هل سمعت يومًا عن أخطر فصيل فكري في تاريخ الدولة الإسلامية؟، نعم أنهم الخوارج بالفعل، هل تعلم الفتنه الكبرى التي افتعلوها؟ وهل تعلم كيف بدأ الأمر من البداية؟ إن كنت تعلم فهنيئًا لك كل المعلومات الإضافية التي ستحظىٰ بها في ذلك المقال، وإن لم تكن تعلم فهيا استعرض لك أكبر فتنة في تاريخ العصر الإسلامي.
بدأ الأمر بفتنة قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وتُعرف كذلك بالفتنة الكبرى، بويع علي بن أبي طالب للخلافة بالمدينة المنورة في اليوم التالي لمقتل عثمان، فبايعه أغلب من كان في المدينة من الصحابة والتابعين.
يُروى أنه كان كارهًا للخلافة في البداية، واقترح أن يكون وزيرًا أو مستشارًا إلا أن بعض الصحابة حاولوا إقناعه، وانتقل عليٌ إلى الكوفة ونقل عاصمة الخلافة إلى هناك.
رأى عليٌ تأجيل تنفيذ القصاص من قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه حتى تستقر الأمور في المدينة، وكان كثير من الصحابة مع عليٍ في رأيه، ولكن كان هناك فريقان يرون رأيًا مخالفًا؛ فكانوا يرون وجوب القصاص الفوري من قتلة عثمان:
الفريق الأول: يضم السيدة عائشة، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام.
الفريق الثاني: يضم معاوية بن أبي سفيان والي الشام من قِبَل عثمان، والذي يعتبر نفسه وَلِيَّ دمه؛ لأنه من بني أمية مثله.
وفي شهر جماد الآخرة سنة ٣٦هـ خرج الفريق الذي يضم عائشة، والزبير، وطلحة من المدينة إلى البصرة، فقرَّرَ علي بدلًامن المسير إلى أهل الشام؛ أن يتجه إلى البصرة ليردهم إلى المدينة، ولاحت بشائر الصلح، وذَكَر الزبير بقول النبي(ﷺ) [ لتقاتلنه، وأنت ظالم له..][69] وتذكر الزبير ذلك وأراد الصلح، فلما علم المتأمرون ببوادر الصلح قاموا بالإختلاط بين الناس في المعسكرين، وحدثوا الناس على القتال قبل أن يصطلحوا.
فالتحم الجيشان، واشتدت المعركة أمام الجمل الذي عليه هودج عائشة، انتهى القتال وانتهت الفتنة جزئيًا، وبقيت مشكلة معاوية، حتى محرم سنة ٣٧هـ عندما أراد علىّ أن يعزل معاوية من ولاية الشام، فخرج إليه بجيشه، وبعث إلى معاوية يبين حجته، إلا أن هذا لم يُجدِ نفعًا؛ فدار القتال عند صفين، وقُتِل عمار بن ياسر على يد جيش معاوية، وكاد معاوية أن يهزم فرفع جيشه المصاحف وطلب التحكيم، شعر عليٌ أنها خديعة، إلا أن أصحاب أهل الكوفة أصروا على قبول التحكيم فقبل به؛ فكتبت صحيفة التحكيم وتوقف القتال وأذن علي بالرحيل إلى الكوفة، وتحرك معاوية بجيشه نحو الشام.
انشق مجموعة من جيش علي بن أبي طالب يبلغ عدده (١٢٠٠٠) يرفضون التحكيم من أساسه، مع أنهم هم الذين فرضوه عليه، وكَفّروا عليًا ناظرهم عليٌ وفقهاءُ الصحابة، لكنهم لم يسمعوا لأحد، تلك هى مجموعة الخوارج في سنة ٣٨هـ اجتمع الخوارج في مكان يسمى النهروان، قاتلهم علي بعد ما فشلت معهم الحجة فقتل منهم الكثير وفر منه طائفة وانقسموا بعد ذلك إلى ٢٠ فرقة في سنة ٤٠هـ رصد الخوارج ثلاثة منهم؛ ليقتلوا معاوية، وعليًا، وعمرو بن العاص، بيد أنهم لم ينجحوا إلا في مقتل الخليفة علي في ١٧ رمضان سنة ٤٠ هـ بعدما تربص اثنان من الخوارج به عند خروجه كعادته ليوقظ الناس قبيل صلاة الفجر للصلاة، فقتلوه وهو يصلي بالمحراب فصاح قائلًا: "فزت ورب الكعبة". وبعد مقتل علي رضي الله عنه بويعت الخلافة لابنه الحسن وقام الحسن بن علي بالتنازل عن الخلافه لمعاوية لحقن دماء المسلمين.
هل تظن أن الخوارج لم يفتعلوا المزيد من الفتن؟
لا يا صديقي لقد افتعلوا، وما زالت الفتن تحدث يوميًا ليس في الدوله الإسلامية فقط بل في العالم أجمعه، الفتنة كفيلة بتدمير أي شيء؛ فهى كالرصاصة التي لا تعلم من أين ستأتيك.
مريم الشحات|همج لطيف
تعليقات
إرسال تعليق