القائمة الرئيسية

الصفحات

 قصة "بائعات السعادة"

الكاتبة: ولاء جاسم جميل

مراجعة لغوية: إيمان طه


يمضيّن في الدرب، يضحكن، يوزعنَ أكاليل ورد للمحبين، يرددن كلامٌ جميل، يقرأن الكف، يبشّرن من يلتقيهم في الدرب، ثلاث صبيات لا يعرفن من الدنيا إلا جمالها، فرحات مستبشرات، بائعات السعادة، يبعن الورود في الشوارع المزدحمة لمالك الورود، يعطيهن مبلغ من المال زهيد جدًا لا يسد رمق عيشهم؛ يعودن ليلًا إلى دارهم المستأجرة، أمهن في انتظارهن، قليلًا من النقود، لا تكفي؛ لإطعامهم وعلاج الأم التي تتلوى من المرض، يطرق الباب صاحب الدار، يطلب الإيجار، بوجهه الغضب، ترتجف أبدانهم رُعبًا منه؛ لتأتي أحداهنَ بلسان معسول وتقول: تفضل سيدي هذا الجزء مما علينا ونعدك أن يوم غد سنكمله، بشراسة وقلة ذوق يسحب المبلغ ويرتعد صوت التهديد غدًا فرصتكم الأخيرة وإلا ستشاركنَ الكلاب والقطط في مساكنهن، بصوت واحد قالوا: نعم ياسيدي، أغلقنَ الباب بالبؤس لبعضهم ناظرين، الحال من سيء لأسوأ، أمهم تنادي ما الخطب يا عزيزاتي وصوت سعالها يرج أركان الغرفة، ذهبت احداهن لا شيء يا أمي هناك شجار خارج المنزل، لا تهتمي اشربي القليل من الماء حتى تهدأ سعلتك، ينقضي الليل عليهم بهموم تفوق أعمارهن، يشرق صباح لا وِد لهم بهِ، يذهبنَ لبائع الورد يأخذنَ حصتهم ليتجولوا بها، جهينه تصحب أختها الصغرى ترفة ودرة تمضي وحدها "المطر يزيد البلاء عليهم زخاته قوية تعيقهم وصاحب الإيجار لا يُفارق بالهم" الخيبة حلّت على قلوبهم؛ ليعودوا لمنزلهم دون أن يبيعوا شيء، درة ذهبت تتفقد والدتهم؛ لتراها جسد خالي من الروح، باب المنزل تطرق صاحبه يصرخ افرغوا البيت حالًا، جثة وفراق دموع تهطل حياة بلا رحمة وجو مُمطر بارد، كانت بداية لحياة التسول والضياع تنتظرهم.


ولاء جاسم جميل|همج لطيف

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع