القائمة الرئيسية

الصفحات

لطفلة لا تعرف عن الحياة سوى ألوانها

 نص: لطفلة لا تعرف عن الحياة سوى ألوانها 

الكاتبة: أسماء عبد اللطيف فتح الله

مراجعة لغوية: منار مجدي

غلاف: نورا هشام 


قالت: كنت تلك الطفلة التي لا تعرفُ شيئًا عن الحياة، فكل ما كان يَشغلُني هو هل سأحصل غدًا على وجبتي المفضلة؟ هل ستسمح لي أمي بتناولِ حلوتي المفضلة؟ وفي أحلامي كنت مثل الطير المحلق في السماوات السبع ولا يُبالي بشيء، فكنت أرى الجميع أسوياءَ ولا يُؤذون أحد، وكيف لطفلة مثلي أن يخطر ببالها غير ذلك، فأنا أرى أحلامي وردية وكذلك الحياة، فاودُ العيشَ دومًا مُحلقة في تلك السماء، متماسكة بأجنحةِ الطيور التي كل ما يَعنيها هو الحفاظ على صغارِها وحمايتهم من أي عدو، ولكن إلى متى سأظل في تلك الأحلام الوردية؟ أنا لا أُحبط نفسي لكنني أرى دومًا أن أمي تُعاني من صعاب الحياة، وأخاف أن يأتي يوم عليّ وأصبح نسخة مكررة منها، فلا أستطيع التحليق في السماء ولا العيش على الأرض، فأصبح معلقة بين هذا وذاك؛ ولأنني لم أستطيع تحمل المسؤلية ولا تحقيق أحلام اليقظة، لكنني تدريجيًا تعلمتُ من الحياة ومَنْ حولي أن الحياة دروس ولا أحد يتعلم منها إلا بالتعامل معها.

أسماء عبد اللطيف|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع