نص "أغرقت خوفي"الكاتبة: ريموندا حنا حبيب.
مراجعة لغوية: نور محمد.
تصميم: آيات عمرو.
حينما حاولتْ القضاء عليّ المخاوف الجبارة، حينما حاولتْ جعل نفسي منهارة، وقفت بقوة أمامها بجسارة، تجادلنا معًا بصوت عالٍ، أهانتني بالكلمات ولست أبالي، ذكرتني بالعقبات وأنا دومًا شاكرة لحالي، خاطبتني بسوء الأوضاع وأنا لست مهتمة كم هو مالي، تشاجرنا في الكثير من المرات؛ لأنني اختلفت عن تلك التي كانت تقتلها الكلمات، وعلى مخاوفي أن تنسى كل ما قد مرّ؛ لأن كل ما فات قد مات، أغرقت خوفي في بحر النسيان ولست مهتمة بما سيكون، أغرقت خوفي حيث لا مكان، لست مهتمة بما تخفيه السنون، أغرقت خوفي حيث سيضنيه العميان، ولست أبالي بما ستخلفه الهموم، لن أَدع خوفي مما هو آت ينُسيني حلاوة الساعات، يُشقيني في كل الأوقات، حينما حاول خوفي طرحي في بحر الهموم، عندما دفعني؛ لأسقط فيه بقوة الشجون، عندما سود لي بريق العيون، أمات ثقتي بالأنام، أغواني أن أشك بكل إنسان، أغلق أبواب الحياة في وجهي، ودفعني لأسقط غريقة في بحر الآلام، في اللحظة التي كنت أهوي فيها حيث لا رجوع، نظرت إليه لأجده مبتسمًا حيث كان وجهي أنا مُغطى بالدموع، أدركت كم كنت أذوب أنا كالشموع وهو يراقبني بفرحة وسط الجموع، أمسكت بيده ودفعته للسقوط غريق، وانطلقت أنا بعيدة عنه في طريق، لا يمكن أن أعتبره لي صديق، أغرقته في الوقت الذي ظنني به أعلنت الاستسلام، ظن أنه مني نال، ليفاجئ بنفسه الآن في ذلك الظلام، غريق في بحر المحال، نعم أغرقته في بحر المحال؛ لأنه محال أن إليه أعود، محال أن أعود لظُلمة تلك العهود، أغرقت خوفي حيث للعودة إليّ لا مجال، أغرقته في بحر المحال، وحلقت بعيدًا عنه حيث الانتصار، سأعيش بحرية كباقي الأحرار، سأحلق في السماء، سأستمتع بحياتي بعيدًا عن القيود، سألون الفضاء، سأعيش حياتي ناسية تلك العهود، التي عشت فيها تحت رحمة العذاب، سأفتح أمامي الباب للأمل، للحياة، دون خوف، عالمي الآن دون خوف، أو أحزان.
تعليقات
إرسال تعليق