرة لملك الصين :
إما الإسلام وإما الجزية وإما القتال.
فقال ملك الصين : قد رأيتم عظم ملكي وأنه ليس أحد مانعكم مني وأنتم في يدي بمنزلة البيضة في كفي، فقولوا لصاحبكم "قتيبة بن مسلم" ينصرف فإني قد عرفت حرصة وقلة أصحابه، وإلا بعثت إليكم من يهلككم ويهلكه".
فرد عليه هبيرة الكلابي في شجاعة المؤمن وعزته:
كيف يكون قليل الأصحاب من أول خيله في بلادك وآخرها في منابت الزيتون (يقصد الشام)؟
وكيف يكون حريصا من خلف الدنيا قادرا عليها وغزاك؟
أما تخويفك إيانا بالقتل فإن لنا آجالا إذا حضرت أكرمها القتل، ولسنا نكرهه ولا نخافه".
هزت هذه المقالة أركان وأوصال ملك الصين أعادته إلى صوابه، وأيقن أنه أمام قوم لا يجدي معهم التهديد ولا الوعيد.
فاعتدل في كلامه وقال لهبيرة:
فما الذي يرضي صاحبكم؟
فقال هبيرة: إنه حلف ألا ينصرف حتى يطأ أرضكم، ويختم ملوككم، ويعطي الجزية.
فقال له الملك: فإنا سنخرجه من يمينه فسنبعث إليك بتراب من تراب أرضنا فيطؤه، ونبعث ببعض أبنائنا فيختمهم، ونبعث إليه بجزية يرضاها.
ـ قالوا .. فأمر بصحاف من ذهب بها تراب، وبعث بهدايا من الذهب والحرير، وبعث بأربعة غلمان من أبناء الملوك، فلما حضروا إلى قتيبة قبل قتيبة الجزية فوطئ التراب وختم الغلمان وردهم إلى الملك .
المصدر: الكامل في التاريخ ابن الأثير.
تعليقات
إرسال تعليق