القائمة الرئيسية

الصفحات

 قصة: ودعته ورحلت
الكاتب: عمر سعيد

تصميم: منى عنتر



 ودعته ورحلت. كانت هذه نهاية قصته القصيرة التي كاتبها لم يعرف كم مضي من الوقت؛ لكي يكتبها أسند ظهره على الكرسي واخد نفسًا طويلًا من سيجارته ثم اطفاه أنزعج لكثرة الدخان في الغرفة لقد دخن كثيراً من الواضح لأنه تأثر بقصته التى انهاه فورا, قرر أن ينشط جسمه ويتمشي قليلا, ولكن هل هذا الوقت مناسب للمشي؟

لقد تجاوزت عقارب الساعة منتصف الليل, لم يهتم أخد سيجارة وهاتفه ووضع رأسه قليلا تحت الماء البارد لكي يفيق أراد الخروج من قصته التي عاش فيها لساعات ليست بالقليل لم يمشط رأسه بل خرج علي الفور واغلق الباب ولم يتحرك خطوة قبل أن يشعل سيجارته ويشعل في الهواء نزل إلي الشارع تعجب من منظر الشارع هل هذا هو الشارع الذي راءه قبل بضع ساعات... السكون يخيم علي المكان لا يراه أحد إلا قليلاً ولا يقلقه إلا ضوء سيارة كل بضع دقائق يا إلهي إنه نفس الأجواء التي كاتبها في قصته, كان يمشي و يدخن مثل بطل قصته استحوذات عليه الشخصية أو استحواذ هو عليه, أخذ يمشي ويفكر في حياته البائسة ساعده علي ذلك هدوء الليل الجميل لم يقطع عليه التفكير إلا عندما رأي مقهي كبير يفرش الكثير من الكراسي علي الرصيف, قالت له نفسه أن يرتاح قليلا وهذا هو الوقت المناسب لكي يتناول كوبا كبيرا من القهوة ومعه سيجارته بالفعل جلس وطلب القهوة لحظ أن المقهي لا يجلس عليها إلا قليل من كبار السن يجلسون في الداخل لأنهم لا يتحملون البرد في هذه الساعة وكان هو وحيدا أمام المقهي لم يهتم لهذا أخذ يفكر في قصة جديدة يكتبها فكانت الكتابة هي متعته الجديدة في الحياة ثم جاءت له فكرة أن يكتب قصة أعجبته فكرتها وابتسم ثم أخذ فنجانه وتناول رشفه منه وهو يرفع رأسه مرة من أمامه شاب وفتاة جميلة جدا تلبس ملابس مثيرة لم يهتم لأمراهما إن ما أثار انتبه أن الفتاة نظرت إليه كأنها تعرفه نظرت له طويلا قام بالنظر إليها ثم تساءل لماذا تنظر له هذه الفتاة؟ أنا لا أعرفها وكيف تنظر إليه وهي تمشي بجانب رجل هل هو زوجها أم رفيقها أخذ ينظر ويتساءل إلي أن غاب في الظلام أخذ نفسا طويلا من سيجارته أخرج دخانا كثيفا, لكن سرعان 

ما نسيها ورجع إلي قصته التي سوف يكتبها عن حياته أعجبته فكرة أن يكون هو بطل قصة من تأليفه فهذه فكرة جميلة لكنها تحتاج إلي كوبا ثانيا من القهوة لكي يركز, ولكن من أين سيبدأ قصته؟ أخذ يفكر لا يعلم أخذ من الوقت أسند ظهره علي الكرسي لقد أحس بالتعب الشديد بدأت عيناه تدمع أنه يحتاج إلي أن ينام كثيرا, أغمض عيناه من شدة الإرهاق فظع عندما سمع صوتا يناديه فتح عيناه وذهل من المفاجأة لقد وجد فتاة تجلس أمامه تضع يدها على خدها وتنظر إليها وهي مبتسمة فسألها باستغراب:

_مين أنتي؟

_ألا تعرفني منذ قليل مريت من أمامك.

_أعرف ولكن من أنتي.

_أنظر إليّ جيدا ألا تعرفني.

_أنتي جميلة جدا, ولكن بصدق أنا لا أعرفكِ.

_هل من الممكن أن تعطيني سيجارة؟

_بالطبع فتح علبته وأعطاها سيجارة.

-نظىت إليه: هل ستشعلها أم سأشربها هكذا؟

-أشعل لها السيجارة وهو ينظر لها مبتسماً.

- ما الذي يجعل فتاة مثلك في هذا الشارع في هذا التوقيت ومن الرجل الذي كنتي بصحبته.

- بعدما أخذت نفس من السيجارة: أنت مدين لي ب٢٠٠ جنيه.

- بعدما أشعل سيجارته و نظر إليها بإستغراب! مدين لكي كيف و أنا لا أعرفك ولا حتي أعرف أسمك! لقد رأيتك حالا!

- لقد تركت زبون الليلة بسببك ولن أتركها تمضي دون فائدة.

- ابتسم ابتسامة واسعة ولقد فهم ماذا تعمل.

- ألا زلت تكتب مثل الماضي؟ فأنت رائع.

- أعذريني كيف لواحدة مثلك أنتِ تعرفني أو تعرف أني مؤلف فإني مازالت مغمورا ولا يعرفني إلا قليلاً من الناس التي تهتم بالقراءة!

- والضيق يظهر علي وجهها لا تستعجب هكذا فأنا أقرأ كل كتاباتك منذ أن كنا في الجامعة.

- انتبه إليها واعتدل في جلستها انتي حقا تعرفيني!

- نعم لقد كنت معك في نفس الصف وكنت من أشد معجبيك ولا أترك مقالا أو ندوة كنت فيها لقد كنت حلم عمري.

- ماذا تقصدين هل كنتي تحبيني؟

- نظرت له بابتسامة حزينة!

- نعم! لقد أحببتك كثيرًا وكنت أتمني أن أخبرك بهذا, ولكن كيف أخبرك وأنت مشهور في كل الجامعة والكثير من الجمالات يريدون فقط أن يكونوا بجانبك وأنا فتاة عادية جدا بالطبع لم تعرفيني ولو كنت أخبرتك لكنت استهزئت بي وأنا لا احتمل هذا فقررت أن أحبك في صمت.

- كان منتبها جدا لكلامها ( صدقني كل هذا كان لا يشعرني بالسعادة فلقد كنت أبحث علي من تحبني بصدق ليس كوني مشهورا.

- وماذا عن تلك الفتاة....

- من فضلك لا تذكري أسمها أو تتحدثي عن هذا الموضوع فهي لم تكن تحبني رغم أني أحببتها كثيرًا.

: من الواضح أنها ذكرته بحب قديم أخذا كثيرا من الوقت لكي ينساه:

أسفه لم أكن أقصد... - ليس مهما المهم لماذا تفعلي هذا!

- لقد سئمت من كل شيء واعتدت علي هذا فمن فضلك لا تتحدثي في ذلك الموضوع

- من الواضح أن كلا منا لديه ما يكفيه من الهموم ولكن لا تجعلي نفسك سلعة للحثالة من البشر مهما بلغ الأمر سأكون تحت أمرك أعتبريني منقذا لكي,

- بابتسامة حزينة كنت أتمني هذا في الماضي, ولكن هذا الكلام ليس له قيمة الآن فأنا الآن غرقت في بحر الخطايا 

- أتمني أن أساعدك وأعطاها رقم هاتفه في ورقة وأنا تحت أمرك في أي وقت: أخذت منه الورقة ولحظت أن بداخلها ال٢٠٠ جنية ابتسامت وقالت لماذا؟

- لا أريد أن يمر اليوم دون فائدة

- أمالت عليه وهي تنظر إليه هل تريدني معك الليلة؟

- سوف أصارحك لقد استجبت لوساس شيطاني و أريدك معي الليلة إذا لم تمانعي!

- وهي مستعدة للرحيل لم تتغير مازلت كما أنت صدقني كنت أحلم بهذا في الماضي ولكن الآن لا أريدك:

ثم وعدتك ورحلت.



عمر سعيد|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع