القائمة الرئيسية

الصفحات

 


   تُعتبر اللغة من المواضيع التي شغلت تفكير العلماء، والمهتمين، والمختصين، حتى باتت علماً قائماً بذاته يتفرع إلى العديد من العلوم الفرعيّة التي حاولت تحليل اللغات والأصوات الإنسانيّة، وتتبع خط تطورها التاريخي والزمني، إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه في عصرنا الحالي، وفيما يأتي نذكر بعض أبرز الجوانب المتعلقة بعلم اللُّغة.


علم اللغة: هو العلم الذي يهتم بدراسة اللغة بأسلوب علمي، ويعرف أيضاً، بأنه: تصنيف اللغة كموضوع من المواضيع العلمية، فيدرسُ بناء اللغة، وكيفية تركيب مفرداتها، وتكوين الكلمات فيها، ومعرفة الأصوات الخاصة بكل كلمة، وطبيعة نطقها. لكل لغة من اللغات في العالم، علم لغوي يهتم بدراستها، وتوضيحها، حتى تصبح أكثر فهماً من قبل الأشخاص الذين يحرصون على تعلمها، واكتشاف لغات جديدة، تختلف عن لغتهم، أو حتى يتمكن الإنسان من الحصول على معلومات أكثر عن لغتهِ الأصلية. 




مجالات علم اللغة:- لعلم اللغة مجموعة من المجالات التي يختص بدراستها، وتساهم في تمييز اللغات عن بعضها البعض، وتتوزع هذه المجالات على النقاط التالية: 


1• الأصوات: هي ما يُسمع من صوت للكلمات، التي يتم نطقها، وتعد جزءاً من أجزاء الكلام، ووسيلة من وسائل التواصل بين الأفراد، فكل لغة من اللغات تحتوي على العديد من الأصوات، التي ترتبط بحروفها، وكلماتها، ولكل كلمة دلالة خاصة بها، يساعدُ صوتها في التعرف عليها.


2• البناء: هو الشكل الذي تتخذه الحروف بعد ربطها معاً، ويعرف أيضاً بأنه: الوسيلة التي تعمل على تكوين الكلمات، والجُمل، لذلك يقسم إلى نوعين، وهما: بناء الكلمة، وبناء الجُملة. 


3• الدلالة: هي المعنى الذي تدل عليه الكلمة، ويُفهم من خلال سياق النص، فقد تتشابه الكلمات شكلاً، أو لفظاً ولكنها تختلف في الدلالة بينها، مثال: كلمة (جمل)، إذا حُركَ حرف الجيم بحركة الفتحة، تدلُ على (الجَمل)، وهو من الحيوانات، أما إذا حُرك حرف الجيم بحركة الضمة، تدلُ على (الجُمل)، وهي جمع الجُملة، وتظهر هذه المميزات واضحة في أغلب لغات العالم. 



أقسام علم اللغة:- يتكون علم اللغة من العديد من الأقسام، أو العلوم اللغوية الفرعية، ومنها:


1• علم اللغة المُقارن هو العلم الذي يهتم بدراسة مجموعة من اللغات، التي تتنسب إلى أصل لغوي واحد، وظهر هذا العلم في بداية القرن التاسع عشر للميلاد، ويقوم على مبدأ المقارنة بين اللغات، التي تختلف عن بعضها البعض بشكل ظاهري، ولكنها تتشابه معاً في المضمون، أي أنها نُسبت إلى أصل واحد؛ لأنها تفرعت من لغة واحدة، وتغيرت، وأضيفت إليها كلمات أخرى، مما أدى إلى تغير نبرتها الصوتية، لينتج عن ذلك ظهور لغة جديدة.


2• علم اللغة الوصفي هو العلم الذي يهتم بدراسة لغة واحدة فقط، أو لهجة عُرفت سابقاً، أو ما زالت معروفة، فيقوم هذا العلم بوصف اللغة، أو اللهجة، وتحديد طبيعتها، والظروف التي أدت إلى ظهورها، فيهتم بوصف نوع الصوت الخاص بالكلمات، في اللغة الواحدة، كما أنهُ يهتم بمعاجم اللغة للتعرف على المعاني الخاصة بالمفردات. 


3• علم اللغة التاريخي هو العلم الذي يهتم بدراسة تاريخ كل لغة، ومراحل التطور التي مرت بها، ولا يستخدم هذا النوع من علوم اللغة، من قبل بعض الباحثين اللغويين، وذلك بسبب رفضهم لفكرة التطور اللغوي، واعتبارهم أن اللغة تظل كما هي، ولا تتطور مع التطور الزمني، ولكن ترى فئة من الباحثين اللغويين أنه من الممكن أن تواكب اللغة التطورات الزمنية، ويعتمدون بذلك على ظهور اللهجات كجزء من التطور اللغوي. 



أغراض علم اللغة:-

لعلم اللغة اغراض منها:


• الوقوف على حقيقة الظواهر ،والعناصر التي تتألف منها والاسس القائمه عليها. 

• -الوقوف على الوظائف التي تؤديها في مختلف مظاهرها وفي شتى المجتمعات الانسانيه.


• -الوقوف على العلاقات التي تربطها بعضها ببعض ،والعلاقات التي تربطها بما عداها من الظواهر،كالظواهر الاجتماعيه والنفسية والتاريخية والجغرافية والطبيعيه.


• -الوقوف على اساليب تطورها واختلافها باختلاف الامم والعصور.


• -كشف القوانين التي تخضع لها في جميع نواحيها والتي تسير عليها في مختلف مظاهرها(القوانين التي تسير عليها في تكونها ونشأتها وادائها لوظائفها وعلاقاتها المتبادله وعلاقتها بغيرها وتطورها وما الى ذلك وهذا الغرض هو الاساس لبحوث علم اللغة بل هو الغرض الفذ للغة. والاغراض السابقه ليست في الواقع الا وسائل للوصول اليه.



أهمية علم اللغة:-


لعلم اللغة أهميه كبيرة شأنه شأن العلوم الاخرى فكما البحوث الفيزولوجيه التي تدرس وظائف الأعضاء دراسة علمية،اي دراسة وصف وتحليل فقد اقيم على أسسها (علم الطب) وكما لعلم ألنفس الذي يدرس القوى النفسيه لمجرد وصفها وتحليلها وكشف القوانين الخاضعه لها ،فقد أقيم على اسسها فن (البيداجوجيا) الذي يشرح الوسائل التي ينبغي لتربية قوى الطفل النفسية وتهذيبها واعدادها اعداداً صالحا للحياة المستقبلية.


كذلك من الممكن ان يقام على القواعد التي يكشفها علم اللغة بحوث فنيه ترشدنا الى ما ينبغي عمله في مختلف الشؤون اللغويه،فترشدنا مثلا الى خير الوسائل التي ينبغي اتخاذها في تعليم اللغات الحية وغيرها .وفي وضع كتب القواعد والادب وطرق تدريسها وفي اصلاح قواعد الاملاء والشكل والترقيم، وفي تدوين معجمات اللغه وضبط مفرداتها وتحديد دلالاتها ومحاربة ما يطرأعليها من لحن او تحريف، وفي تهذيب مصطلحاتها وتوسيع نطاقها وترقية لهجاتها العامية،وادخال مفردات جديدة على مفرداتها، وفي احلال لغة اخرى محلها، وفي انشاء لغة عالمية يتحدث بها جميع افراد النوع الانساني..وما الى ذلك من الشؤون اللغوية التي تستأثر الان بقسط كبير من نشاط الباحثين والمصلحينالتي من اجلها تنشأ المجاميع اللغوية.

فإذا هذيت هذه البحوث الفنية وربطت في مختلف نواحيها ببحوث علم اللغة، ونسقت موضوعاتها،ونظمت مسائلها،وجمعت نتائجها،وفصلت عما مداها من البحوث،ودونت في مؤلفات مستقلة.


نشأة اللغه الانسانيه:-


اختلفت مذاهب علماء اللغة في تحديد الاصل الذي تعود اليه اللغة من حيث وجودها وسيلة من وسائل التفاهم والتفكير والتعبير،وبرزت تلك المذاهب التي تحدد اصل تاوجود اللغوي المتمثلة في الاتي:-


1-هي وحي وإلهام الهي توقيفي على آدم في الانجيل والقران الكريم.


2-هي وضح واصطلاح من قبل الذهن البشري.


3-هي محاكاة لاصوات الاشياء(botwaw) .


4-هي انفعال محض ثم تسميات.


5-هي استعداد فطري وفق نظرية (ding dong).


6-هي ملاحظة وتسمية.


7-هي تطور وفق نظرية دارون.


8-هي اشارةثم صوت نظرية (tat a).


9-هي نشاط عضوي صوتي وهو الذي يعرف (بالنطق).


10-هي مجموعة من الصفات ،وهي حاجة كحاجة المشي والحركة والبحث عن الطعام.


11-هي أهواء وليست اختراعا ناتجاً عن الحاجات.




ذهب كل من ابن فارس(911ه) وقبلهما ابن عباس (ت68ه) ال انً أصل اللغه توقيف واستدل بقوله تعالى((وعلًم أدم الاسماء كلها ثم عرضها على الملائكة وقال إنبؤني بها..)ولابن فارس حجة في ذلك وهي:-أن العلماء احتجوا بالشعر القديم، ولوكانت اصطلاحا لما احتاج العلماء الى الكلام القديم ليستشهدوا به، لإن الاصطلاح يجعلها في مستوى واحد من الاهمية والافضلية المتقدم على متأخر في ذلك ولا العكس.ومن حججه ايضا إن الله علم آدم الاشياء التي تدور في محيطه ليستطيع التواصل بها ثم انقضى هذا العهد وتلته عهود اخرى وحدثت امور على عصور الانبياء،فعًلم الله انبياءه ما شاؤا ،وما احتاجوا من اللغه حتى عهد نبينا محمد(ص)فأعطاه جوامع الكلم وعلمهما لم يعلم احد غيره ممن تقدم.وابن فارس في هذا لم ير احداًمن الناس ولا قوما يجمعون على وضع شيء من اللغه او يصطلحون على وضع اسم لمسمى من زمن الصحابة البلغاء حتى عصره.


والذي آراه :إن اللغة توقيف واصطلاح ، وضعها الله تعالى في بادئ امر الخليقة ثم توسع الناس بها بحسب حاجاتهم،لأن اللغات لاتدل على مدلولاتها ،كالدلاله العقلية

وخلاصة القول:إن للغة نشأتان:نشأة حينما يشرع الطفل يقلد أبويه والمحطين به،فبما يلفظونه من مفردات وعبارات ،فتنتقل اليه لغتهم عن هذا الطريق،والنشأة الاخرى:حينما يلفظ الانسان اصواتا مركبه ذات مقاطع وكلمات متميزة للتعبير عمًا يجول بخاطره من معانٍ وما يحسًه من مدركات.


فعلى اي صورة حدثت النشأة الاولى؟وكيف تتم النشأة الاخرى؟



علاقات علم اللغة بالعلوم الانسانية الاخرى:-


تشترك العلوم الانسانية في اهتمامها باللغة بوصفها اهم مظاهر السلوك الانساني ووسيلة الاتصال المكونة للجماعةالانسانية.


وليس اللغويون هم الذين يهمون بدراسة اللغة، بل يشاركهم في هذا الاهتمام علماء آخرون ينتمون الى تخصصات علمية علمية مختلفة. ومن المعروف ان هناك ظواهر لغوية لا يستطيع عالم اللغة ان يسهم فيها بشيء، وكل مايستطيع ان يفعله ازاءها هو ان يستشير العلوم الاخرى المتخصصة ويطلب منها العون.


فدراسة اللغة من الناحية الصوتية مثلاً تعود الى (علم وظائف الاعضاء)(physiology ).

الذي يقوم بدراسة اعضاء النطق عند الانسان، ويساعده في ذلك (علم التشريح/ ahatomy). ويدرس (علم الفيزياء physics) الامواج الصوتية في الهواء فيما بين المتكلم والسامع.

هذه العلوم لا يستطيع علم اللغة أن يستغنى عنها، بل لابد أن يمدّ اليها يده يلتمس منها العون في تفسير الظاهرة اللغوية.

وثمة فروع اخرى من المعرفة النظريه يربطها بعلم اللغة رباط وثيق منها علم الاجتماع الذي يدرس اللغة على انها من اهم مقومات المجتمع البشري ومنها علم النفس الذي يدرس اللغة بصفة عامة وعلاقتها بالعقل الانساني . ومنها علم الجغرافيا الذي استفاد منه اللغويون في عمل الاطالس اللغوية.



التطور اللغوي:-


لمًا كانت اللغة كائن حي،باإعتبارها تحيا على السنة المتكلمين بها وهم احياء،فهي تتغير بتغير الكائن الحي فهي تخضع لما يخضع له في نشأته ونموه وتطوره وهي ظاهرة اجتماعية تحيا في احضان المجتمع وتستمد كيانها منه، ومن عاداته وتقاليده،وسلوك افراده كما انها تتطور بتطور هذا المجتمع،فترقى برقيه وتنحط بانحطاطه.


 فالاصوات والتراكيب والعناصر النحوية،وصيغ الكلمات ومعانيها معرضيه كلها للتغير والتطور.فالتطور الصوتي هو احد هذه التطورات اللغوية وله خواص من اهمها:-


1-انه يسير ببطء وتدرج،فاختلاف الاصوات في جيل عما كانت عليه في الجيل السابق لايكاد تبيًنه الا الراسخون في العلم بهذا التطور ولكنه يظهر في صورة جلية إذا وازنا بين حالتيهما في جيلين تفصلهما مئات السنين.


2-يحدث تلقائياً بطريق آلي لا دخل فيه للارادة الانسانية،فتحول صوت الثاء العربية الى تاء(ثلاثه-تلاته) والذال الى دال (ذراع- دراع) وانقراض الاصوات التي كانت تلحق أواخر الكلمات للدلالة على اعرابها ووظائفها في الجمل.


3-أنه جبري الظواهر,لأنه يخضع في سيره لقوانين صارمة لاأختيار للانسان فيها.


4-أنه في غالب احواله مقيًدة بالزمان والمكان فمعظمهم ظواهر التطور الصوتي يقتصر اثرها على بيئة معينه وعصر خاص.


5-أنه اذا لحق صوتا معيناً في بيئة ما ظهر غالباًفي جميع الكلمات المشتمله على هذا الصوت وعند جميع الافراد الذين تكتنفهم هذه البيئه.



أمًا العوامل التي تؤدي الى تطور الاصوات فيرجع اهمها الى الامور الاتية:-


1-التطور الطبيعي لأعضاء النطق في بيئتها واستعدادها.



2- اختلاف اعضاء النطق في بنيتها واستعدادها بااختلاف الشعوب.


3-الاخطاء السمعية.


4-تفاعل اصوات الكلمه بعضها مع بعض.


5-موقع الصوت في الكلمة.

6-تناوب الاصوات وحلول بعضها ببعض.


7-أثر الامور النفسية والاجتماعية والجغرافية.


8-أثر العوامل الادبية.


في الختام نحب أن ننوه أن علم اللغة هو علم أثبت وجوده على مر الزمان وعبر القرون والحضارات المختلفة، وذلك بسبب انفتاحه وتطوره المستمر، فهو مصدر إلهام لعدد من الثقافات، هو شعاع من الأشعة الملهمة لذويه لبناء المستقبل بشكل أكثر تفرداً وتميزاً.

 رضوى فرج|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع