القائمة الرئيسية

الصفحات

نص"مرسالٌ مُعبّقٌ بالشّجن"الكاتبة: راما المصري. 

مراجعة لغوية: نور محمد.

تصميم: آلاء مصطفى.


السّلامُ لقلبِك يا عزيزَ روحي، أمّا بعد، طالَ الغياب، ولا أُخفي عليكَ سرًّا ياصاحبي، قلبي مغمورٌ بالأشجان، محشوٌّ بما كبحهُ الكتمان، أعيشُ مللًا يغلفُهُ يأس، وأملًا يعترضهُ بؤس، وروحي يا عزيزها باتَت ثقيلةٌ كصخرةٍ بعدَ أن كانت رشيقةً كخفّةِ فراشة، والتّصدُّعُ الّذي خلّفتهُ ورائك ما زال بعدَ أن زُلت، لكنَّ الحنينَ لصبحتِك ما زال في كُلِّ جوارحي كامنًا، فهل تراكَ تعود؟ فحنيني سهلُ الكبح، أمّا رغبتي في إغلِاقِ بابي على أطرافِ قلبك لا تستكين، فلعلّي أستردُّ جزءًا بسيطًا مما قدمتُه، وأنت لم تستحق حتى زهرةً مُداسةً تحتَ الأقدام، دَعني أسألك أيضًا، أتراهُن يا صاحبي؟ يكتبن عنِ الحبِّ ويعشنَهُ بعلاقاتٍ غير شرعيّة، بينما أخافُه ولا أهابُ الموت، حتّى الصّداقةُ صارت مدعى للخوفِ؛ فقد سلبت منّي سلامي النّفسيّ، وأنت أيضًا يا صاحبي أمّنتُك على قلبي فآذيته، فلن أؤمّنك مُجددًا ولو على بيضة.

أما زالت أحرُفي تحتلُ قلبَك و تٌدهشُك؟ أم أنَّ كلَّ ذلك التّشجيعِ كان سرابًا كاذبًا؟
ما زالت كلماتي تُخطُّ على الورق، وظلَّ حبري حزينًا، وقلمي خليلًا، وورقي مُثقلًا مُبللًا، ونصوصي مُتخمةٌ بكميةِ أدمعٍ تنافسُ ما تمتصُهُ الوسادة، وحلمي كئيب، ووطني مُنهك.
وماذا عسايَ أُضيف؟ وإلى أينَ سأصلُ بالشّرح؟

ختامًا من المخدوعةِ بسحرِ صداقتِكَ الزّائف، إليك يا ندبةَ الذّاكِرة وداعٌ بعبقِ الحنين.

رَاما المَصري|همج لطيف.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع