القائمة الرئيسية

الصفحات

عجوزٌ شائخٌ بقلبِ طفلٍ خائف

 نص: عجوز شائخ بقلب طفل خائف 

للكاتبة: أسماء عبداللطيف

غلاف: لارين أحمد 

مراجعة لغوية: منار مجدي


قالت: على الرغم من أنني بلغتُ من العمر ما بلغت لكنني لا زلتُ طفلة من الداخل، خائفة من العيش بحياةِ الإستمتاع، فعندما كنت صغيرة كنت أعتقد بأنني سأصلُ لمرحلةٍ من الطمأنينة عندما أبلغُ ذلك العمر، لكنني لا زلت أعيش تفاصيل أمسٍ من ذاكَ الخوف والرهاب الإجتماعي، فلا زلت أرغب أن أحاطَ بسور من الأمان؛ حتّى أستطيعَ العيش بسلام، لكنني حتى بعد زواجي وإنجابي من الأطفال لم أستطيع إعطائهم الحب الذي يستحقونه؛ لأنّ فاقدُ الشيء لا يُعطيه، فإفتقادي للأمان الذي بُنَي بداخلي منذ الصغر عمل على بناء تلك الشخصية المعقدة دومًا، لكنني ظلمتُ من حولي قبل ظلمي لنفسي؛ لأنني لا أستطيع التعامل بإرتياحية، فتلك التربية والنشأة كانت العامل الأساسي في تكوين شخصيتي، حتى أنني لم أستطع تحويل تلك الشخصية جذريًا حتى وإن حاولت بشتى الطرق طمأنتُها، لكن بعد كل ذلك ظل هناك جزءًا لم يطمأن يومًا، وذلك الجزء هو الذي ظل يتعامل مع البشر، لكنه أحيانًا كان يفرح كالطفل الذي إذا أعطته حلوى طار قلبه منها، وفي نفس اللحظة لا يُظهر ذلك القلب ضعفَه لأحد فيتحول جذريًا لشخصٍ لا يبالي ولا أحد يُهمه في تلك الحياة، حتى انتهيت قائلةً: إلى متى سأظل في ذلك الصرع الأبدي؟ لقد شخت ولم أعشْ يومًا كما كنت أحلُم .

أسماء عبد اللطيف|همج لطيف.

تعليقات

التنقل السريع