القائمة الرئيسية

الصفحات

 قصة "وفقًا للعهودِ "


الكاتب: محمود محمد
تصميم غلاف: سماء الطنطاوي

بكل يأس أحياكم بعد كمْ من الهزائم التي أثقلت كاهلي، وراودتني ، ها أنا مجدد، بائس، لا أقوى سوى على السبات، أو الموت، ها أنا مجدد محاط بتكتلات من الخيبات، أنعى لكم وبكامل الأسى نفسي بعد أن أُردت مني ومن مهاتراتي حتى أفنت نفسها ولقيت مصرعها وتركتني، لكن لا بأس فقد تواردت لمسامعي حينها قول محبب الوقع على أذني، وإن لم يكن لكان مقدر أن يطبب علتي، كانت حنونة كعادتها، بلمسة الهواء القادمة منها استفقت وهي تفوح \"أفق لرؤياي فقد أتيت لك وآبى الفراق\" كنت لا أنهض الحراك، وجسدي مستلق ومثبت بأجهزة لا أعلم عنها شيء، لا أرى، لا أدرك إلي بحدود جسدي، وأنفاسها، كأنها كانت مني، نضيفه انتزعت مني، لذلك أنا هنا، لتكونن مثل هذه الملاك بجانبي! أعقاب ذلك أم حسن الجزاء! فقط وكأن كل الخطايا تترامى من خلفي، وكل الآلام تنزاح وأهيم صرعًا خشية أن أفقدها... أفقد أنفاسها، لو فقط أستطيع أن أبصر لأرى بعيني لا بوجداني لتغير الحال، أليس ذلك بما دون المحال! حسن ارتحلت ! تركت ذلك حائلا بيننا وغابت، أغبت وتركت بين أضلعي مفرغ... لا بل يبدو أن ما بين أضلعي مضمدا وأن أضلعي ذاتها مهشمة، فما بال الأسى لا يفارق يكاد يفارق ولم عنها هي تفارق... اسأفيق بعد عام! سأتعود، أم أن للقيانا أسى ليس دونه عودة، وفقًا للعهود.


محمود محمد|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع