القائمة الرئيسية

الصفحات

نص"مرضي الأزلي"

سدرة سامر

كُل كلمة قد قُلتها لي كنتُ أحيكها في قلبي

ومع كُلِ خيبة مِنك ندبةً لا تلتئم، ياعزيزي أنا نِصفُكَ الآخر الّذي قد حفظَ طِباعك عن ظهرِ غيب، وأولُ أسمٍ أقتحمَ قلبك، وأولُ أغنية تصافحت مع مزاجك، وأنا البحر الفائض الّذي لا يُريد أن ينتهي مِنك، أتمنى أن أكون البدايةُ ومِسكُ الخِتام، وأنا أيضاً ياسيدَ قلبي هويتك وعنوانك وموطنك وظِلك وملاكك الحارس، ومكتبكَ الهادئ المُنزوي عند ضجيجِ المُدن وهمومِ الحياة، وأنا لُعبتك المنسية منذُ الطفولة، وأنا الجِدار الّذي يشهدُ بِصوتِ قهقهاتِكَ عالياً عِندما تغمُركَ السعادة، وهل تعلم أيضاً من أنا؟! أنا جدتك التي تُخبِرُها بِكُل أسرارك وبعدما تخطُ خطوةً واحدة تنسى ماقد قلتهُ لها، ياملاكي أنا عرابتك الّتي تُحقق أمنياتك وتسعى لِتلبية مُبتغاك، عِندما رأيتك في المرةِ الأخيرة بِنهاية الشهر

شعرتُ بأنَ أرجُلي تتثاقلُ شيئاً فَشيئاً وكأنها تنغمسُ في الطين أو عالقةً في حُفرة، رتبةُ أفكاري وبحثتُ في كتابي المنسي في مكتبةِ المُغبرة، وترجمتُ أحساسي في مُعجمي فركبتهُ حرفاً فحرفَ، تتبعتُ سِراطَ العُشاق باحِثةً عنك، فقد كانَ صدى صوتك مِثلَ نايٍ عتيق، ثُمَ أبحرتُ لِأكمل البحث عنك فوجدتُ عيناك رباه هل أنا تائهةً في وسطِ البحر أم غارقةً في عيونه ؟!

وبعدَ ذلك جدفتُ وصولاً لِشاطئ البر والأمان 

شاطئ قلبك الّذي فيهِ أرسو، وبعدَ أن تشابكت الأيادي معاً تحسستُ كفَ راحةِ يديك وقبلتهُ، وأقتربتُ مِنكَ أكثر وتخللت صدري رائحة التبغ المُختلطة بِرذاذِ عِطرك، وأقترب أكثر فأكثر وأستنشقُ رائحتك وكأنّها الياسمينُ الدِمشقي، لقد صُلبت روحي فوقَ عتبة فؤادك، أنّك بطلي الأزلي، ومابينَ الحُلمِ والخيال ألمحُ طيفَ وجهك وتتصادم العيون وتتشابكُ الئيدي، قد ألفتُ قافية جديدة سأعزفُ عليها جميعَ مراحلِ الأدمان وطُرقِ الحُب.

هل تذكر عِندما كنتُ أقولُ لك أنّني أكرهك، باللهِ عليك هل صدقتَ هذا؟! ولكن كبريائي كا أنثى مِن نسلِ حواء لم يسمح لي بترجمةِ تِلكَ الكلمة الّتي تحتوي الكثير مِنَ المعاني، كلمة أكرهك هيَّ: مِثل ما قالت فيروز؛ كبر البحر وبُعد السما بحبك ياحبيبي بحبك

أكرهك: " أحبك " في كُل ثانية ودقيقة ويوم وأشهر وسنة وليلة وعلى مرِ الأيامِ والأزمانِ والعصور

قد مزقتَ روحي إلى أشلاء مُبعثرة، عالقةٌ بينَ عِظامِ التُرقوة، وبينَ ريشةِ الصدر، وفي الوريد والأوردة، مُتخفيةً كالخُفاش بينَ السطور والمحادثاتِ القديمة

رباه أعني على أقتلاعه مِن أعماقِ الذاكرة، وأنتشاله مِنَ الأوردة، وأنتزاعه مِنَ الروح، إلى الآن لم أستطع تخطي ذِكراك وتناسي صورتك، وكُل ذِكرة جميلة ومؤلمة مِنك

كُل شيء يُذكرني بك الحدائق العامة والطُرقات والعائلة والأصدقاء والهدايا وجُدرانَ المنزل الّتي قد نُقشت عليها خيباتي، أنظرُ إلى مرآتي وأرى نصفي الآخر أنت.

تظهرُ في وجوهِ العابرين، لِمَ يتوجب عليي أن أحمِلَ هذا الحُب لِوحدي لأيامٍ وسنين !!؟

أكرهك وأكره ذلكَ التاريخ الّذي قد جمعَ بيني وبينك وألفَ بينَ قلبي وقلبك

أميرةُ حياتك وسيدةُ قلبك، تتوجهُ بِتلكَ الرسالةِ إليك

أكرهك بِطريقةِ الخاصة وتعبيري الأنسب.

كُن بِخير مِن أجلي ..

سدرة سامر محيميد|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

تعليق واحد
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع