قصة "وهم الأمان"
الكاتبة: زرقاء الصقر
مراجعة لغوية: إيمان طه
انقطع التيار الكهرباء؛ليفسح المجال بين الأرجاء للظلام، تعالت الأنفاس زفيرًا يسبقه شهيق طويل
وجد نفسه ذلك الطفل الصغير محمولًا على كتف أبيه و يركض به خارج المنزل؛ هربًا وطمعًا في البقاء على قيد الحياة، كان الظلام ينقشع كل هنيهه والأخرى بنيران الإنفجارات، والعرق ينبعث منه رائحة الخوف، الأعيرة النارية تلتهم الأجساد، تشبث الطفل بأباه جيدًا وعلى يقين أن بين ذراعيه الأمان جمًا، والأب يركض حافيًا لاهثًا، أين يهرب فالموت يحاصره!
كانت الأرواح تتسابق مع الأدخنة أيهما سيصل لعنان السماء أولًا؟
وأخيرًا، اختبئ الأب خلف جدار لمنزل مهدوم واضعًا طفله على قلبه يشعره بالسلام، بعد دقائق اقتربت منهما خطوات وتعالت أصوات لرجال غاضبين، انكمش الطفل داخل صدر أبيه قلقًا، انتزع إبنه من صدره وسحبه خلف كومه ردم وأخبره أن ينتظره هنا ولا يتحرك وإحتضنه عميقًا، وركض نحو الرجال فأفضل وسيله للدفاع هى المباغتة بالهجوم؛ اختبئ الطفل وهو يبكى بصوت مكتوم خائف
وفى الصباح اختفت الشمس خلف الغبار لا يوجد سوى أشعة خفيفة تكشف حقيقة ما حدث بالأمس، الجثث مُلقاه على جانبى الطريق والأطلال تملئ الضواحى، وتمت محاصرة البلدة بالدروع العسكرية من العدوان،
وذلك الطفل يركض باحثًا عن أبيه؛ حتى وجده مُلقى مخضب بالدماء هامد
ظل يهزه يتوسل أن يستقيظ، أن يعود معه للمنزل، أن يحتضنه، لا يعلم ذلك الصغير أن أبيه كان قربانًا للموت المجانى، أزاح ذراعه وتكوم بحضنه لم يسمع لقلبه دقات ولم يرى ابتسامته بين كل تلك الدماء على ملامحه
ومع ذلك فهو يثق أن بين ذراعى أبيه الأمان جمًا وخارجهما من غزو لن يصيبه أبدًا.
تعليقات
إرسال تعليق