حوار صحفي: رزنة صالح
الصحفية: صفية نورالدين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معكم الصحفية| صفية نورالدين
من المركز الأعلامي بجريدة هَـمَـج لَـطيف
في كل يوم تشرق شمس الإبداع مبددة ظلام اليأس ومسقط ستار الاختفاء ليظهر لنا شخص وهاج بموهبة فريدة لنكون أولى محاطات انطلاقته في أي بقاع العالم كان.
_أعطنا نبذة تعريفية موجزة عنك؟
فتاة في الرابع والعشرون من العمر، تسكن بين الرمال في مدينة صحراوية يُقال لها الجوف، ترتدي الحروف ثوبًا للقلب، لديها إصدار عمرهُ عامين، تُرتب جدائل الأبجدية بروح تبلغ من العمر عتيا، تحلم بأن تصل الوادي المقدس للحرف، تخرج يدها في ظلمة الحياة لتُضيء ما أطفئته الأيام، قارئة تعيش بين رفوف الكُتب، تتنفس رائحة الحياة من رئة الروايات.
مشرفة في مؤسسة عراقية (إرنست)
كما أني مشرفة في المجمع الأدبي العربي
ومشرفة في أقلام من سبأ
ومناص للكتابات اليمنيات
درست دبلوم الكتابة
شاركت في عدة دورات مختلفة.
_ ما هي موهبتك و إنجازاتك فيها إلى يومنا هذا؟
موهبتي بث الحياة في جسد الكلمات، وضع قلب في كل سطر تكفن ليتنفس من جديد، يُقال لي كاتبة ولكني أرى بأني لا زلت أجول في ميدان الأدب واطمع بأن اخرج بوليمة دسمة وتاريخ يُقرأ بالروح، العينين لا تكفيني!
إنجازاتي:
إصدار ورقي توسد روحي ليخرج من قفصها الصدري كجناح من نور (كتاب لأجلكِ أنتِ)
عدة قصص تناولت قضايا مُختلفة وصنعت عالمًا يشبهني وأبرزها (قبر دون شاهدة)
_ برأيك هل الكتابة موهبة فطرية أم مكتسبة؟
الكتابة موهبة أولاً ولكنها طفلاً يحبو إذا لم يطورها صاحبها بالخبرة المكتسبة، كلاهما مكملا لبعض؛ فالموهبة جذور تحتاج لماء نقي يروي تربتها بالخبرة، والخبرة تحتاج لموهبة حتى تغوص في عمق الروح دون تعرقل، إذا لنقول بأن الكاتب الذي يكتب دون موهبة يستطيع الكتابة ولكنهُ لا يصل لعمق الروح، والكاتب الذي يكتب بالموهبة دون الخبرة المكتسبة لا يتجدد يبقى عالقًا في تكرار ذاته.
_ مَن كان الداعم الأول لك الذي آمن بتفردك؟
الداعم الأول لي كان أخي (عبد الرب) شجعني امسك بيد قلبي وأفتخر بي كثيرا ومن ثم حزني تغذت السطور من نبع مُهجتي طافت سبعًا حتى أخرجت زمزم حبري ومن ثم أمسكنّ بيدي صديقات من العراق و أصبح حرفي طفلاً يحبو في بداية المشوار، ومن بعدها أتى دور معلم عراقي أيضا ناقد صقل حرفي حتى أشتد عودة.
والآن عائلتي عكاز قلبي وحرفي وصديقات تعرفت عليهنّ في محراب الحرف لنلبس جميًعا حجاب الابجدية الذي يُخبئ جِراحنا بعدين عن شفقة العابرين.
_ ما هي الصعوبات التي أعاقتك منذو البداية؟
كُنت طائرًا يحمل حُلمهُ على غصن الأيام تعرضت لي العادات بسمهم كان قد غُرس في السم قبل جسدي ووقف في منتصف الطريق،
لذلك كانت العادات سهم يُعدني كلما اردت الصعود.
_ وكيف تمكنت من التغلب عليها؟
للهُ في خلقه شؤون لم أكن أظن بأني أستطيع العبور ولكنهُ في أشد الأوقات ظلمة وحرمان يضع لنا فرج يسكب في كوب أرواحنا برحمته.
_ أخبرنا عن بداية اكتشافك لهذه الموهبة؟
أول طفل خرج من قلبي على أحشاء السطور كان في عمر الثالث عشر، بدأت الكتابة بشكل سري، الكثير من الأوراق المذكرات والوجع،أول كتاب قمت بكتابته في عمر السادس عشر ولكنهُ حتى الآن في سجن الرفوف؛ توقفت عن الكتاب بعمر السادس عشر، عدت لها حين أصابتني الأيام بصفعة أفقدتني بصري وكانت الكتابة قميص يوسف الذي اعادني للحياة.
_ ماهي دوافعك للاستمرار في رحلتك هذه؟
أحيانًا أقول بأني أعيش على قيد الحرف، استمر كي ألبس ثوب الصباح عند كل شروق، وأشرق في أحلك الظروف عند كل غروب، دافعي أن أسكن جلد القصائد وأتحسس وجه الحياة، أن أرى وجهي في مرايا العمر شابة مهما لفحتني السنوات، أن تعيش على قيد الكتابة يعني أن تعيش عدة أعمار في جسد واحد، وأخيراً لكي أقص أظافر الكهولة حين تقترب من سنوات عمري.
_ نود أن نطلع على شيء من أعمالك؟
في الشارع العام طفولة تركض دون جسد!
باغوا جسدها بثمن بخس.
يصرخ بائع الملابس شيخوخة مُتقدمة للبيع من يشتريها ويعيد لي عمري الصغير!
يُجيب الرصيف، أنت تكذب على ذاتك، حتى الطفولة هُنا أصبحت عجوز كهلا!
آه من يعلم كيف يبدو صوت الصمت لكي أهديه بوكيه من الكلمات؟
وكيف يتبنى المرء أحلامه اليتيمة؟
#رزنة_صالح
_ هل هناك شيء تود أضافته أو كلمة تقدمها لكل من يعرفك؟
شكرًا لؤلئك الذينَ كوو قلبي بالمرارة فلولاكم لما كُنت هُنا، لولا خناجركم لما انثقب الحائط الذي يحجب شعاعي وخرجت كالضوء فوق خصر التلال، إلى راحلي الذي حملتهُ في كل نص أكتبه حتى أصبحت ملقبة بابنة القبور. أنت تسكنني القبر حفرة تحتضن الأجساد، وأخيرًا شكرًا لعائلتي التي أصبحت معطفًا تقيني من برد الظروف والأيام.
_ كلمة آخيرة تقدمها للجريدة؟
شكرًا لهذه الحلة الوردية التي وضعتموها في طريقنا، فرصة جميلة تجعل المواهب فراشات تصعد على سلم النجاح.
بوركت جهودكم وبلل دروبك بماء الطموح والنجاح والتقدم الذي يروي عطش سعيكم.
تعليقات
إرسال تعليق