القائمة الرئيسية

الصفحات

حوار صحفي مع المبدعة الشابة: آفاق فيصل

 حوار صحفي خاص بجريدة هَمَجْ لَطِيف

حوار صحفي مع المبدعة الشابة: آفاق فيصل
الصحفية:سبأ العامري



كل يومًا نجوب في بساتين الإبداع و الأدب؛ نفتش عن زهرةٍ لإكتشافها، نخرجها لنور؛ ليرى العالم جمال ما تحمل من أحاسيسٍ و حياة.


مبدئيًا نرحب بكِ ضيفتنا في جريدتنا، نريد أن نعرفك أولًا

لجمهورنا. 



ــ الاسم/ آفاق فيصل عبدالعزيز محمد 


ـــ العمر/ عشرونَ ربيعاً


ـــ البلد / اليمن السعيد 


ـــ المهنة/صيدلانية 

ـــ الهواية/ كاتبة في عدة مجالات ومُبتدئة في التصوير.




ـــ نبحرٌ الآن في عالمك الأدبي، نراكِ عن كثب، يُقال: أن الكاتب ماهو إلا بحر غامض؛ ما يكتبه إلا قطرات من كومة مشاعر!


ـــ كيف كانت بدايات آفاق فيصل مع الكتابة؟

بالنسبة للبدايات فقد كانت منذُ الصِغر كنتُ أُحب القراءة كثيراً ، القصص ، الأشعار وأيضاً الخواطر ، وبعدها كنتُ أُحاول تقمصَ شخصية أبي حينَ أخبرني أنهُ كانَ كاتبٌ وشاعر ولكنهُ لم ينشر أي ولم يهتم فقط كان يكتب أفكارهِ ويُعبرُ عنها خلف أوراقِ الملازم المُبعثرة أو في أوراقٍ فارغة ثمَّ يُدثرها وينتهي بها المطاف بأن تبقى في روفوفِ الذكريات .

رأيتُ نصوص ٍ له وأيضاً أشعاره الجميلة التي لامستني ومن هنا كُنتُ أحاول أن أتقمص أبي أن أجعلُني أبي وأكمل مسيرتهُ التي لم يلحظها .

بدأت في الثالث عشر أو لربما الثاني عشر من ربيعِ أزهاري بكتابة نصوصٍ قصيرة وبعدها كانت تقودني أفكار وخيالي إلى النواحي البعيدة فسردتُ العديد من القصص كنتُ أطرحها في خيالي ويُسطرها حبري ولا أحد يراها سوى ورقي ، في الثانويةِ العامة تطورت موهبتي أكثر فصرت أكتب العديد من النصوص والخواطر وأيضا الروايات وكلها في مدونةِ ملاحظاتي ولا أنشر منها إلا ما يروقُ لي، وبعدها إستمرت هذه الموهبة وإلى الآن بفضلٍ من الله ، وأسعى دوماً بأن أكون مثاليةً وأصنع مني نفسي مجداً لي .


ـــ متى عرفتِ أنكِ كاتبة أدبية؟

كنتُ أريد إكمال الدرب الذي بدأهُ أبي وحينَها رأيت أنَّ هُناك من أحب كتاباتي من شاركني نقدهُ ومدحه ، حينَ نسجتُ من خيالي شيئاً أحبهُ الأخرين، وأدركت حينها أني صنيعةُ أبي حقاً وأني أصبحتُ كاتبة كما أريدُ وأتمنى .

ــــ من هو الداعم الأول في إبداعك؟


يُقال أنَّ الآباء أعمدة فتياتهم ... أما أبي لم يكن مجرد عمود يسندني فقد كان حضنًا حنون وسنداً كان حصني في حين الحزن يمكنني اللجوء إليه وكتفًا أتكئ عليه وعيني ومصدرَ بهجتهي ، أمي أيضاً زهري الفاتنة الذي تنيرني ، آماني وطمأنينتي و محور سعادتي وجنتي أيضاً.


ـــ هل تتذكري أول حروف تم تسطيرها على ورقٍ، و لم تمحى من خيالك، ماهي؟

لا أتذكر ماهو أول حرفٍ سطرتهُ يداي ولكنني على ثقة بأنني تحدثتُ عن نفسي ، حينها كنتُ نرجسية للحد البعيد أغازلُ نفسي وأخجل ، كتبت أيضاً الكثير عن العائلة ، الوطن ، الحزن، السعادة والعديد من نصوصِ الحُب والرِثاء لِغائب لا أعلم منهو ومتى يعود. 

وبين هذا وذاك كنتُ مُتناقضة جداً أتحدثُ عن الحب وأنا أفقده، وعن فقدان صديق وأنا أمتلك، وعن خوفٍ وقلق وأنا آمنة.

والكثير من المشاعر المُتناقضة آنَذاك.


ــــ ما بحوزة آفاق فيصل اليوم من أدب؟


شاركت في كتاب جماعي يُدعى لكل نص حكاية مع نخبة من الكاتبات وأيضاً في كتاب خفايا القلوب ولكنه لم يتم نشرهُ بعد على ما أظن ، وأيضاً ساهمت بتوحيد مجموعة من الكاتبات وترأستُهنُ كمشرفة عامة لِكتاب زيتونة حمراء مُخضبة وبمساعدة زميلتي العزيزة أسماء الأصبحي ، و أعملُ حالياً على كتاب جديد من ضمن مجموعتي الأدبية *في آفاقِ التِيه* التي لم أقم ب إصدارها بعد ولكني أطمحُ في ذلك قريباً العاجل.

ـــــ يقولون: لكل أنسان منا قصة سرمدية تسكن جوفه، تدفنه، تغرقه، تبحره، تطيره، و يأتي الزمن و يطيها كطي السجل من العالمين، ولكن لآثارها ملامح عليه، ما هي القصة أو الموقف الذي غير آفاق و جعلها تتشكل عبر الزمن إلى شكل آخر؟


في الثامنةِ من العمر كانت من ضمن نشاطات التعليمية لمدرستي رحلة إلى المكتبة ولا أتذكر إلا من الحدثِ القليل فقد خانتني ذاكرتي الضعيفة التي تُلامس الأحب لها ولقلبي فقط وتترك الباقي الذي لا يُلفتني كأثر وبعد هذا الإطراء دعيني أُخبركِ ما حدث .. هذه المكتبة عظيمة عظيمة جداً كانت تملؤها العديد من الكتب والروايات وأيضا هنالك قسم للترفيه وكل شيء يجوبُ في خاطرك أنا لا أتذكر سوى الكُتب ، لربما حينها لانه كانت المرة الأولى التي أذهب فيها إلى مكتبة، ولأننا كُنا في عمرِ الزهورِ الصغيرة ذهب الجميع إلى الناحية البعيدة يشغلُها العديد من الألعاب بينما أنا ظللتُ أتأمل الرفوف وما بها من مخزونٍ عالٍ من حروفٍ سطرت أصحابها أبطال ، ذهبت أتفقد الكُتب واحداً تلو الأخر وكنتُ لا أزال أتعلمُ كيف أقرأ ولكنني قرأت ، كنتُ أتخيل لو أنني أستطيعُ أن أكُبرَ بينها كيف سأُصبح ولربما كانت هذه مُعضلتي الأولى وهنا بدايتي أنني أصبحتُ بهذا جانيةَ ع نفسي بالتفكير لو أني أُصبحُ هنا .

أخذتُ مجموعة من الكُتب ضممتُها إلى صدري وقررتُ إصطحابها إلى البيت وإذا بمعلمتي تبتسم وتقولوا لي ولا زال ماكثٌ في ذهني ترانيم صوتها : ستُصبحين مثلهم عظيمة يوماً ما _ وكأنها قرأت أفكاري_ أنتِ مُبدعة دوماً وفي كلِ شيء.

معلمتي حديثك إلى الان في ذهني ولم يغب قط وها أنا ذا في هذه الليلة لو رأيتني لصفقتِ بحرارةٍ من أجل.



ــــ لكل نص حكاية، عنوان هذا الكتاب يلهم القارئ بأن كل حرف تم تسطيره في هذا الكتاب كتب عن حالٍ حقيقي، فهل بإعتقادك الكاتب جٌلَّ ما يكتبه عن واقع يمر به الإنسان، أما للخيال فرضٍ و فرصة في صنع الكلمات و الأحداث في الكتب؟!

البعض يكتب ما ينقصهُ من خجلاتِ شعور والبعض الآخر يُكمل خيالهُ ما أرادَ في واقعه ، وآخرون يتحدثون عن واقعٍ مرير ومنهم من هو محشو بالتناقضات يكتبُ عكسَ ما يعيش ، ولكل كاتب رِوايته العظيمة.



ـــــ الإنسان عبارة عن كومة، أو مجموعة من الكوم، كوم مشاعر، كوم أحاسيس، كوم أحلام، كوم خيبات، كوم سعادة، كوم خذلان و كومًا و كوم ...الخ، مما نتائج هذه الكوم هل بقايا ركام لا فائدة منها و لا عائدة عليه، أما كومًا يرصفه بها مشاعره؛ لحمايتها، أو يصنع بها جسرٍ ؛ لصنع مجده، برأيك كيف يصنع الإنسان من نفسه كوم و كيف يستقبل نتائجها؟

المواقف تصنع شخصيات بشرية عظيمة ،تُحزنهُ أو تُفرحه .. تخذُلهُ فتموت روحه أو أن تضعَ في طريقهِ شخصاً يُحبهُ ستحيى روحه ، بعض المشاعر تُربي الفرد كإختيار حُب ظننتهُ للوهلة حلماً ولكنكَ أستيقضت وإذا بهِ كان كابوساً مما تخشى وقوعه ، وبعض المشاعر تجعل الفراشات في قلبك كأن يكون هناك شخصاً يُشبهكَ تماماً تُخاطبهُ كأنك تُخاطبُ روحكَ الآخرى ، الإنسان بعدد مشاعرهِ .. مواقفهِ .. حزنهِ .. خذلانه .. فرحه .. إنكساره وكل المشاعر المُتناقضة في آن واحد تُجمع وتصنع مجد الإنسان.


ــــ زيتونة حمراء مخضبة، تم رسم إحمرارها بقسوة على جسدها الجميل المخضر، الآن تعاني الزيتونة الوحدة و التعب، ما هي رسالتك لهذه لزيتونة المحمرة؟

إليكِ يا قبلة المدائن يا كُلَ كُلي ، في كلِ مرةٍ جِئناكِ ل نُرثيك ونُرثي أنفسنا ، نصُب دمعَ حِبرٍ أسود حينما نراكِ تزُفينَ شهيداً تلو الأخر ولا يملكُ قلبي سِوى دعوة يلهثُ بها اللهم أرضنا سلم سلم ، عروسةً أنتِ يا زيتونةَ فلسطين وأرضُكِ الطاهرة أغتصبها بني صهيون أحرقوا جسدكَ الفاتن بسيلِ فسفور حارق ، أرادوا لكِ الموت بينما أخلدَ التاريخ أرضكِ و زادنا إيماناً أن النصر قريب وردَ كيدهم ، سيأتي صلاح الدين يفتحُ أبوابك يرممُ جدرانك ويمسحُ عنكِ رياح الحرب ، سيأتي فجر التحرير مهما طال الزمن، ستعود زيتونةٌ يكسوها الإخضرار، سيعود اليهود إلى قاع جهنم سنجرُهم من أذيالِهم هكذا مصيرهم ، سيعود الآسرى إلى آحضان أهاليهم ، ستقف شامخة حتى ذاك الوقت ، تمسحُ شلالات دموعِها ع شُهدائها تُقبلهم وتبتسم ، سيأتي يومُ نصرك ويزولُ حُزنك اليتيم .

 لقد كانت مُعضلتنا دائماً أنه ليس بإستطاعتنا شيء سوى أننا نُجيد الكتابة أكثر من أي شيء حتى أنني ظننتُ بأننا أمةُ صماء ف راحت تُحيك فرصتها الأخيرة في العبث بالحروف وحينما كتبنا لكِ نسينا كيفَ نكتب خانتنا الكلمات و تساقطت الأسطر وحتى النِقاط والفواصل غدرت بِنا من هولِ ما فُجعت بهِ ، جِئناكِ يا حبيبتنا خضعت أقلامي وخُضتُ أنا حربَ الأقلام و نزفَت دموعَ حبري و ليته يصل إليكِ أُمنا غزة ، نتقاسمُ الدمع ونتشاطرُ الوجع ونزفُ شهيداً و نُرثي أنفسنا بحرِ دمعٍ من بعده ، واللهِ نُحبك ولكننا مكبلون يحملُ كلٌّ منّا في صدرهِ بكاءً عربيًا وَوَجعً لايدري أينَ يذهبُ به؟!

ومهما كتبت لاينتهي!...



ــــ ألا لتيه آفاق، كنت أظنُ أن أن لنور فقط أفق، أم باقي الأشياء تأتي بمكان أو دائرة تحول حولنا مع الظلام، ثم إذا أردنا النور بحثنا عن أفق لنخرج لأماكن الراحة مستدلين بهذا النور، ماهو آفاق التيه بنسبة إليكِ؟


عالمي الخاص، خجلاتُ شعوري المُتناقض ، مجرتي الضائعة وضحيةُ أفكاري الغريزة ، حروفٌ سطرتُها حينَ كنتُ بحاجةٍ إلى أذنٌ تُصغي إليَّ ، تكون مركزُ بوحي فكانت ورقتي الفارغة التي لطختُها من سوادِ العالم .


ـــــ الحروف التائة قد يلتقطها قارئ ما، ينجذب إليه؛ تشبهه، فالإنسان يكتب عن أخيه الإنسان، ماهو النص الذي وجدتِ نفسك به؟

*أهلكهُ المسير وإن توقفَ هلك*

كأنهُ قلبي أنا تماماً ..


ـــ لو أهدينا إليكِ كاميرة، و طلب منكِ تصوير صورة واحدة من خلالها نعرف الحياة، ماذا ستكون الصورة التي تلتقطيها؟ 

سألتقطُ صورةً للآفاقِ الواسعة حيثُ السماء 

الغيوم 

القمر 

النجوم 

المكان الواسع 

هنا مكاني تماماً...


ــــ ماذا لو خُيرتِ بين كامرتين، إحداهما تحمل صور الماضي بتاريخهِ فيها علوم، أدب، معلومات لم نتوصل عليها، أو الأخرى مستقبلية، ما ستختاري و لما؟

مُستقبلية بالتأكيد ، الماضي أنتهى ولم يُعد أصبحَ مجرد ذكريات جميلة والآخرى تعلمنا منها الدرس ، أما مُستقبلية فنحنُ جيل المستقبل القريب نصنع مجدنا بكل عزيمة وحب مع ما تبقى من ذكريات الماضي.

المُستقبل بأيدينا وعلينا أن نجعلَ العالم يضجُ بالجمال والعلم أيضاً .


 



ــــ بإعتقادك تخصصك الجامعي الصيدلة، هل له علاقة بموهبتك الأدبية، ماهو وجه الشبه بينهما؟


لا ليس له علاقة بموهبتي الأدبية فمجالي علمي بحت ، ولكن موهبتي في تسطير الحروف التائه خففت عني ثقل بعض العوائق التي مررتُ بها ، لجأت إلى الحروف فين كان اليأسُ طريقي وفاض دمعُ حبري مواسياً يحتضنُني تارة وتارةً أخرى يخون وبين هذا وذاك بقيت.



 ــــ بما أن بحوزتك كتب ورقية مشتركة، لكل نص حكاية، بقايا ركام، زيتونة حمراء مخضبة، و تتجهزين كتاب آفاق تيه و لديك مشاركات أدبية في العديد من المجمعات الأدبية، هل لديك مساعي أكبر في تسطير روحك و مشاعرك في ورق أكثر ؟


أحد أحلامي وطموحاتي الكبيرة أن يكون لأسمي نصيب أن أصلَ إلى الأفقِ التي أُريد ، يُذاعُ صيّتي ، تُزينُ حروفي رفوفَ المكاتب ، يُلاسمَ خيالي قلبك .. قلبكَ تماماً.

آن أصل إلى السبعينات وأرى أسمي يُتوجُ في المدى بكثرة. ككاتبة_ وأيضاً_ دكتورة صيدلانية، يُقال لا يموتون من لديهم حروفٌ مدونة في عالمٍ مدفون فلا أُريد أن أدفنَ زعيقُ حروفي المُبعثرة .


ـــ علمتُ أنكِ فتاة متعددة المواهب في الكتابة الأدبية،نصوص، الخواطر، الروايات، القصص، كذلك عالم صناعة الصورة وجانب آخر حبك للقهوة و أكوابها كيف وجدتِ نفسك بكل هذه الأمور؟

حقيقة الأمر لا أدري كيفَ أُصبحتُ ناضجة إلى هذا الحد ، تنتابُني هذه الأسئلة دائماً متى كبرت؟! وكيفَ للزمان أن يمرَ بهذهِ السرعة ويصنعُني هكذا بكل هذهِ الصلابة وهذه الحيوية ، أحببتُ كلَ شيء يسلبُ مني نفسي ويجعلني في دوامةِ التفكير ، لما وكيف ومتى وهل ؟!

 والعديد من هذا القبيل فوجدتُ نفسي أهرعُ مُهرولة للكتابة ِ عند تعاستي .. ضيقي.. خذلاني وإنك وإنكساري وحتى سعادتي دونتُها إما بِحبرٍ أسود أو بقايا صورة .


ــــــ بما يشبهه فن صناعة القهوة، فن ألقى حرف على سطر؟

كلاهما متاهةُ التفكير ، ما إن تختلي وحدكَ مع قهوتكَ أو ورقكَ وحبركَ حتى تنتابكَ العديد والعديد من الأفكار، يُقال إنَّ النفسَ لأمارةٌ بالسوء و أقول إنها لأمارةٌ باللوم أيضاً ، رشفةٌ من القهوة تصحبُها تنهيدةٌ خلفُها الكثير من الحكايا التي جنى عليها صاحِبها وإنسيابُ حبر يحتضنً السطور يحكي عن الجاني وماهي عقوبته.


ــــ بعض الرسائل لا تمحى من الذاكرة، لو مر عليها ألفي عام، هل هنالك رسالة تلقيتِها أم كتبتيها و عبثت بفكرك؟


"جئتُ أُرثيك وجاءتْ حروفي تُراودني عن نفسها لِ تُرثيكْ، تزفُ الدموعَ طرباً وترقصُ أجفاني حزناً ويتسابقُ كُل حرفٍ لينالَ شرفَ الفوز بهذهِ الأُمسية الحزينة ومع كلُ هذا وذاكَ تتُطالبُ بالعِفة وعليا ألا أكرهها على البغاء وهي من أرادت تحصناً، ها أنا أُرثيك أنثر أحرفي وأضعُ الجمل الإعتراضية في خاصرةِ كلَ نص حاولَ التمرد، يا سيدَ الروح كيفَ حالكُ وأنت مع بقيةِ أترابك تحتضنُ الترابَ الذي عدتَ إليه؟! 

كلّ ليلة..أترك دفتري مفتوحاً على صفحة بيضاء وأرفع عن قلمي الغطاء فأنا أدري أنه بينما أخلد إلى النوم يُواصل قلبي الكتابة إليك حين يهجرني النوم وأقعد أواسي نفسي ..

حتى الموت الذي لطالما كرهته ناديتهُ عدةً مرات ليأخُذني إليك وفي كل مرة أكونُ قريبة منه يتركني حتى هذه المرة التي جئت أرثيكَ كُنتُ قبلها قد أخذتُ جرعةَ موادٍ كيميائية تُقلل من ألالام سرطان الدم الذي أنهكًني ولكنّ الموت لا ياخذني إليك على ما يبدوا أن مذاقي سيءٌ جداً.

لم أكن أتوقع أن نهاية حُبنا ستكون هكذا أنت تحتضنُ التراب وأنا أكتب إليك وأرثي نفسي مثلما حدثَ مع كُل اللذين أحبوا قبلنا، عنترة وعبلة ، روميو وجوليت، قيس وليلى، وها نحنُ ذا سيتوجُنا الزمن وهجٌ و سام.

أشكو منك وإليك في كُل ليلة ومن ثمَّ أمُزقُ الصفحة الذي عزَّ عليا طيها و أُعانقُ الليل الحزين وأتذكرُ ماضينا معاً وثم أطلقُ تنهيدة حنين، ألا ليتَ الموتَ يأخذني لأُعانقكَ يوماً فأُخبركَ بما فعلَ بي العيشُ!..

رسالتي كتبتُها بقلبِ وهج بطلةُ روايتي " في آفاقِ التيه "




ـــ ما هو ردة فعلك عند ما يأتيك تعليق سلبي عن ما تكتبيه؛ فالبعض يراها غباء و هباء؟ 


أحب التعليقات بشكل سواءً إيجابية أو سلبية ، أنا كل يوم أصنعُ نُسختي الجديدة أو دعيني أصيغها بشكل جيد أنا أُنافسُ نفسي كل ليلة وأُجدد منها ما أُحبه أنا ويرغب بهِ الأخرون.

السلبيات التي يراها الأخرين هي من ناحيةٍ رأيتُها أنا هي من حفزتني أن أظُهرَ أجملَ ما عندي ، أن أعودَ وأصنعُ أُفقي البعيدة التي أنتمي إليها ، بغض النظر عن بعض الكلمات التي قد تكون جارحة إلا أنها جعلتني أتغير من أجلي أولاً ومن أجل أن أُثبتَ أنني أستحق الأفضل في كل معركة سأخرجُ منتصرة.


ـــ رسائل في دروب الكاتب، يلتقطها العابرين في دربه.  


ـــ ماهي رسالتك لآفاق فيصل؟


أن تُكملَ مسيرتها التي بدأت ، أن تخطو بخطواتٍ يملؤها الأمل والتوكل على الله إلى أن تصلَ إلى أُفقها التي تطمح ، أُريدها ألا تستسلم مهما كانَ الطريق شاق ففي النهاية سترى النور وسيرى العالم أُفقَ عالمها الذي تمنت أن تصلَ إليه .

ستُصبحُ يوماً ما عظيمة وسيُصبحُ لها من أسمها نصيب في الأُفق .


ــــ ماهي رسالتك للأدباء ؟

أن يستمروا في مواصلة حلمهم والطريق الذي ينتمون إليه ، ألا يستسلموا لأي ظرفٍ كانَ أو يكون لأنَّ إحدى حروفهم سيُلامسُ روحاً أخرى ولربما يُحييها. 




ـــ ما هي رسالتك للإنسان؟


أتمنى لكل إنسان أن يصنع مجده ، أن يكونَ إنسان ذو هدف ويسعى لتحقيقه و ألا تُحبطهُ بعض العوائق، الإنسان ذو الأثر الجميل لا يُمحى بل يزدادُ جمالاً يوماً بعد يوم فجعل لكَ بصمة لتاريخٍ مجهول .

ــــ ماهي رسالتك للحياة؟


أتمنى منها هي الأخرى ألا تُعاكسَ طريقنا أن تقف بجانبنا لنصنع منها روحاً جميلة، أن تقلَ عثراتنا فنتخطى و تحتنُضننا فلا نجزعُ من ظُلمةِ الطريق . 



ــــ ماهي رسالتك لمجلة وهج لطيف؟


شكراً من أعماقي لإستضافتكِ لي و لجعلي أُوصل رسالتي التي لطالما أرغب كُنت بنشرها ، أتمنى أن تستضيفين العديد والعديد من الموهوبين التي لا زالت مواهبهم صماء في هذا العالم الذي لا يخلو من الضجيج.





ـــ إلى هنا إنتهى حوارنا مع ضيفتنا الجميلة آفاق فيصل في جريدة همج لطيف، أسعدتنا بهذا الحوار الجميل، و أن دل أنما دل على جمال مكنونك، نتمنى لك التوفيق الدائم.

تعليقات

التنقل السريع