القائمة الرئيسية

الصفحات

القرية المدفونة في الإمارات

 مقال: القرية المدفونة في الإمارات 
الكاتب: عمر سعيد 

تصميم: ريم صالح


• القرية المدفونة في الإمارات .. ما سرها؟

قريبة عربية مدفونة, حولها العديد من الأساطير, في الأمس كانت تضج بالحياة, اليوم مهجورة بالكامل يسودها صوتٌ مخيف, روايات عن قوى شريرة تهيم في الصحراء, وعن جن وأشباح تُطارد الأهالي, والأكثر رعبًا مخلوق بقوى خارقة أهلك السُكان .. قرية الغريفة المهجورة .. لغزٌ في الإمارات.

نسمع كثيرًا عن جزر ومدن وحتى قرى مهجورة حول العالم, لكن القرية التي سنتحدث عنها في المقال تخفي سرًا غامضًا ليومنا هذا .. سرٌ يتعلق بأهلها وسبب هجرهم لها .. في هذا المقال سنتحدث عن قرية "المدام أو الغريفة" .. موقعها .. أبرز معالمها .. الحدث الفاصل الذي أدى لتحويلها لقرية مهجورة, قصة مخلوق أهلك أهلها, الأساطير المريبة الآخرى المُتداولة بين السكان, وأخيرًا ما هي الحقيقة؟

مشاهد الكثبان الرملية الذهبية والمنازل العربية التقليدية التي نرأها سويًا على ما تبدو أصيلة وكأنها عمل فني تجريدي إلا أنها تُخفي سرًا ما زال السكان يتناولونه بخوف .. إنها قرية المدام أو الغريفة في دولة الإمارات العربية المتحدة, والتي باتت تلقب بألقابٍ عدة كالقرية المهجورة .. القرية المدفونة .. القرية المسكونة .. قرية الجن والأشباح والعديد من الألقاب الآخرى المنبثقة عن الغموض الذي يلف جوانب قصتها.

تبعد القرية حوالي 60 كم عن مدينة "دبي" وأقل منها بقليل عن مدينة "الشارقة", نعم! البلدة المهجورة تقبع في سكون تام بين مدنتين صاخبتين تضج فيهم الحياة بمظاهرهم المختلفة, وتبرز فيهم فنون العمارة المتقدمة والشاهقة, بحيث تخفي القرية الصغيرة قصة غريبة, تحاول الكثبان الرملية بحركاتها الدائمة فضح جوانبها وكسر الصمت المريب.

_ احدى القبائل المحلية كانت تعيش في القرية يُقال إنهم منحدرون من قبيلة "الكتبي" وهي واحدة من القبائل البارزة في الحقبة وتحديدًا ما بين عامي (١٩٨٠_١٩٩٤) واشتهر أهلها بالصيد إلى أنه ومن دون سابق إنذار هجروا قريتهم وبيوتهم ورحلوا منذٌ أكثر من عقدٍ مضي, لا أحد يعلم حتى يومنا هذا بالتفصيل ماذا حدث! وما يثير الريبة أكثر ما يُقال عن هجر الأهالي للقرية على عجلٍ لدرجة أنهم تركوا أبواب منازلهم مُشرعة وممتلكاتهم متناثرة هنا وهناك, مما قد يكون حدث يا ترى؟!

ودفع الأهالي إلى هجرة القرية بهذه السرعة؟!

قبل الحديث عما القرية .. لنتحدث بشكل مقتضب عن واقعها اليوم والأساطير الدائرة حولها.

يطلق على القرية اسم ( الغريفة) وهي مشتقة من (منقطة المدام قديمًا), تضم القرية صفين من المنازل متطابقة ومسجد لا يزال يحتفظ بشكله, يُعتقد أنه جرى بناء المنازل في أواخر السبعينات وأوائل الثمانيات كجزء من مشروع سكني, سيطرت رمال الصحراء بشكل كامل على معالم القرية بعدما زحفت إلى المنازل الخاوية عبر النوافذ والأبواب, على الرغم من أنه يمكن رؤية العديد من المنازل بوضوح التي تمتاز بطابعها العربي إلا أن البعض منها غرق بالكامل تحت رمال الصحراء, لكن هناك أمرٌ لافت للغاية, هو أن البلدة رُدمت بالرمال ما عدا المسجد الذي لم تدخله الرمال على الإطلاق, لا يوجد في القرية أحد ليروي قصته, والغريب أنه لا يوجد معلومات واضحة عن مصير أهلها, وماذا حدث لهم, ومع ذلك انتشرت العديد من الروايات والأساطير حول ما حدث فيها, والأكثر رعبًا الأسطورة الرابعة.


الأسطورة الأولى "عاصفة رملية":


احتاجت عاصفة رملية هوجاء القرية ودفعت أهلها إلى هجرها إذ يُقال إن قوة غيبية غريبة تتحكم في الرمال ودفعتها إلى عزو المنطقة حيث يتناقل بين السكان أن هناك قوة في الصحراء لا ترحب بالسكان مُطلقًا.


الأسطورة الثانية "الأشباح":


يُقال إن قرية الغريفة المسكونة بالأشباح بالكامل وهى ما دفعت السكان إلى هجرة منازلهم بيوتهم بدون سابق انذار, تصدقون؟


الأسطورة الثالثة "الجن"


يتناقل أهالي المنطقة رواية مريبة مفادها أن القرية يتنشر فيها مخلوقات الجن الشريرة ارعب الأهالي وطردتهم, بحيث دفعتهم لترك القرية.


أما الأسطورة الرابعة "مخلوق غير طبيعي" تخلص من الناس


بحسب الأسطورة, سكن القرية مخلوق يتمتع بقوة خارقة تفوق الطبيعة يُدعى " جن" أعرف ما تفكرون به ونحن ظلمنا هذا أيضًا, ولكن لا! بحسب الرواد للأسطورة أو من يتناقلها من المحليين فإن المخلوق ليس من الجن كما يوحى الاسم ولكن لم تُعرف طبيعته, بحيث قام المخلوق بالتخلص من أهل المنطقة جميعًا على حين غرة.


الأسطورة الخامسة "الجنية الحسناء"


بحسب الأسطورة تختبأ في القرية جنية تأخذ شكل امرأة جذابة تضع عطور ذات رائحة لا تُقاوم, تسير في الطرقات باستدراج الرجال ومن ثمة قتلهم ببشاعة, يُقال إن قدمى الجنية كأقدام الحمار ويدها زوج من المناجل.

مقابل الأسطورة يتناقل المحليون رواية يقولون أنها بإختصار ما يحدث كل ما يحدث في المنطقة وسبب هجر الأهالي لها.

إذ يُقال أنه في عام ١٩٩٥م شهدت المنطقة تيارات هوائية عنيفة تسببت في تحرك رمال الصحراء ودخولها إلى المنازل ودفعهم لهجر المنطقة بعدما بات من الصعب العيش فيها .. هذا كل ما بحوذتي على القرية .. موضوع المقال مقتضب ولا زال البحث قائم.


عمر سعيد|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع