حِـوار صحفي مع الكاتبة الجزائرية: سُميَّـة بن عوالي.
الصحفيـة: خديجة محمود عوض.
في خِضم معارِك الحيَـاة وحروب الزَمن التي لا تكـف ولا تخمـد، يَخـرجُ لنـا جيـل مُسلـح بأسمىٰ أساليب الدِفاع، جيـلٌ لا يَهَـابُ العثَـرات ولا يؤمن بشيءٍ سوىٰ العزيمة والإرادة، يَعشق التحدي عِشقًا جمـا، و اليَـوم معنَـا إحدى عُظماء هَذا الجيـل، تِلك التي تُضيف جمالًا لِحروفِ لُغة الضَـاد الساميـة عِندما تَبوح بما يَدور في عقلها؛ فَهي استطَـاعت التألق بأحرُفها المُميزة في كَـوكب الأدب، فَـ هيا بِنا نَتعرف على مَن تَكـون تِلك المُبدعة..
_ فِي بِدايـة حديثنَـا، أود معرفـة نَـبذة تَعريفيـة عنـكِ.
- اسمي هو سمية بن عوالي، من الجزائر تحديدًا ولاية وهران، أبلغ من العمر تسعَـة عشَـر سنة، طالبة جامعية أدرس تخصص الأدب العربي و بإذن الله سأنتقل السنة القادمة إلىٰ السنة الثانية ليسانس، إن شاء اللّٰـه سأتخصص في الدراسات الأدبية و التي ستساعدني في تطوير موهبتي علىٰ مستوى الشق المنهجي، أتمتع بشخصية إنطوائية نوعًا ما و عصبية، لكنني أعتبر نفسي شخصية قوية و متحررة و طموحة، أحب الكتابة و المطالعة، و مشاهدة الأنمي و الرسوم المتحركة، أحب الهدوء و السكينة و الطبيعة، كنت مصابة بالإكتئاب و لكن بفضل اللّـه سبحانه و تعالى استطعت التغلب عليه.
_ كَيـف اكتَشفتِ موهبتـك السَـامية، وما التي فعلتيـه لتنميـة تِلك المـوهبة؟
- بالنسبة للسؤال الأول فقد كان اكتشافي لموهبتي بمحض الصدفة فمنذ صغري، و أنا أعشق القراءة و المطالعة كنت أقرأ كل ما يأتي بين يدي و أتأمل شكل الحروف و رسمها و تكوين الكلمة و الجملة، و أعيد قراءتها مرارًا و تكرارًا، و أتذكر أنني كنت أحب قراءة الجرائد بكثرة و كنت أحب حل الكلمات المتقاطعة و مختلف الألعاب الفكرية و كنت أحب مراقبة والدي و هو يحلها، و هذا الذي ساعدني في تكوين رصيدي اللغوي و ساعدني في الكتابة كثيرًا و أما بالنسبة للطريقة التي اكتشفت بها موهبتي فكانت عن طريق أنمي إيميلي و أنمي صاحب الظل الطويل اللذان تأثرت بهما كثيرًا و حاولت تقليدهما كثيرًا؛ فكنت أتخيل نفسي جودي أبوت و أنا أحاول كتابة رسائل مثلها و أرميها في صندوق البريد كي يأخذها الساعي يوصلها لصاحب الظل الطويل، و كنت أقلد إيميلي حين كانت تكتب مذكراتها حينها عرفت أنني أود أن أكون كاتبة مثلها.
_ مَـا هي أفضَل الأسَـاليب التي تتبعينها في الكتابـة؟
- أحب اتباع الأسلوب السهل و المؤثر غير المباشر و واقعي بحيث يترك أثرًا عميقًا في نفس القارئ و يعبر عما يدور في نفسي ككاتبة و كإنسان.
_ يُقَـال أن المنتصـرون على العثـراتِ، هُم الأقـوياء، فمَـا العثَـرات التي واجهتـكِ وكَيف تغلبتِ عليهَـا؟
- واجهتني العديد من العثرات في حياتي القصيرة هذه من بينها توقفي عن كتابة لمدة طويلة و انشغالي بالدراسة و الحياة بشدة، و الوحدة التي كنت أعاني منها؛ لأنني لم أستطع تكوين صداقات مع أبناء سني بسبب إنطوائيتي و فقداني الثقة بنفسي بسبب تجربة صداقة سامة كانت سببًا في إصابتي بالحزن الشديد الذي تطور لإكتئاب فيما بعد بإضافة إلى تجربة إعجاب مراهقة كانت فاشلة بشدة بحيث أثرت عليَّ بشكلٍ سيء، و لكنني استطعت التغلب عليه بواسطة صديقة يمكنني أن أعتبرها نعمة من الله سبحانه و تعالى؛ فهي علمتني أنني يمكنني تجاوز كل أحزاني بتغاضي عنها و كتابتها في ورقة و حرقها حتى أرتاح حينها أيقنت أنه الكتابة هي علاجي من الألم و الحزن.
_ في حياة كُل مِنا شَخص قَـادر علىٰ المواسَـاة في المِحـن، فَمن الـذي ساندك في كل مرةٍ سقطتِ فيها؟
- هم أشخاص طال صبري للقاءهم كانوا هدية القدر لي هم من ساعدوني على رؤية الحياة بشكل لم أعهده من قبل إنهم أصدقائي.
_ كَيـف تتأكـدي أن عَملك دقيق و واقعي؟
- عند كتابة أي عمل مهما كان أحب أن يكون دقيقًا بحيث أستعين بكُتاب محترفين و مدققين لغويين ليدققوا لي عملي و يتبينوا لي مواضع الخطأ فيه، و ليكون واقعي فإني أحاول دائمًا بأسلوب سهل مؤثر يترك أثرًا عميقًا في نفس القارئ بإنتقاء كلمات سهلة مفهومة المعنى.
_ شَـاركينا أكثَـر نَص أدبي تُحبينَّه من تأليفك.
أحب كل ما أكتب خصوصا إن كان مرتجلا غير مرتب له لذلك أردت أن أختار أحدها هو خاطرة بعنوان:
"حياة غريبة"
يا لغرابة هذه الحياة كأنها ساعة رملية شارفت على الإنتهاء، كل حبة رمل فيها ككل جزء من الثانية فمع كل حبة رمل تسقط تعلن عن ضياع جزء أو ربما ثانية كاملة من أعمارنا القصيرة الطويلة حتى يضيع عقد كامل منها دون أن ندري و دون أن نستغله كما كنا نحلم منذ زمن مضى دون رجعة، كل لحظة سعادة أو حزن نعيشها جميعها تعتبر حبات رمل ضئيلة تتساقط حتى تنتهي حينها تأتي لحظة الحقيقة المرة عندما نجد أنفسنا قد تحولنا من أطفال أبرياء إلى عجزة تتآكل عقولهم شيئا فشيئا بفعل السقم اللعين.
_ أصبَح النَشر الإلكتروني مُتاح لِكُلِ كاتبٍ الآن، هَل تُفضلين نَشر أعمالِـك الأدبيـة ورقيًـا أم إلكترونـيًا، ولماذا؟
- أفضل النشر الإلكتروني أكثر بحكم تطور تكنولوجيا اليوم بإضافة إلى تخلي الناس عن الكتب و القراءة و تفضيلهم الهواتف عنها لذلك بإضافة إلى غلاء الكتب و الورق و طباعة كما أنه خطوة مكملة للنشر الورقي.
_ مَـن كَاتبكِ المُفضَـل ؟
- أحلام مستغانمي
- نجيب محفوظ
- طه حسين
- إسلام جمال
- نرمين نحمد الله
- حنان لاشين
- أدهم الشرقاوي
_ مَـا رأيكِ بِجريدة "هَـمچ لَطيـف" الأدبية، وما رأيكَ في الحِوار؟
- جريدة متميزة تهتم بالأقلام الشابة و المبدعة بحيث تدعمهم في مشوارهم الأدبي.
تعليقات
إرسال تعليق