القائمة الرئيسية

الصفحات

نص: "اعتذارات بالية"

الكاتبة: هاجر إبراهيم

المدقق اللغوي: تسنيم هاني 

تصميم الغلاف: ايرين اشرف. 


أكثر من أود الاعتذار لها هي نفسي، أعتذر عن كوني مضطربة دائما، ليس في أمر محدد إنما في غالبية أمور حياتي، أعتذر عن كوني لا أراعيكِ كما ينبغي; فأنا ألقي بكِ في ظروف حرجة ومواقف تزدرينها..

أعرف وها أنا أعتذر..

أعتذر عن بلوغك تلك المرحلة التي وددت فيها لو كنت لأحد آخر غيري، أحد ما يصون نفسه ويقدرها ويخشى عليها من كل تلك الأمور...

كثيرا ما أستشعر ألمك وأدرك قدر معاناتك بسببي أنا غير المراعية لهذا الألم... أو كما يبدو لك الأمر، ولكن أقسم أنني لطالما خشيت عليك وأردت أن أغير من تلك الحماقات التي أقدم عليها كي أحافظ عليك ولكن بلا جدوى أجدني أعود لآتيك بتصرفات أكثر حماقة، فأنا هي أنا المتخاذلة كما هعدتيني، أكثر من يأخذ قرارات ويقرر تغييرات في هذا العالم ثم يتلاشى كل ذلك مع أول شروق للشمس أو غروب لها أيهما أقرب، وتتلاشين معها قطعة من روحك...

أعرف وها قد أتيتك وأنا أعتذر، فلأقبل اعتذاراتي البالية تلك رجاء.

ولكن هذه أنا وتلك أنت خلقنا سويا وسنرحل سويا، ليس لك أن تختاري غيري وليس لي أن أختار سواك، وليت كل أمور حياتنا هكذا جبر فحينها ما كنا قد عانينا- بلا فائدة- للوصول لأعلى درجة من المثالية في اختياراتنا، ما كنا تكبدنا عناء الاختيار ونيل العقاب على سوء تقديرنا للأمور... حينها كنا لنرضخ لأقدارنا فقط، وربما حيانا حينها متذمرون ولكن على الأقل كنا لنكون مطمئنين...

هاجر إبراهيم|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع