القائمة الرئيسية

الصفحات

مقال:ورقــــه بــن نـــوفـــــل 

الكاتبة: وداد عبد المنعم 

غلاف: سماء الطنطاوي


هو ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العُزّى، وهو ابن عمّ أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- زوجة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كان ورقه بن نوفل قبل مولد الرسول صلي الله عليه وسلم وقبل مجئ الاسلام يعبد الاصنام فاعتزلها واصبح من النصرانين وقرأ كتب الديانات السماويه وادرك بدايه نبوه الرسول صلي الله عليه وسلم، ترك ورقه بن نوفل الوثنيه وتناجي هو وعبيد الله بن جحش وعثمان بن الحويرث وزيد بن عمرو فكانو هؤلاء ممن تناجوا يوم العيد عن المشركين ورفضو الاكل من الذبائح وتعاهدو علي كتمان ما يقال بينهم واتفقوا علي ان ما تعبده قريش باطل وتفرقوا ليجوبوا الافاق التماسا لدين إبراهيم الحنيف فذهب ورقه وزيد الي بلاد الشامفقصدا راهيا واخبراه ما يريدان فأجابهما بأن ما يطلبانه لم يأت بعد وان هذا زمانه ونبي هذا الدين يخرج من تيماء، أما ورقه بن نوفل قد استحكم النصرانيه وقتها، وكتب من الإنجيل بالعربيه ما شاء. 

بعد نزول الوحي علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلمم وإخباره لسيده خديجه ما حدث معه أشار عليهم ابو بكر الصديق ان يذهبوا الي ورقه بن نوفل ليخبراه بما حدث معه وسبب اختيارهم لوقه بن نوفل انه لديه معرفه واسعه بالكتب السماويه للأديان السابقه وإطلاعه علي ما نقل من الناموس الذي نزل علي موسي وعيسي من قبل، واتخاذه النصرانيه دينا بعد تركه للوثنيه وبعد أن اخبرته السيده خديجه بما حدث مع الرسول من احداث تتعلق بالوحي فطلب ورقه بن نوفل من بمحمد بان لا يذهب اذا ما اتاه الناموسفلما رجع إليه وقال له بأنه أتاه وأوحي له: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، حتى بلغ: "وَلَا الضَّالِّينَ"،كان جواب ورقة بن نوفل بأن هذا مثل الناموس الذي نزل على موسى وعيسى من قبل، وأنه تحقيق بشارة عيسى -عليه السلام- وما من أحد جاء بمثل ما جاء به محمد إلا عودي من قومه، وإن أدركه زمان نبوة محمد ليكونن من أنصاره ويجيب دعوته ويبلي بلاءًا حسنًا، فهذا دليلٌ على أنه من أول المؤمنين والله أعلم. 

واختلف العلماء في أنّ ورقة بن نوفل صحابيّ أم لا، فبعض العلماء قال: إنّه صحابيّ؛ لأنه التقى بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وآمن به ومات في فترة نزول الوَحْي، وقال البعض الآخر من العلماء: إنّه ليس صحابيّاً مع أنّه آمن بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وصدّقه، ولكنّه مات في بداية النبوّة وقبل الرّساله. 

 وهناك شبهه عن ورقه بن نوفل حيث أن بعض المستشرقين يدعون أن رسولَ الله قد أخذ تعاليم الرسالة من ورقة بن نوفل، خصوصًا أن ورقة كان متمكنًا من الأديان، وادّعى يوحنا الدمشقي أحد آباء الكنيسة اليونانية، أن ورقة وبحيرى الراهب ساعدا محمدًا في كتابة القرآن الكريم، وأن محمدًا كان تلميذًا لورقة، تتلمذ على يديه بعد زواجه من خديجة، وعلى هذا ادّعى أن الإسلام طائفة مسيحية، وتفنيد ذلك بما يخص تعلمه من ورقة بن نوفل يأتي في عدة نقاط أهمها: أن ورقة بن نوفل لم يلبث أن توفي بعد نزول الوحي بفترة قليلة، ولم تتكرر زيارته لورقة بن نوفل خلال فترة الوحي. أن محمدًا لو لازم ورقة بن نوفل، لكان هذا الأمر الورقة الرابحة لكفار قريش بتفنيد دعوة الإسلام، بكونه أتى بالرسالة من تلمذته على يد ورقة بن نوفل، ولم يرد أي شيء من هذا القبيل، فكانوا يتخبطون بادعاء أنه ساحر وشاعر ومجنون. 

 أما عن وفاته فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها: (ثمَّ لم يَنْشَبْ ورقةُ أنْ تُوُفِّيَ، وَفَتَرَ الوحْيُ فَتْرَةً، حتى حَزِنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ). فلم يمضِ وقتاً طويلاً بين تبشير ورقة بن نوفل للنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بنبوّته وبين وفاة ورقة بن نوفل، فبعض الرّوايات تذكر أنّ بين الحدثين يوماً أو يومين فقط ، وتوفي عام 14 قبل الهجرة الموافق 620 م.


وداد عبدالـمـنعـم|همج لطيف 

تعليقات

التنقل السريع