بعضٌ مِنا يحيَا بالفلاح، والآخر بالجهاد، والبعض الآخر يحيا باللهوِ والعبث، كلٌ يحيَا بصنيعته الخاصة، وذاتيته المحتمة التي تروي ظمأ الحياة بداخله، أما عني، فأنا أحيا بالصِّياح، ليس ذلك الآتي من الديك الشركسِي أو سِواه، بل ذلك الآتي من كم التكتلات المضنية التي تزأر من جوف الفرد معلنة الوجود، والتمرد والقنوط، تعلن بكل صرخه أنها لم تموت، تنتظر فقط اعتراف بالوجود، وبعد ذلك ستأتي إما بموتٍ أو نحيب أو سكوت، لكن أمر ذلك بعيد فليس عند أحدٍ سواي، فعند باقي الصياحين يكون الصيَاح مناجاة، وكما قلت فهو عندي نجاة أقرب لِحياة، يسعون به لقتل الملل والترف في لحظات عضال، أما أنا فما ألبث دونهَا ساعة دون أن أقبر أو أقع صريع دون رثاء، فما دون الحياة حياة، وما للمرء منا مِن مناجاة بها يحيَا ودونها ما تسقط قدماه، وتعلو هامته معلنة لفظِه آخر أنفاسه في دنياه.
تعليقات
إرسال تعليق