القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص "مصير ومسير"محمود محمد


كل الأمل مهلك، وعن الانهزام فما له إلا أن يبوء إلى ضلال، تذكير بأن القلب والقبر بينهما مجاهدة؛ كي يفتر أحدهما وينال الآخر العذاب، كأن ما في القلب خائر يتمنى عيش البسطاء، يفرح حينًا، يبسط دونها يدًا يلون بيها عيشةً رغداء، منى النفس أن تكف عن لوم الذات، وتنظر للواقع وتؤبن مجتمع الفحشاء، لكنه زائل كما ما دونها زال، فما الماضي والحاضر إلا في زوال وإلى ضلال، وإن ما دون القبر ما باء، بل هال كما جبل من رمال، كما في قصص الأطفال ترجو تخليد ذكراك والحب، والمعيشة الرغداء تُعلي فيها المال والبنون، وتنكس فيها رايات العودة والبعث، وكأنهم ما كانوا، ولو كانوا فما كانوا إلا في قصص ملئت بكثير من هباء، وما بها إلا سوء صياغة وفكر عقيم قداء، وما قبرك إلا بمنتظرك، وإن طال الانتظار فما لك دونه من فرار، أو كطفل يلهث من درس القرآن، تسعى لتماطل وتؤثر عيشة بلهاء، تسعى لتجاهد وما لك غير سوء البلاء، تظنها تدوم وما هي إلا تخور مطمسة الأرجاء، فما لك تسعى الإرجاء، فماضيك مهلكك، وحاضرك مقبرك، ومستقبلك زائف وأنت لذلك مهدور، وبذلك أنت رماد منثور.


محمود محمد|همج لطيف 

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع