القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال : عمر ابـــن الخطــــــــــاب
الكاتبة: وداد عبد المنعم 

غلاف: سماء الطنطاوي 

 ابو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي الملقب بالفاروق ثاني الخلفاء الراشدين وُلِد فى 40 ق.هـ / 584م ,بعد سنة من عام الفيل و بعد مولد النبى محمد بثلاثه عشر عاما، فى مكة ف قبيلة قريش لبنى عدى التى كان لها شان كبير .وهو صغير تعلم القراءة و الكتابة , وهذا كان شىء نادر في ذلك الوقت , و كان يهوي المصارعه و الفروسيه و مهتم بالشعر. ولما كَبُرِ ابتدأ بالعمل ف التجارة , الذي اصبح متمكنا وأصبح من اغنياء قريش. كان له مكانة كبيرة في قبيلة قريش و كان من اشرافها و وجعلوه يقوم بدور السفير و كان من صلحياته ان يتكلم باسم قريش مع القبايل و البلاد المجاورة و حل خلافتهم عند حدوث مشاكل. كان مشهور بالعدل و الشدة و بشجاعته و قوته فتلك كانت حياته قبل الإسلام اما عن قصه اسلامه، ففي بدايه الاسلام كان عمر من اوائل الناس الذين وقفوا أوصاد نشر دعوة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم و كان بيحارب اى شخص عُرف اسلامه و يقوم بمحاولات لمنه النبى من نشر دعوته و يشارك فى تعذيب الذين اسلموا من العبيد و الفقراء و الذين لم يكن لهم مكانة كبيره فى قريش و كان قاسى و عنيف مع المسلمين و كان المسلمين يخافوا من بطشه و من قوته. ولكن فى نفس الوقت كان يعانى من صراع داخل قلبه ان دعوة النبى محمد , تختلف عن عبادة الالهه التي كانت قريش تعبدها و قسم مكة لنصفين و ان الاسلام يشكل خطوره على مركزه و سلطته ولكن فى نفس الوقت كان يري ان الرسول كان معروف قبل ما بدايته بنشر الدعوة بالصدق و الامانة و سمع كلام و دعوة الرسول و اثر فيه و كان معجب بثبات المسلمين برغم التعذيب و الاضطهاد الذي كانوا يمرز به و اقتناعهم انهم على حق. و كان النبى محمد دعى "اللَّهُمَّ أَيِّدْ الإِسْلاَمَ بِأَبِي الْحَكَمِ بْنِ هِشَامٍ أَوْ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ".


فى يوم قرر ان ينهي ذلك الصراع الداخلى و ان المشكلة كلها بسبب النبى فقرر انه سيقتله و ينهي ذلك الصراع، و وخرج من بيته رافع سيفه و يبحث عن النبى فرأه رجل يعرفه , كان مسلم ولكن لم يكن معلن لاسلامه بسبب الاضطهاد و التعذيب , فاعلن له على نيته, ف افتزع الرجل و أدرك أنه لم يكن هناك وقت ان يذهب ويحذر الرسول و المسلمين و انه يجب أن يعركل حركه عمر بأي شكل فحاول انه يخوفه من ان اهل النبى أنهم سينتقموا منه ف اصر انه سيقتل النبى فاضطر لكي يعطله انه يقول ان اخته فاطمة بن الخطاب و زوجها سعيد بن زيد اسلموا, و ان يري اهله بالاول، فسمع الخبر و ثار غضبه اكثر و ذهب الي بيت اخته. فى نفس الوقت كانت اخته فاطمة بن الخطاب و زوجهاا سعيد بن زيد فى بيتهم مع الصحابى خباب بن الأرت الذي كان يعلمهم الدين و يقرأوا القران , ولما وصل عمر الي البيت سمع همهمة غريبه بالداخل و دق الباب فهرب خباب بن الأرت الي غرقه في البيت و لما فتح له سعيد بن زيد الباب و لما سئله عمر اذا كان خبر انه اسلم هو و اخته صحيح أم لا , فلما قال لخ انه صحيح ضربه و حاولت اخته انها تفصل اخيها عن جوزها فضربها و ذلك لم يمنعها ان تقف امامه فرق قلبه و هدأ فطلب انه يري الورقة التي فيها كلمات القرءان مكتوبه ,اللتي في ييدها فقالت " يا اخي، إنك نجسٌ على شركك، وإنه لا يمسها إلا الطاهر" و اصرت ان يتوضئ و لما توضئ و قرأ الورقة كان المكتوب فيها جزء من سورة طه, {طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى * إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلاَ * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.


