القائمة الرئيسية

الصفحات

وما بين مغريات الدنيا وسفينة نجاتي تمزقتُ أنا

 نص: وما بين مغريات الدنيا وسفينة نجاتي تمزقتُ أنا

الكاتبة: أسماء عبد اللطيف فتح الله

مراجعة لغوية: منار مجدي

غلاف: لارين أحمد


قال: وكأنَّ العالم نسِيَ سبب تواجُدِه في تلك الحياة، وأنّنا خُلِقْنا للعبادة وذلك هو السبب في خَلْقِنا، فأصبح العالمُ اليوم مثلَه كمثلِ سفينةِ سيدنا نوح عليه السلام، فالنَّاجِي منَّا هم الأقلية المعدودة أما الغارقُ في التمتعِ بالدنيا هم الأكثرية المطْلقة، حتَّى أنَّه أحيانًا يَشعر الأقلية بأنهم ليسوا على صواب؛ لأن إتاحة الأكثرية لفعلِ المنكر أحيانًا يُقلل من إيمان الأقلية إن لم يكن إيمانهم قوي، فالله في كل مرة يعطينا إنذراتٍ لنعود إليه، ولكن غفلتُنا أحيانًا تُلهينا عن الرجوعِ إلى الله عز وجل، "فالله عز وجل يقول للملائكةِ فيما معناه بعدما صنع النار: فلو يعلم العباد ما سيكون مصيرهم إذا عَصوني وغفلوا عن عبادتي لم يعصوني يومًا" فأصبح اليوم حالُنا كحالِ الأقوام السابقة مع اختلاف الزمن فقط، لكن الفرق الوحيد هو أنّ الأقوام السابقة كان منهم المؤمن والكافر، أما اليوم مِنَّا المؤمن والكافر والمتصنِّع للإيمانِ، وهو الأسوءُ على الإطلاق، فأغلب هؤلاء نسَوا عبادة الله، وكل ما يَهُم هو متاعُ الدنيا، فلم يضع أحد خططه البديلة إذا غدرت به الدنيا ولم يُكَون ثروةَ آخرته التي تساعده على دخول الجنة، لنصل في نهاية الأمر بأنه قد خَسِر من خسر ورَبِح من ربح، فبعد تلك الغفلة أمَا زِلْنا في غفلةٍ كالأقوامِ السابقة، ولن نشعر بها إلا بعد فوات الأوان، وقتها سنلوم أنفسنا في وقت لا ينفع فيه اللوم، أم ما زالت الدنيا مغرية لتكون أولى بالإهتمام؟ ولكن لربما نحن ضعفاءَ النفس.


 أسماء عبد اللطيف|همج لطيف.

تعليقات

التنقل السريع