نص: خِطاب إلى عَزيز الكاتبة: شهد علي
تصميم: ريم صالح
العاشر مِن رَمَضان
العشْرون مِن مَارِس
إِلى : اَلعزِيز عزيز
أهْلا بِك يَا عزيز ، أَعلَم أَنَّك تَتَأفَّف الآن أو رُبمَا بدأ التَّأَفُّف مِن بِضْع لَحَظات وَخَاصَّة فِي تِلْك اللَّحْظة اَلتِي تَقَابلَت عَيْناك مع أَسمَى اَلعنِيد على جَوابِي الأعْند ، لََا تَنزَعِج يَا عزيز فَأنَا فقط أُسلِّي وَقتُك اَلممِل وأيَّامك الرَّتيبة بِكلماتي الغنَاء أنَا هُنَا أَقتَطف بِضْع دَقائِق وفكْر عميق وأسْتدْعي رُوحي العميقة وأفْعل كُلَّ هذَا رَغْم اِنْشغالي الدَّائم لِأسلِّيك وأنْتَ فقط تَتَأفَّف يَا لَك مِن جَاحِد ! وَلكِن لََا بَأْس مِن حَظِّك أَنِّي شَخْص جميل اَلخُلق ومتسامح بِالْإضافة لِأنَّنَا فِي شَهْر رَمَضان المبارك ، وَعلَى ذِكْر الأمْر آسفات على تَأخرِي فِي مُباركتك بِشَهر الرَّحْمة فقد مرَّ مِنْه تلتْه بِالْفِعْل ، لََا أُخفِيك سِرًّا أَنِّي كُنْت مُتَحمسَة وَأنَا أَخُط لَك خَطابِي هذَا أَعنِي أَنَّه فقط بِالْحديث عن كُلِّ تِلْك الأجْواء الرَّمضانيَّة فَإِن البهْجة والْحماس تَنتَشِر فِي الرِّيح مِن حَولِي فأتنفَّسه ، بِالْإضافة أنَّ اَلْجَواب لَك يَا عزيز فَهذَا وَحدُه يَبعَث حماسًا خاصًّا دَاخلِيا ، عن مَاذَا أَخبَرك تحْديدًا عن تِلْك اللَّيْلة اَلتِي سَبقَت شَهْر رَمَضان والشَّوارع اَلتِي تَرَاقصَت فَرحَة والْقلوب اَلتِي تَثاقُل نبْضهَا ترقُّبًا ! حَتَّى اَلْهَواء تَغيَّر يَا عزيز أَصبَح أُدْفِئ حَتَّى أنَا شعرْتُ بِقلْبي يَتَغيَّر يَتَلهَّف لِكلِّ تِلْك الأشْياء ، أَتذَكر لَهْفتنَا صِغارًا لِلْعيد ! كان الأمْر أَشبَه بِأنَّ قَلبِي اَلصغِير عاد لِي ، أَنْت تَعلَم أَنِّي لََا أُجيد الشُّعور بِالْأشْياء وان خَوالِجي قَلِيلَة التَّفاعل وَلكِن هذَا رَمَضان يَا عزيز رَمَضان العبادة والْخَيْر رَمَضان برَّ الوالديْنِ ، على ذِكْر الأمْر أُمِّي تُناظرني هَذِه الأيَّام وكأنِّي كَائِن فَضائِي وَتظَل عيْناهَا تَدُور حَولِي وَكَأنهَا تَبحَث عن نُسْختي القديمة ، حَتَّى أنَا أَستغْرِب الأمْر ولكنِّي أَتأَمل فِكْرَة أَنَّه وَإِن لَم أُقَابِل نُسْختي الأفْضل فِي شَهْر رَمَضان فَمتَى سأقابلهَا ! حَتَّى البشر اَلذِي أَوجَعت رَأسَك وَأنَا أُحَدثك عن كُرْهِي لَهُم ، أصْبحوا أَعمِدة لِلْبهْجة اُنظُر فِي وُجوهِهم فَأرَى نَقَاء لَمٍّ أعْهدهم بِه ، اَلقُرآن فِي كُلِّ مَكَان وَكَأنَّه نَفْس عميق بَعْد كُلِّ هذَا الغرق ، المساجد تَهتَز كُلَّ لَيلَة بِترْتِيل اَلقُرآن وَصَلاة التَّراويح ، حُزْنِي اَلوحِيد أَنِّي لِي أَخُوان يُقْتَلون ويصومون فلَا يُفْطرون يُعذِّبون بِإسْلامهم وأوْطانهم ويخْذلون مِن اَلجمِيع ، أُوصِيك يَا عزيز أن تَدعُو لَهُم أُوصِيك بِأَلا يُفارقوا فِكْرك أُوصِيك أن يظلَّ ضمير عُروبَتك حيًّا أُوصِيك أنَّ تَكوُّن اانْسَان ولَا تَعجِز عن الدُّعَاء لَهُم ، أَتعَلم يَا عزيز بكيْتُ أَمْس مع الجمْع اَلغفِير اَلذِي شَهِد على دُعَاء الأمَام وَهُو يُذكِّرهم بِكلِّ أنْفاسه يَدعُو لَهُم بِيقين أبْكانَا ، هُم لَم ييْأسوا وسط خرابهم فلَا تَيأَس فِي رَخائِك.
شَهِد عَلِي|همج لطيب
تعليقات
إرسال تعليق