القائمة الرئيسية

الصفحات

نص: "الصَدِيق"

الكاتبة: هاجر إبراهيم

غلاف: حبيبة عقيد


من يختارك من بين الجميع ليشاركك أمورك ويتقاسم معك أموره، من يمنحك ركنًا من قلبه لتستقر بداخله ويحصل منك على مفاتيح روحك، من يسعد لفرحك و يبكي لحزنك، من قد تتشاجر معه تارة وربما تعقد النية على مقاطعته لكن بمجرد نظرة، أو كلمة تخضع لحنينك إليه وتجد وجهك مشرقًا، بفمٍ باسم، وعيون تحتضنه بنظراتها، وقد يتشاجر معك هو تارة أخرى فتقضي الليلة نادمًا لائمًا نفسك على ما صنعت، وتخشى عليه من ألم الخصام حتى تشرق الشمس فتهرع إليه برسالةٍ أو بزيارةٍ عاجلة تُقبِل فيها عليه بنظرة المعتذر فيسامحك على الفور، إنه الصديق. 
الصداقة هي كون كل من الصديقين يود لو احتضن فؤاد الآخر وطمأنه، ثم أزال بيده الحزن عن قلب صديقه، فهي تعني الإخلاص في الحب، والتفاني في العمل على حفظ الصديق بمعزل عن ما يعكر صفو روحه، تعني بذل الجهد لإبعاد الصديق عن طرق السوء و ما يؤدي إليها، فالأصدقاء هم العائلة التي يختار الفرد أفرادها بنفسه بمطلق حريته، يجمع أفرادها من أماكن متفرقة وتعمل تلك العائلة على خلق رباط جديد لم يولدوا به، رباط الصداقة، هذا الرباط الذي لطالما كان مميزًا عن أي رباطٍ آخر، فمن أحسن اختيار أفراد عائلته تلك لا أبالغ إن قلت أنه امتلك فيها نصيبًا من حظه في حياته، نصيب جميل يُسِّر له على هيئة أفراد مخلصين له وهو مخلص لهم، كل منهم يحب الخير ويطلبه للآخر قبل نفسه، فإن كان أصدقائي جزء من حظي في دنياي فسأكون أكثر من راضية، وأحمد ربي، وأشكره، وأزيد في شكره على هذا النصيب الذي ساقه إليَّ دون بذل جهد يُذكر، و أتمنى من الله أن يحفظ لي أصدقائي ويحفظني لهم، ويصلح شأنهم ويصلح شأني معهم، ويجمعنا في جنة النعيم لنخلد فيها ونحنُ صُحبة كما عهدنا دومًا، فأنا و الله كما أريدهم معي في حياتي أتمنى وجودهم إلى جانبي في أُخرايَ بعد مماتي. 

هاجر إبراهيم|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع