قصة: يوم سعيد
الكاتبة: مروة عثمان
غلاف: مسك أحمد
أنا اسمي أيمن، والنهاردة أهم يوم في حياتي، يوم زواج خالي، وهو مش خالي وبس، ده كان كل حاجة ليا في كل مراحل حياتي، بصوا هحكيلكوا؛ بابا وماما كانوا عايزين يعلموني تعليم كويس، فخالي بدون مقدمات عرض عليا أروح أقيم معاه في الإمارات؛ ولإن مستواه المادي كان كويس فتكفل بكل تعليمي، علمني في أحسن الجامعات، ودلوقتي أنا شغال في مكان مكنتش أحلم بيه، ولو مكانش مساعدة خالي بعد تدبير ربنا وإرادته مكانتش ظروفنا سمحت بحاجة زي كده أبدًا، ومع رفض بابا ومحاولة ماما في إقناعه إنه عادي وإن الخال والد؛ بقيت الشخص اللي أنا عليه دلوقتي، وكل ده لحد النهاردة خالو مكانش تزوج، ولكن أنا أقنعته يشوف حياته ويبطل يقلق عليا؛ لإني أنا كمان بقى عندي حياتي الخاصة.ولإنه متوتر لوحده؛ مسكت أنا كل التجهيزات.
نبدأ من الأول، صحيت الصبح بدري، اتصلت بمكان القاعة، الكوافير، راجعت عزمت مين ومين لا، شفت كل حاجة من الأول وجديد، وعلى الساعة عشرة قمت أصحي العريس.
_خالو، يا خالو كفاية نوم، اصحى، في حد ينام كل ده وفرحه النهاردة؟
خالو: ليه الساعة كام؟
_عشرة.
خالو: طب عايز إيه يا أيمن؟ يعني هقوم أعمل ايه من دلوقتي؟
_قوم خدلك دش، والماء ساخن، افطر ومتقلقش جهزتلك الفطار، قوم روح عند الحلاق حتى؛ عشان متزنقش نفسك قبل الفرح بشوية، وأنا وأنت عارفين إن لحد ما تقوم بتاخد وقت.
خالو: طيب، قايم أهو.
خالو: أهو عملت كل حاجة، ورجعت من الحلاق كمان، عايز حاجة تاني حضرتك؟
_يا خالو بطل هزار بقى، لو عايز تنام ناملك شويتين؛ عشان تكون فايق، وأنا وهحضرلك البدلة وكل حاجة.
خالو: لا فايق، مش هقدر أنام تاني، وبعدين أنت عايش معايا طول عمرك تقريبًا، وحتى يوم ما ننزل مصر تقعد معايا! ليه مروحتش تقعد مع أهلك اللي مشوفتهمش بقالك كتير؟
_وإزاي أسيبك النهاردة؟ وبعدين أنا عارف إني لو سبتك أنت مش هتعمل حاجة.
خالو: على راحتك يا سيدي.
_بعد كده هقعد مع أهلي على طول بقى لحد ما ألاقي بنت الحلال إن شاء الله.
خالو: يعني هتسيب شغلك في الإمارات؟ ومش هتقعد معايا؟
_بفكر أسيبه، نسيت أقولك أنا لقيت شغل كويس هنا جدًا، مش زي هناك أكيد، بس أنت عارف صعب بعد كده أسيب بابا، هو كبر وأنا عايز أريحه وأشيل مسؤولية البيت شوية، لو رجعت الإمارات هشيل مسؤوليته ماديًا، ولكن مين هيخلي باله من ماما وبابا وأختي؟ أنت عارف بابا تعب الفترة اللي فاتت حتى مبقاش يعرف يمشي كويس، أنا شايف إن ده الصح، وبعدين أقعد معاك إيه يا خالو؟ أنت خلاص هتتجوز!
خالو: ربنا يباركلك يا أيمن، أنت شخص كويس جدًا، ربنا هيكرمك، يا ترى هعمل إيه لوحدي؟ يا رب محرقش البيت بس.
_عيب، تربيتك، وبعدين متقلقش هوصيها عليك كويس.
وضحكوا.
_بص، نسيتني دلوقتي، هروح أحضر البدلة وبقية الحاجات.
خالو: جاي معاك.
_لا، لا، استريح أنا هعمل كل حاجة النهاردة، يمكن أعوضك عن كل اللي عملتهولي في حياتي.
_ايه يا عريس أنت نمت ولا ايه؟ لا فوق كده، قوم البس دلوقتي عشان نلحق نعدي على الكوافير نجيب العروسة كده هنتأخر.
خالو: أنا معرفش ايه موضوع الكوافير ده! وأنا مش حابب فكرة الميكب نهائي، وبعدين ميكب ايه وإحنا هنعمل الفرح في جامع؟
_أومال إيه القاعة اللي أنا كلمتها دي؟
خالو: معرفش إحنا اتفقنا نعمله في جامع.
_خالو! ما كنت تقول من بدري أنا حجزت قاعة وعزمت الناس عليها.
خالو: وأنا حجزت جامع.
_بسيطة، نعدي ناخد العروسة، نروح نكتب الكتاب في الجامع أنا وأنت والدايرة الضيقة أوي اللي حواليك، نتصور كام صورة وأمي تزغرط كام زغروطة كده، ونروح القاعة وبس، ها إيه رأيك؟
خالو: بس ليه منفضلش في الجامع؟
_اقعد أنت ومراتك هناك، وأنا هاخد أمي وأختي وبابا وبقية الناس ونروح القاعة، أنا جبت ألعاب نارية كتير على فكرة وحاجز قاعة مفتوحة، طب بزمتك شفت الجنينة بتاعة القاعة؟ أنا مكلف يعني معلش يا خالو.
خالو: على أساس إنها فلوسك.
_ضحك أيمن: بس تخطيطي.
ضحك خالو: طب يا سيدي، نبقى نشوف الموضوع ده إن شاء الله.
_خلصت يا عريس؟
خالو: أه تمام، إيه رأيك؟
_إيه يا خالو ده! استنى كده.
_أهو عدلتلك الكراڤتة والقميص وشعرك، ومتحاولش تعمل حاجة تاني، ومتنساش البرفان اللي على التسريحة.
خالو: حاضر يا بابا.
_ضحك أيمن: ماشي يا خالو.
_قمر، سُكر، عسل، وكل ما هو لذيذ، شكلك حلو جدًا يا خالو، حنان هتحبك من الأول.
خالو: اسمها خالتو حنان، طنط حنان، وبعدين عيب عليك، خالك كان أحلى بكتير زمان، أنت بس اللي مش عارف.
_طب خالتو حنان هتحبك من الأول يا خالو، وأكيد طبعًا كنت أحلى بالچل اللي كنت بتحطه أومال.
خالو: شوف شوف! بقيت تقل أدبك مع خالك يا أيمن.
_ضحك أيمن وقال: معلش يا خالو أعذرني، أنا بس متحمس النهاردة.
خالو: طب يلا بسرعة ننزل كده أنت اللي هتأخرنا.
_وصلنا الكوافير، يلا يا خالو.
خالو: قمر يا حنان اللهم بارك، يلا بسرعة عشان نلحق.
_مش دي يا خالو! مش دي!
خالو: والله! معلش بجد الميكب بيخليهم كلهم شبه بعض.
ضحكت كل البنات بصوت عالي: حنان قاعدة هناك أهي.
خالو: حنان! معملتيش أي ميكب! أومال إيه اللي جابك؟
حنان: كنت مستنية البنات صحابي وقرايبي، بس أنا مش عايزة أعمل ميكب، عملت حاجات عادية بس وصلحت ضوافري شوية.
خالو: أنتِ قمر من غير حاجة والله، الحمد لله، شكرًا يا حنان، أنا كنت هطلب منك متعمليش ميكب بس خفت تضايقي.
حنان: يعني أنت متوقعتش إني مش هعمل؟
خالو: أنا استغربت إنك جيتي هنا أصلًا.
_آسف على قطع لحظاتكوا الرومانسية يا حبايبي، بس عندنا كتب كتاب نلحقه (وخبط على الساعة بأطراف صوابع إيده التانية).
خالو: أه صح يلا بسرعة.
_ووصلنا.
*بارك الله لكما، وبارك عليكما، وجمع بينكما في خير.
خالو مُقبلًا يد حنان: أنا بحبك يا حنان.
ابتسمت حنان بخجل شديد حتى احمرَّت وجنتاها.
خالو: أنت بتعيط يا أيمن؟
_أيمن عانق خاله: أنا بحبك يا خالو.
خالو مُعانقه أيضًا: حبيبي يا أيمن، وأنا كمان.
_يلا قدامنا قاعة.
فصمت العروسان.
_تيجي يا عروسة؟
خالو: مش عايزين أغاني يا أيمن!
حنان: أيوة ياريت.
_أكيد زي ما أنتوا عايزين.
كان يوم ملئ بالمشاعر، مكانش فيه أغاني ولا حاجة مش بترضي ربنا، ومع ذلك كانت الطمأنينة محاوطانا من كل جهة، توقعت الفرح في القاعة مش هيكون حلو، ولكن ربنا كرمنا، يمكن مفرحتش في فرح قبل كده في حياتي، وماله الدُف؟ جميل، جميل جدًا، صفقنا، زغرطنا، لعبنا، اتكلمنا، باركنا، والأهم أكلنا، والألعاب النارية زينت فوق القاعة، كان يوم جميل، وأخيرًا خالو فرحان مع واحدة عمري ما هقلق عليه طول ما هو معاها، الحمد لله، أنا سعيد.
تعليقات
إرسال تعليق