القائمة الرئيسية

الصفحات

نص"وحدها التفاصيل "

الكاتبة: الزَّهراء وَائل


عندما تُدمن التفاصيل فتأسُرَك كل صغيرة، تأسُرَك كل همسة من شخصك المفضل، نظرة عين مِن مَن تُحِب، زِحام الغيوم فالسماء قبل عاصفة أمطار تتأهب قطراتها للهبوط وإنزال السكينه علي قلوب مُحِبيها، تأسُرُني ضحكات الأطفال بينما تجول في أنحاء الشارع، تجاعيد مرسومه على وجه عجوز يملأ الحنان وجهها، وتسكن البهجه ملامحها، أحب مراقبة بخار القهوه بينما أفتش في سطور كتابي عن أبطاله، تجذبني هذه المفردات الغريبه التي أصادفها كغريب مار علي يومي فأُسارِع في التنقيب عن معانيها، تسحِرُني لمسة يد من نفسي الأخرى.

عندما تُدمن التفاصيل وقتها سَتُسكِرُك رائحة القهوه قبل ارتشافها أو تذوقها حتي، ستذتلذ برائحه الكتب العتيقه، ستصبح مجنونًا بالإحتفاظ بكل ما هو قديم، ستكون غرفتك بمثابة عالمك الخاص؛ ستكون عالم مُصغَّر فقط أنت مالكه وأبطال رواياتك سُكَّان معك، ستكون غرفتك هيَ ملاذك الأول والأخير من العالم الخارجي، سيتحول أبطال روايتك إلي أشخاصك المفضلين عندما تبكي وتضحك تلقائيًا مع أحداثهم، سيكون لنظرات الأعيُن العديد من اللغات؛ فقط ستفهمها عندما تصبح مهووسًا بالتفاصيل.

لن تُصبح مأسورًا بالتفاصيل إلا عندما تنال لقب المجنون مِمَّن حولك، وقتها ستكون أسيرًا للتفاصيل فهنيئًا لك.


الزَّهراء وَائل|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع