من أين ينبعث هذا الضياء الأحمر؟ وأنّى له أن يخترق جسدي بهذا الشكل المخيف؟ إنه يحرق لاحشائي متوغلًا كحممٍ بركانية متقدة، هل تراني مت؟ ولكن من أين يأتي ذلك الضياء؟
سارت متعثرةً تبحث عن مصدر الضوء الأحمر، اقتربت من حديقة هُجرت منذ سنين، السياج واطئ، والباب قفل بسلسلة من حديد، قفزت تواصل اتباع الضوء، شدها لحن بدأ يصل مسامعها، أسرعت بخطاها، أبعدت الأغصان بيديها، وقد جرحت ونزفت، وما كانت تشعر بالألم؛ لما لها من توق لمعرفة ما يجري، وأخيرًا وصلت إلى حيث الضوء واللحن، فوجدت قبرًا صغيرًا، وشابًّا في مقتبل العمر يبكي بجواره وهو يحمل مزمارًا، وقد انتهى توًّا من عزف لحن مزق نياط قلبها، اقتربت وجلست قبالته ولكنه لم يلحظها، سمعته يقول: جوري اشتقت لك، أتوق لعناقك يا حبيبتي، نظرت إلى القبر فرأت صورتها معلقة عليه وقد كتب على شاهده "لطالما أحبت الزهور الحمراء".
تعليقات
إرسال تعليق