لما انتهي من القرأءة قرر ان يسلم فطلع خباب بن الأرت من مخبئه و ارشده عن مكان النبى مع صحابته فى دار الأرقم بن الأرقم. لما وصل ألي مكان النبى كان خبر نية عمر انه يقتل الرسول وصل , و احتشد عدد من المسلمين يدافعوا عن النبى , فلما دخل مسكه حمزة بن عبد المطلب عم النبى , فامره النبى انه يتركه و اعلن عمر اسلامه ففرح باسلامه النبى و الصحابة كلهم , بعد ما اسلم قال للنبى " يا رسول الله، ألسنا على الحق؟ , فقال الرسول " نعم" , فرد عمر " ففيمَ الاختفاء؟! , فخرج المسلمين كلهم لاول مرة و اعلنوا اسلامهم و صلوا صلاة علانية أمام الناس كلها ولم يقدر أن يتعرض لهم أحد ولا يئذوا و كان عددهم الاربعين ف الذين اسلموا. بعد ذلك تحول عمر للدفاع عن المسلمين اللذين يعذبون و ابتدا في ان يوقف اضطهادهم و كان يشترى عبيد المسلمين و يحررهم.


فى وقت الهجرة المسلمين من مكة للمدينة , كان الوثنين يمنعوا المسلمين ان يهاجروا و يتركوا مكة ولذلك كان المسلمين يقومون بالهجره فى السر , ولكن عمر اعلن انه سيهاجر أمام الناس كلها و تحدى الوثنين ان يمنعوه ولكن لم يجرا احد ان يحاول أن يمنعه بسبب خوفهم منه و خرج ومعه فى حمايته عشرين مسلم اغلبهم من الفقراء و الضعافاء الذين كانو غير قادرين علي الهجره. وهو ثاني الخلفاء الراشدين بعد أبو بكر الصديق فلما احس الخليفه ابو بكر انه قارب موته , جمع الصحابه من المهاجرين و الأنصار و استشارهم عن رأيهم ف تولى عمر الخلافه من بعده , فقالوا انه مناسب و افضل شخص يتولى المنصب , ولكن كان هناك بعض الناس خائفين من ان عمر يتولي منصب الخليفه لشدة و الغلظة و القوة التي كان عمر بن خطاب معروف بها , ولكن اقتنعوا انه افضل شخص للمنصب , وعندما وصل ذلك الكلام لعمر قال للناس «"بلغني أن الناس هابوا شدتي، وخافوا غلظتي او قالوا قد كان عمر يشتد علينا ورسول الله بين أظهرنا، ثم اشتد علينا وأبو بكر والينا دونه؛ فكيف وقد صارت الامور إليه؟ أيها الناس إني قد وُليت اموركم، أيها الناس فاعلموا أن تلك الشدة قد أُضعفت ولكنها إنما تكون على اهل الظلم">>. و لما توفى ابو بكر تولى عمر الخلافه.

عهد عمر بن الخطاب كان فيه للكثير من الانجازات اداريه و حضاريه و توسع لدولة الخلفاء الراشدين , فهو اول من استخدم التقويم الهجرى بعد مشوره للصحابى على بن ابى طالب , و اول من عمل الدواوين مثل بيت المال ( وزارة الماليه حاليا) و دار الدقيق ( وزارة التموين حاليا) للدولة و اهتم بعمل مدن جديده كالكوفه و البصره و وسع الجامع النبوى و جعل الجزيه , الضريبه التي يقوم بدفعها اهل الكتاب لكي لا يدخلو الجيش فى مقابل حمايتهم , بتتطبق على حسب المستوى المعيشى و الاجتماعى و كان بيعفو منها للذي لم يكن يقدر علي دفعها. من اشهر الانجازات اللى فعلا عمر بن الخطاب هو القانون و الوثيقة التي عرفت بالعهدة العمرية عندما فتح المسلمين القدس , و امن المسيحين على كنايسهم و ممتلكاتهم و انهم لهم كل الحقوق و الواجبات و منع و جرم اى تعرض لهم. و وضع قوانين جديده للجيش مثل فترة للتجنيد الاجباري للشباب , حرس الحدود , و حدد خدمة العساكر فى الجيش ( و حددها 4 شهور) , و قسم الجيش لقوات احتياطيه نظاميه و عمل ديوان للجيش لكتابة تقراير و كلف مترجمين و قضاه و اطباء ان يقوموا بمرافقه الجيش.

فى عهده المسلمين دخلوا بلاد الشام و العراق و فارس و مصر , ليبيا , أذربيجان و نهاوند و جرجان و افغنستان. أما عن وفاته ففى يوم الاربعاء 26 ذي الحجة سنة 23 هـ/ الموافق 644 م فى صلاة الفجر و هو يؤم الناس فى المسجد و لما سجد فى الصلاة , طعنه بخنجر مسموم تلات طعنات شخص فارسى اسمه فيروز و معروف باسم ابو لؤلؤة , الذي حاول ان يهرب و ضرب ثلاثه عشر شخص (مات منهم سبعة) في محاوله أن يهرب وفى النهايه انتحر قبل أن يمسكو به. حملت الناس الخليفه الذي كان مقيم في بيته و كلف عبد الرحمن بن عوف انه يكمل الصلاة بالناس. قبل أن يموت اختار ستة من الصحابة الكبار و هم عثمان بن عفان ، على بن ابى طالب ، طلحة بن عبيدالله ، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، سعد بن ابى وقاص و كلفهم ان يختاروا واحد منهم ان يكون خليفة و أعطاهم ثلاثه ايام لكي يختاروا و فى النهايه اختاروا عثمان بن عفان لكي يكون الخلفيه.


 وداد عبدالمنـعـم|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع