القائمة الرئيسية

الصفحات

نص "لستُ وحدي"

هويدا عاطف

ليلةٌ أخرى مشتعلة بالسوداوية بداخل غرفتي؛ تلك الغرفة الكئيبة، ضوء الهاتف يُعتبر الصاخب الوحيد هُنا؛ لارتفاع شدة إضاءته، عيناي المتورمة من كثرة السهر أو ربما البكاء، ضجيج في أذني أثر ألحان مقطوعتي الموسيقية الحزينة التي أدندن معها بصوتٍ أجش من البكاء، كل كلمةٍ بها تذكّرني بتفاصيل قد حُفرت داخل عقلي؛ لتترك بصمتها الخاصة بداخلي، منسوب الهواء يقل تدريجيًا، دقات قلبي المعتوهة في تزايد مستمر، لوهلة شعرتُ بأنفاس لاهثة تلفح في حنايا عنقي، بدأت أشعر باحتضان أحدهم لي، أطرافي تنمّلت وكأنني تحت تأثير مخدر قوي، لم تكن تلك المرة الاولى التي أشعر بها بتلك الأحاسيس، دائمًا أشعر أنني لستُ وحدي ليلاً، أشعر بعيونٍ تراقبني بعد منتصف الليل واحتضان أحدهم لي أثناء بكائي! لقد كانوا دائمًا حولي، لم أعد أعلم هل هو عاشق لي من العالم الآخر.... أَمْ أنه قريني، أتمني لو آراه لمرة؛ 

حينها سوف أقوم بالثرثرة معهُ بكل الكلمات العالقة في جوفي، سوف أخبره أن أحتضانهُ لي في ساعات الليل المتأخرة يؤنسني بل ويقتل وحدتي اللعينة، أعلم أنك الآن تنعتُني بالجنون ولكن لا عليك فأنا أُءمن بوجودهم حولنا، وأُءكد لكَ أنني سوف آراهم يومًا ما ولكن على أيةِ حال لن يكونوا أسوء من البشر، أنا لستُ خائفة منهم؛ فقد أعتدت شعور الرهبة والخوف منذ الصغر وباقي أحاسيسي تلاشت تدريجيًا مع سنوات عمري اللعينة وأصبحتُ كالشبح لا أشعر بأي شيء يدور حولي فقط أعيش؛ لأحيا.


هُويدا عَاطف|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع