القائمة الرئيسية

الصفحات

نص "لن ينتهي البؤس أبدًا"الكاتبة: نور السيد. 

مراجعة لغوية: نور محمد.

تصميم: آيات عمرو.


بعدما علمَ أنه مُصابٌ بالتعاسة الأبدية التي تدعس المواجد المُحيطين بهِ لهجره، تحوَّل إلى رخوٍ يزحف على الأرض، جالسَ ظلامهُ الدامس، وضمَر نفسهُ كمَن أصابهُ سهمٌ برديٌ مارِق، وما هذا إلا سهمُ هزيمتهُ الموجِعة!
 فلقد سُحِق أشد سُحقًا حقيقةً، وَلج عنوةً في صِراعٍ مع عقلهِ المُكتظ بالتُرهات التي تُفتت روحه، ظل يُصارع ويُصارع إلى أن أهلكته طيّات اليأسِ والانفلال، ومال إلى الاندحار؛ إذ أنه لم يعُد يطيق المُقاومة أكثر مِن ذلك، تأوهَت أحباله الصوتية مِن شدة العويل المُمتد، مُماثلاتٌ موصومة لا تقوى على وصف ما بداخله، وكأن فؤاده يعتليه صخرةٌ صمَّاء تُثقِّله وتعيق مناهدته، لم يبقى أمامه إلا رفع الراية والاستسلام؛ فلقد بات مؤمنًا بتعاسته، كافرًا بنعيمه، هدف إلى نَهمِ بقايا رُفات روحه إثر صراعه، جاثيًا على الدهس، وبالكاد يتمكن منه، لطالما لعن مجيئه لمِثل هذا مسكنٌ ضال، وسيمُر محياه ماقتًا هذا، كان يُحدِّث نفسه دومًا بأنه لن ينتهي بؤسهُ ما دام انبثق بداخله، وسيكنفُ بداخله أبد الدهر.

نور السيد|همج لطيف

تعليقات

3 تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع