حِـوار صحفي مع الكاتبة: الشيماء عماد .
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
_ فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.
- الشيماء عماد ابنة قرية المندورة_ محافظة كفر الشيخ_ أدرس في كلية الدراسات الإسلامية والعربية شعبة اللغة العربية، أكتب منذُ الصغر؛ أعتبر القلم هو وسيلة لإبراز هويتي، ومرآة لعصري لذا يتنوع قلمي مِن حين إلى آخر على حسب الأشياء المحاطة بي، وليس معنى ذلك أنني اكتب على حسب العاطفة بل أكتب فيما يحتاج قلمي أن يتضمنه.
_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟
- كنتُ أقرأ العديد من الكتب العربية الفصيحة، حتى شعرتُ بأنني استطيع أن أكون مثل ذلك الأديب الذي أقرأ له؛ لذا قررتُ تنمية موهبتي، ونميتها عن طريق القراءة والتعبير عن كل ما يخطر بوجداني ومايدورُ حولي.
_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟
- أسلوبي عربي فصيح، بلاغة نصوصي، وكتاباتي الأدبية قوية، أبتعد عن العامية حيثُ لا أجد فيها هويتي، فاللغة العربية هي هويتي ولا يوجد إنسان بدون هوية.
والعامية لهجة وليست لغة لذا لا داعي لإستخدام لهجة وإن كانت بتعبر عن احتياجات العصر؛ لكن مازلتُ أجد في الفصحى شيء غريب يجذبني لها.
_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟
قد تكون بدايتي مثل أي كاتب لم يجد الدعم من جميع الأقارب؛ لكن الشيء المختلف أنني وجدتُ روحًا تدفعني إلى حلمي، وتخبرني بأنَّ في الطريق حلم مازال يستحق الوصول إليه؛ لذا قررتُ الصمود على حلمي وترك تلك الهراءات التي لا تفيد شيء.
_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟
- وإن كان الوصول للحلم ليس يسير ألا أنني أجد الإحتواء والدعم شيء مهم، لذا وجدتُ وجود أمي وصدقيتي المقربة يعتبر هو أكبر داعم وسند لي، حقيقي كل الإمتنان لداعمون حتى وإن كان البعاد قد حُتمَ علينا.
_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟
- بالعاطفة الجياشة، العاطفة هي التأثير لواقعية العمل الأدبي؛ الكاتب الذي لا يستشعر بالموضوع الأدبي، فهو لا يجيد حسن النظم، فبالتالي ليس هناك كاتب بارع.
_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
- «الفراق»
الفراق دائمًا مؤلم؛ لكن المؤلم في الحقيقة تلك الذكريات الذين تركوها خلفهم بداخلنا، ودعونا بمفردنا مرة نتحسر على ذلك الوقت الضئيل، ومرة على ذلك الحندس المحاط بسرطان الأثر، وفي نفس تلك اللحظة علامات الإستفهام على حافة التقييد ( لِمَ حدث معي ذلك؟ هل أستحق عدم وجودهم؟ لِمَ الحياة عسيرة لهذه الدرجة؟ ألستُ كافيًا معهم؟)
وإن أنهيت تلك التساؤلات، تبقى ذكراهم مخلدة متتابعة إثر الأعباء الثقيلة بداخلنا، وإن نظرتُ لها بسيوفِ المنطق الحادة، أجدُ الحياة جافة قد يكون الحنظل أخفَ منها وأنَّ أختيارهم كانَ صحيحًا بالمئة، ونحنُ مَنْ اشتغلنا بالحياة ومتاعبها، ولمْ نرى خطوات الأمل في دروبنا وتحولت خطوط الطيف إلى قطرات من الحندس ونحنُ ها هُنا لا نعلم متى وكيف وأينَ حدث كل ذلك؟
حتى حديثي معَ ذات العيون القهوة المسكرة كانَ حادًا كبنات النفس لا يفيد سوى اللوم على ما مضى، وعلى
أحلام أصبحت في مخيل المصاب مجرد أوتار تعزف على بنودِ الحزن فحسب.
#الشيماء_عماد_مبروك«عاشقة الظلام»
_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
- في الحقيقة أفضل النشر الورقي، وإن كانت البداية لي كانت إلكترونيًا، ألا أنني أجد في الورقي إثبات للذات، وقدرة على التأليف، نجاح العمل الأدبي لا يتوقف على العمل فقط بل على القراء؛ لذا التأثير على أرض الواقع يعتبر أقوى عامل في إثبات الكاتب قدراته الإبداعية
_ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟
- ليس لدىّ كاتب بعينه؛ ولكن أجد كل كتاب العصور السابقة قد برعوا في وصف العصور الخاصة بهم، خاصة أمرئ القيس، وحسان ابن ثابت، وعباس محمود العقاد، ومحمود سامي البارودي، وأحمد شوقي وغيرهم: لذا كل طموح أن أستطيع تجسيد عصري وتصويره بقلمي بشكلٍ جدير، وفي الحقيقة أستطيع القول أنَّي قد فعلت ذلك( روايتي "أأنت أخ" قد ألمت بالمشكلة الركيزة في هذا العصر، وسأنتظر لها نجاحًا مبهرًا) وأثق في قلمي والمحتوى الذي أقدمه لذا لا أرى أنَّ من قرأ لي شيء ندم على القراءة، بل مازال يطلب أن يقرأ لي.
_ مَـا رأيكِ بِجريدة "هَـمچ لَطيـف" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟
- في الحقيقة سعدتُ بهذا الحوار معكم، وبأسلوبك اللطيف.
تعليقات
إرسال تعليق