القائمة الرئيسية

الصفحات

 حِـوار صحفي مع الكاتبة: نـدىٰ طـارق.

الصحفيـة: خديجة محمود عوض. 


في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..


_ فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.

- أدعى ندىٰ طارق ،أسكن في الأسكندرية في الصف الثاني الثانوي، بدأت في الكِتابة عندما كُنت في الصف الأول الثانوي.


_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟

- في كثير من الأوقات كنت أرى موقف فأحب وصفها بأكثر مِن طريقة، فبدأت في وصف أحدها ومِن هنا بدأت في الكِتابة، أقرأ كثيرًا لازداد حصيلة وأيضًا كي أتعلم من أسلوب البارعين. 

 

_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟ - ليس لي أسلوب مُحدد في الكِتابة ولا أسلوب أتقنه كثيرًا، ولكن أحاول أن أتعلم بعضًا مِن الاساليب التي أحبها. 




_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟

- أحد العثرات هي ثقتي بموهبتي، وخوفي الشديد مِن نشرها ولكن كنت في البداية شاركتها مع القليل من أصدقائي الذين شجعوني ثم بدأت في مشاركتها مع الجميع. 


_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟ - البعض مِن رفاقي


_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟ 

- يحمل مِن الجُمل ما يصف الأمر بشكل دقيق. 


_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.

- تتصادم تدموعه مع ذكرياته صانعة لحن يصم الأذن، ويملأ عقله بالضجيح، كان يقف في انتظار قطار الساعة الحادية عشر صباحًا ينظر للمارة بنظرات واهنة، لا يعبئ لذلك الشاب الأهوج الذي يركض وراء صديقه فصطدم به، ولا بتلك السيدة التي توبخ صغيرتها على تلويث يديها بالحلوة، تُبحر أمواج أفكاره وحياته في بحار ضحكاتها، كانت تتعلق بتلابيب قميصه ذو اللون البني، كانت تعشق ذاك اللون كثيرًا، هو و عيناه إذا ما لامستهم أشعة الشمس يكونوا للجمال عنوان ، كانت عيناها تلمع بنغمات الطفولة، إنها حفيدته الصغيرة، كانت تبتسم له وتحمل معاها أحاديث عن أنجاراتها الصغيرة ، الآن هو ينظر للسماء يبحث عن طيفها به، اشتاق ليجلب الحلوى لها ، ومرافقتها إلى حديقة الزهور المُجاورة، الحديث معها عن مُعلمتها اللطيفة التي تُحبها كثيرًا ودائمًا ما تدعم لوحاتها، عند خاطر لوحاتها تذكر يوم كانت تركض له وهي تحمل دفترها الخاص بالرسم وهي تصوره هو وزوجته به، جدها وجدتها العزيزان.. يتثاقل قلبه عند عرض يوم تركها تذهذ بحافلة المدرسة وفقدها إثر تفجير ناتج عن قِتال قوات الأحتلال اللعينة مع بعض مِن الفلسطينين الذين أبو ترك بلادهم لمَن لا حق لهم.. ظل لوقتًا قريب يُبقي على عاتقه حِمل فقدها، لا يعقل أنه فقدها بكل تلك السرعة، أحقًا هذا عدل؟ إت طيفها يلوح في أفاق حياته.. ذهب ليمكث الباقي مِن أعوامه في شمال لبنان مع زوجته التي أزبلها الحزن ، إنه الملام هذا ما يؤمن به، غادر فلسطين فقط لأن كل ما كان حوله يذكره بها،حتى الآن يتخيلها بجواره كعادتها، ولكن هذه المرة وهي مُحمرة العين، تصرخ به، لو أنه لم يفك تشابك يدها معه لتصعد الحافلة لكانت الآن تُزن السماء التي كستها السُحب بقوس مرحها، إنه يسابق الموت، يود أن يلاحقه ويرجوه أن يحمله لصغيرته، كل ما يحلم به هو ملاقتها، لم يكن يلاحظ أن الموت في وقتًا كان هو يسابقه كانت أقدامه تسير نحو الباقية، زوجته، عزيزة الفؤاد، مؤنسة الأيام، هي الأخرى لوح له الموت بيديه وهو يأخذها معه وهو كالمُكبل ليس بيده إلا البكاء .. بعد أيام قليلة مِن وفاتها هي الأخرى كان يجلس في غرفتهم يحاول أشتمام عبيرها، حاول أن يضع هذا الأمر أيضًا على عاتقه، ولكن ماذا عساه أن يلوم؟ هل هي الأخرى كان ليقول أنه كان بحاجة لمنعها عن الحافلة؟ هل إذا ما كانت صغيرته على قيد الحياة كانت لتتحمل أن تحيى بدون جدتها؟! أن تعود يتيمة للمرة الثالثة؟ هل له أن كان ليعطيها ما يمحي ذاك الشعور؟! في تلك الأثناء وغيث من الأسألة يتساقط عليه سمع قول المؤذن وهو يقول"الله أكبر"، إنه آذان الفجر! أدى صلاته وهو يدعي لصغيرة الفؤاد وصغيرته.. عاد إليه سيل الأسألة من جديد، عند إذن عاد إليه يوم كان في السادسة عشر من عمره، كان للعبة المبارزة عاشق كبير كان يتدرب ليلًا ونهارًا حتى يصبح بطل لبنان الأول بها، أتى يوم المُسابقة وكانت الثلوج تكسوا الطرق حتي أنه لم يقدر على أكمال طريقه إلى مقر المنافسة حزن حزنًا شديدًا، لقد فعل ما بوسعه.. حينما صار بعمر الخامسة والثلاثون كان يُشاهد أحد القنوات وهي تقوم بلقاء تلفزيوني مع بطل تلك اللعبة وذكر كم يحب المبارزة، ولكنه أيضًا يحب عائلته، يود لو يقضي معهم بعضًا من الوقت، و يداعب صغيره ويرافقه إلى الحديقة، وقتها شكر الله؛ كان ليفوت الكثير مع صغيره وزوجته إذا ما قدر الله له أن يذهب، و يفوز، و يصل للمركز الأول، عاد بنظره إلى المحطة وهو يرى القطار قادم وفقط يذكر جملة واحدة "يُقدر الله".

ندىٰ طارق. 


_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟ 

- في رأي أن اللاثنان ضروريان إلى الكاتب، فالألكتروني يُعين الكاتب حتى يتعرف عليه الأخرون، أما الورقي فهو لأثبات قدرته، كما أن قُراء الأعمال الورقيه يوجد ببعضهم الوعي الكافي لمناقشة الأعمال وهذا يساعد الكاتب لتحسين ادائه. 


 _ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟

- هناك الكثيرون، مثل خولة حمدي. 


_ مَـا رأيكِ بِجريدة "هَـمچ لَطيـف" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟

- أشكرها ولقد أسمتعت بالحوار كثيرًا.


خديجة محمود|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع