القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية روح

الفصل السابع

أماني أحمد


سكون قاتل يحتل المكان، اللون الاحمر صبغ كل شئ تكاد تنتهى أثر الحياه من تلك الغرفه ولكن تلك الصغيره مازالت تتمسك بأخر انفاسها؛ معلقه على جدار أحمر اللون من كثرة دمائها، تكاد تستطيع التقاط انفاسها، وهنا سمعت صوت فتح اقفال ذالك الباب؛ دبت القشعريره فى جسدها والخوف والفزع فى قلبها كل ما تفكر به "عاد الجلاد، عاد شيطان حياتى لينهى ما بداءه"... ولكن لم يكن شخص بالحسبان، كان ذالك (حسن) رجل البستان العجوز.. تقدم ناحية روح وهو يضع اصبعه على فمه بمعنى اهدأى، هزت له روح رأسها بهدوء فلا حول لها ولا قوه حسن:-أنا جيت احررك يا بنتى من العذاب ده متخافيش امسكى نفسك

روح بصوت يكاد يسمع:-بتساعدنى لى مش خايف على نفسك

حسن وعينه ملأها الدموع:-أنتى بقالك هنا أربع سنين... أربع سنين فى عذاب ووجع وأنتهاك لروحك الطاهره؛ زى الا حصل مع بنتى بالظبط بس هى مكنتش قويه زيك ماتت من أول شهرين ومقدرتش اعملها حاجه..واجهش ف البكاء، بس أنا خلاص مقدرش اسكت كفايه ارواح تتقتل ف المكان ده ومحدش يعرف عنها حاجه... اهربى يا بنتى اهربى وعرفى الناس ظلم المكان ده

روح وهى لا تستطيع الحراك:-ازاى.. انا مش قادره اقف حتى

حسن:-هساعدك توصلى لنص الغابه بس اهربى بسرعه قبل... ولا يكاد يكمل كلماته حتى سمعوا صوت حذاء ف الارجاء ففتح حسن عينه على مصرعيها و حاول حمل روح وتسنيدها و خرجوا من الباب السرى لتلك الغرفه

دخل ذالك الفرعون الطاغيه وعندما لم يجد لعبة الصغيره جن جنونه وثار ف المكان... وفى ذالك الوقت خرج حسن وروح من القصر الاسود و انطلقوا إلى الغابه بأقصى ما يستطيعوا... 

حسن:-بصى يا بنتى أنا لازم ارجع علشان ميعرفش إنى ساعدتك وكمان علشان اضللوا عن الغابه أنتى قويه هتقدرى توصلى يلا بسرعه روحى.. 

تحركت روح وهى تتسند على الاشجار و تزحف قدمها خلفها وتحاول ان تستعيد أى قوه بداخلها..اصبحت كلما تتوغل اكثر بداخل الغابه كلما ذادت ظلمة المكان لا تعرف أين تتجه ولا إلى أين وجهتها؛ كانت تلتفت يمنه ويساراً فى قلب الغابه الظلماء اغصانها كرؤوس الشياطين ثمارها كعيون جان حمراء لا تدرى أين الطريق أين المفر لا تسمع سوى اصوات تنادى اسمها وهى لا حول لها ولا قوه، شئ خفى قوه غير مرئيه تسحبها وسط الاشجار على الارض الموحله تسحبها نحو اللاشئ نحو مجهول لا تعرف طريقاً اليه...سقطت واغمضت عينها عن كل ما تراه واستسلمت للظلام؛ بعد فتره من الوقت لا تستطيع تحديدها وجدت نفسها على سرير من الصوف و فرو الحيوانات وشموع مضائه فى ارجاء المكان وإمرأءه عجوز تجلس على كرسي هزاز و تقرأ كتاباً ما... نظرت إلى تلك العجوز وتحمحمت لاحظت المرأءه استيقاظ روح من اللحظه الاولى ولاكنها انتظرت حتى تتحدث... 

روح:-شكرا لمساعدتك..هو أنا فين

العجوز:-انتى فى أمان يا روح

روح وعلامات القلق ظهرت على وجهها:-أنتى عرفتى أسمى ازاى

ابتسمت العجوز:-متقلقيش أنا مش تبع الشرير بتاعك... هدأت روح قليلا ولاكنها مازالت قلقه

روح:-أنتى مأجبتيش على سؤالى!؟ عرفتى أسمى أزاى

والعجوز و ظهرت على وجهها ابتسامه جانبيه:-معتقدتش أنك سمعتى أن الساحرات الا ف الكتب والحكايات او ممكن ف الافلام، نظرت إليها نظره جانبيه بس عمرك شوفتيهم ف الحقيقه

روح وقد فزعت من مكانها:-اعوذ بالله منك ابعدى عنى أنا ماذتكيش

العجوز الساحره:-بقى كده ماشي يا روح بس افتكرى إنى عرضت عليكى المساعده

روح:-وقولتلك متشكره ودلوقتى عاوزه امشى

الساحره:-لا مش قصدى على المساعده دى، تكلمت وهى تقترب منها أنا اقصد أنى اساعدك تاخدى انتقامك من الا ظلموكى ولا أنتى مش عاوزه تشوفيهم بيتعذبوا زى ما اتعذبتى

روح بشرود:-ازاى..قصدك أى

الساحره وقد اقتربت من روح كفايه وتهمس فى أذنها:-تقتليهم... تخليهم يشربوا الا عملوه فيكى

روح:-وهى انا اقدر اقتلهم

الساحره:-طبعا يا حببتى بمساعدتى هتقدرى تعملى كل الا أنتى عايزاه

روح:-أنا موافقه... قوليلى ازاى

الساحره:-هتسلمينى جسدك مقابل انتقامك

روح:-يعنى أى؟!! 

الساحره:-هتعرفي بعديك أما دلوقتى، مع السلامه

لم تجد روح نفسها الا وهى فى نفس الغرفه المشؤمه الملطخه بدماءها، عندما وجدت نفسها عادت من جديده ظلت تدور وتدور حول نفسها وصرخت وهى تقول:- لاااااا قولتى هتساعدينى لااااااااا

سمع صراخها من طبقات قصره المرتفع ونزل على الفور إلى مدفنها 

:-رجعتى يا روح

روح وهى تهز راسها بقوه لا تريد ان تصدق انه امامها:-لا لا لا

:-موتك حل بعد الا عملتيه

روح وقد فزعت اكثر:-لا لااا لااااا

ضحك ضحكته التى هزت ارجاء المكان وكذالك هزت جسد المسكينه التى أمامه امسكها من عنقها واعاد ربطها فى ذالك الجدار المشؤم، وانهال على جسدها بكرباك اسود اللون غليظ السمك، انهال عليها بكامل قوته بالضرب و التعذيب احمرت عيناه ووجهه من دمائها التى تناثرت وذادت المكان حمره... توقف وهو يلتقط انفاسه ولاكن لم تكن سوى صوت انفاسه هو التى بالمكان فقط ذاقت روح انفاسها الاخيره وهى تتعذب وهى تجلد وبعد ان علم انها فارقت الحياه دنس جسدها بجسده و انتهى من فعلته الشنيعه وهو يبتسم وعلى وجهه ابتسامة رضا... اخرج هاتفه و طلب رقم والدها

:-تعالى خد جستها ادفنها ف أى حته وهتلاقى مليون تانيه جنبها

واغلق الهاتف ونظر إليها نظره اخيره

:-تعرفى كنت بدأت اخد عليكى بس يلا الحلو مبيكملش...ذهب وتركها ملطخه بدمائها بدون روح وبعد فتره من الوقت أتى والدها ومرسي وهيام وما أن رات هيام فظاعة ما حدث خرجت وهى تستفرغ ما بجوفها أما والدها ف عينه تسلطت على الاموال التى بجانبها اخذها وخرج يعدها و ذالك القذر زوج الاخت نظره اليها بشوه حتى بعد ان فارقتها الحياه واكمل تدنيس فى جسدها الطاهر و قام وأكنه لم يفعل شئ، اخذها والدها ووضعها فى سيارته وذهب إلى اغماق الغابه المظلمه فى عتمة الليل و ضوء القمر مازال يشهد على فعلتهم... 

استيقظت روح من ذكرياتها وهى تفكر انه حان الوقت تجعل ذالك الفرعون الطاغى يدخل فى لعبتها... 


أمانى أحمد|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع