الحب
الحب عبارة عن لمسات روحية، وقلبية، فالحب يجعل للحياة قيمة، بل يلعب الحب دورًا كبيرًا في حياة الإنسانية البشرية، ويساعد على ثباتها وتماسكها، فيمنع العداوات، ويساعد على التخلص من العنف والهمجية، ويحقق السلام والسكينة، فالمجتمع الذي يمتلاء بالحب نجده دائمًا متماسك ومترابط.
فاللحب أسرارٌ دقيقة، ومعاني خفية، لا يعلمها إلا من ذاقها، وأمتلأ بها، فللحب العديد من المعاني؛ التي لا سيما نبحث جميعنا عنها، ذلك أن الحب يمتزج أيضًا بالأحاسيس، وبالفرحِ، والحزن، وبالعديد من الأشياء الرائعة، والتي منها التواصل الروحي، وما أعظمه من تواصل، تتلامس فيه الأرواح والقلوب، فما الحب إلا تجربة حية، فمن ذاق الحب عرف، ومن عرفهُ إغترف، وللحب درجاتًُ ومقامات، وأنواعه كثيرة، كما أنه ذُكِرَ في القرآن الكريم: وقال تعالىٰ: ﴿يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ فالحب ليس مجرد كلمة، أو نظرية، فقد كان عليه الصلاة والسلام أعظم مثلً في الحب، ليس كما تحكي كتب التاريخ، بل إنه كان أُسطورة لحب طاهر نقي، إنه حُبْ سيد الخلق ﷺ.
الحب هو شعور لا إرادي يخرج من قلب الإنسان، أشبه بمشاعر مقعدة تُسيطرُ على كيان الإنسان، وعلى إحساسه، وتصرفاته، ولا يتقصر الحب على حب البشر فقط بل يتعداها لأشياء كثيرة.
أنواع الحب
1-الحب الإلهي أو ما يُسمىٰ بالعشق الآلاهي وهو المتعلق بحب
-ﷲ
- الأنبياء
-آل البيت
-الصحابة
-الصالحين
ومن مِنا سيصل لهذه الدرجة من الحب؛ بهذا اليسر، بل يتطلب الأمر الكثير والكثير من المجاهدات، ومصاحبة الصالحين وملازمتهم، فكما نعلم أن حب الخلق يوصل لحب الخالق، فكذلك مصاحبة الصالحين تورث الصلاح
2-العائلة
-الوالدين
-الاعمام
-والاخوال
- والعمات
- والخالات وغيرهم من ذوي القرابة
فذلك الحُبْ، هو الحُبْ النقي الذي لا يُبنيٰ علي مكاسب او مصالح
3-العلاقات
-الصداقه
-زملاء العمل وغيرهم
فجميعنا نحب أصدقائنا وذملائنا بطابع المحبة والألفة
4-الحب العاطفي
وهو ذلك الحب الممزوج بالود والأُلفة، والشوق، والحنين، هو ذلك النوع الذي تتلعثم فيه الحروف، وتعجزُ الأحاسيس والمشاعر عن التعبير بما يجول فالفؤادِ
وكما أن للحب أنواع فله أيضًا درجات، فليس الهوىٰ كالعشق، وليس العشق كالشوق، فمراتب الحب تتفاوت فكل تلك الدرجات والأنواع للحب تدل على عظمة ومكانة، فالحب هو سمةًُ من أعظم ما وضعه ﷲ في قلوبنا، فورثت بداخلنا التراحم، فبدون الحب تصبح القلوب قاسية، باغضة، فبالحب تنتشر السعادة، والأُلفة، والمودة واللطف بين الناس كافة، وكذلك العطف، والتسامح مرتبطان بالحب، رحمةً لبعضنا، فما ينتج عن الحب إلا كل الحب، والخير والسكينة، والسلام، فلا يستطيع محب إيذاء محبوبهِ، وكذلك يزيدنا الحب الصادق الصالح تقربا لله تعالي،
وبعد كل ذلك فيجب علينا أن نُحافظ على الحب بداخلنا، وعلى الذين نحبهم، وأن نجعل ذلك الحب طريق صلاحنا، وإصلاحنا، وليكن كل منا مثلا في الحب إقتداءً بالحبيب المصطفى ﷺ، ولتجعل من ذلك الحب الذي في قلبك نعمة لك لا نقمة، فما أعظمه من عطاء وهبنا ﷲ سبحانه وتعالي إياه.
إسراء الزهدي|همج لطيف
تعليقات
إرسال تعليق