اسكريبت "مريضة أمرضت قلبي بحبها"
حبيبة فرج
واقف قدام الباب ومستنيها ترجع زى كل يوم بس النهاردة اتأخرت عن كل يوم لفيت ببص على الساعة سمعت صوت الباب بيتفتح، جريت عليها
كنتي فين ي طيف لحد دلوقتي قلقت عليكي
_ مفيش أنا وجاية دماغي لفت شوية، ومريم أصرت نروح للدكتور ف أخدتني ورحنا
_ إيه دكتور طب قالك إي إنتي كويسة
_ أنا أنا آه الحمدللّٰه إرهاق بس، أنا داخلة أغير سلام
_ هربت بسرعة قبل ما أرد عليها حتى زي عادتها من أسبوع، بتهرب مني معرفش لي
إستوب أعرفكم بنفسي
أنا ريان ٢٣ سنة، خريج كلية هندسة وشغال ف شركة معمار، ودي طيف هي تقريبًا كدة وزى ماتقولو مراتي، هي حكايتنا غريبة حبتين، طيب عشر حبات إحنا إتجوزنا بالغصب أصلًا، والدتها ووالدتي كانوا أصدقاء من زمان جدًا، وقبل ما والدتها تموت وصتني أنا وأمي عليها وطلبت مني أتجوزها ولأنها كانت أمنيتها الأخيرة ووالدها أصلًا متوفي وافقت ودة كان أجمل طلب ف حياتي لإني بحبها من زمان وساكت، وهي أمها أجبرتها وقالتلها إنها مش هتسامحها لو متجوزتنيش ووافقت غصب عنها، حاليًا بقالنا سنة ونص متجوزين يمكن أكون بحبها أووى أو عشقتها بمعني أصح، يمكن معترفتش بدة قدامها بس أنا مهتم بيها لإني بحب تفاصيلها الصغيرة قبل الكبيرة، وهي طيبة جدًا بتعاملني بطريقة كويسة أوي وبتراعي ربنا فيا، بس مبتحبنيش ودة يفسر نوم كل واحد فينا ف أوضة بس بينا إحترام، ومعاملة طيبة، وصداقة اتكونت ف خلال المدة دي
طيف، يا طيف تعالي نسمع المسرحية اللي بتحبيها سوا شغالة من أولها أهي
_ مش عايزة شكرًا
_ مالك ياطيف إنتي كويسة
_ آه كويسة، بس مش عايزة أتفرج، ولاعايزة أقعد معاك، ريان طلقني
_ جريت عليها كإني بتأكد دة حقيقي ولاخيال: إنتي إزاى تقولي كدة، هو أنا عملت حاجة دايقتك ياطيف
_ لا يا ريان معملتش بس أنا مش عايزة أكمل معاك، هو إيه بالغصب، طلقني يا آخي وجريت على أوضتي وهو جه ورايا، بس قفلت الباب بسرعة، وش القوة والجبروت وقعو مني وحصلتهم دموعي اللي كانت بتعبر عن وجعي، وكسرتي، وحبي، آه حبي بحبه من وإحنا صغيرين، بس بس هو مغصوب عليا، ودلوقتي دلوقتي هيتعب ف حياته بسببي أنا لازم أبعده هو مش مطر يستحمل.....
_ إفتحي الباب ي طيف، إيه الصوت دة طيف طيف إفتحي بقولك هكسر الباب طيف...
إي دة طييف وجريت عليها زي المجنون، بفوق فيها مش راضية تفوق، بدون وعي لقيت نفسي بعيط، ومش عارف أعمل إيه، جريت أخدت الموبايل، والمحفظة، والمفاتيح، وكل حاجة لقيتها ف وشي ونزلت بيها بسرعة، سقت العرابية زي المجنون وصلت معرفش إزاي بس كنت خايف عليها، خايف أخسرها، وتبعد عني
شلتها بسرعة، ودخلت بيها وزعقت ف الممرضات والدكاترة، وأي حد جه قصادي علشان يلحقوها بسرعة، لحد ما أخدوها ودخلوها العناية علشان يشوفو مالها،
التلفون ف جيبي رن، ببص لقيته فون طيف أخدته من الخوف، واللغبطة كانت مريم صحبتها، حقيقي مريم هي الونيسة، والصديقة اللي طلعت بيها طيف من الدنيا، فتحت السماعة ولسة هتكلم
_ أيوة ي طيف إنتي كويسة، قولتي لريان على كل حاجة ولالأ، إرجعي عن اللي ف دماغك، وإعقلي
_ تقولي إيه، وترجع عن إيه، هي طيف مخبية إيه، مريم طيف ف المستشفي تعالي بسرعة
فصلت بسرعة، وأقل من ربع ساعة لقيتها قدامي، وخايفة وبتعيط
_ إهدي ي مريم، دة أكيد من الإرهاق، وقلة الأكل ما إنتي عارفاها، أكلها قليل ومش بتسمع الكلام
_ يآخي إنت إيه، مش كفايا كدة، يعني هي بتحبك من صغرها وإنت ولا إنت هنا، ولاحاسس بيها، ولا شايفها، ولما ربنا جمعها بيك مفيش أى إحساس، عمرك مالحظت لمعة عنيها لما تبصلك؟ ولا إبتسامتها لما تتكلم أو تبص فيك؟ يا آخي إنت إيه مبتحسش جبلة؟
كنت واقف مصدوم مش مسدق أنا كنت فاكر إنها مغصوبة عليا، طلعت هي كمان فاهمة كدة
_ أنا أنا كنت فاكرها مغصوبة عليا، هي هتصحى دلوقتي، وكل حاجة هتتحل وهتبقي كويسة متقلقيش يامريم
_ هتتحل؟ هتبقي كويسة؟ إزاي؟ ومنين؟ ريان طيف عندها ثقب ف القلب وكانت فكراك مش بتحبها ومغصوب عليها، وبتحاول تبعدك عنها علشان تعيش حياتك، علشان غبية، وبتحبك
_عندها إيه! مريم متفوليش عليها، ولا تقولي كدة، إنتي إزاي أصلًا تقولي عليها كدة، مش هي صحبتك وأُختك زي مابتقوليلها دايمًا، ولابتضحكي عليها
_ إنهارت مريم قدامي من العياط وأنا واقف مش مسدق، مش عارف، مش فاهم، مش شايف قدامي لحد ما الدكتور اللي ماسك حالتها خرج
_ المدام دلوقتي بقت كويسة بس ياريت تاخد بالك من أكلها، وعلاجها ومش هوصيك أهم حاجة نفسيتها،
دخلت الأوضة كانت نايمة بكل برائة، أول مرة أشوفها بكل الهدوء دة قعدت جمبها، لأول مرة أشوف شعرها، مسكت إيدها، ومقدرتش أتكلم، عيوني اتكلمت وفضحتني قعدت جمبها أعيط زى طفل صغير أمه خرجت وسابته ف البيت لوحده فضلت قاعد لحد ما نمت ع الكرسي ف مكاني وأنا ماسك إيدها لحد ماحسيت بحركة، قمت بسرعة فرحان عنيا بتضحك مع خليط من الدموع
_ طيف حمداللّٰه على السلامة، إنتي كويسة إستني أنادي الدكتور
_ مسكت إيدي، أنا كويسة، أنا عايزة أمشي، خرجني من هنا
_ حاضر هنمشي
_ ناديت مريم تشوفها والدكتور طمنا عليها، ومشينا وصلنا بيتنا، ومريم روحت من المستشفي
_ أدخلي خدي دوش وغيري، وأنا هحضر الأكل
_ كل إنت أنا مش جعانة
_ خلاص ولا أنا هاكل، مع إني مكلتش حاجة من إمبارح
_ كانت عيونه بتترجاني وشبه عيون القطط ف ظرافتها، ولطافتها، وافقت قلتله إني هاكل معاه فرح أووى، زي فرحة طفل صغير بالعيدية
دخلت آخد دوش من التعب، والإرهاق طولت شوية، حسيت بحركة برا، وأصوات عالية نوعًا ما، بس محطيتش ف دماغي خلصت براحتي وخرجت
كنت لابسة إسدال، روحت ع أوضتي أنشف شعري، دخلت ملقيتش حاجة ف مكانها وهدومي وحاجتي مش موجودة
_ ريان حاجتي مش موجودة فينها
_ ف الأوضة يا حبيبتي
_ مخدتش بالي من الكلمة فكملت، منا ف الأوضة مفيش حاجة
_ جه وأخدني من إيدي منغير مايتكلم، ووداني أوضته، اللي هي أوضة النوم، وقفني قدام الدولاب وفتحه وقال
_ كل حاجتك أهي ف الأوضة زي ماقلتلك
_ أيوة بس دى مش أوضتي، أقصد يعني حولتهم لي
رد عليا بكل بساطة، وإبتسامة "كدة " ومشي ع المطبخ قبل ما أتكلم ورد من برة، مجهزلك الهدوم ع السرير، إلبسي وأخرجي علشان ناكل، أنا جعان
ببص ع السرير لقيت بيجامة بينك هادية، مع العلم إني دايمًا بالطرحة قدامه، نشفت شعري ولبست إسدال وخرجت، ولما شافني إبتسم معرفش لي، بس أنا شبه فهمت إنه عرف عن مرضي، خفت يشفق عليا ف فضلت ساكتة
_ يلا قولي بسم اللّٰه، أجمد سفرة من إيد الشيف ريان
_ أيوة بس مفيش حاجة بتتطبخ هنا ي شيف ريان دي أنواع جبن، وبيض مسلوق، فين الطبخ ف كدة
_ أقعدي بس إيش فهمك إنتي، ضحكت على طريقته، وقعدت
كنت ساكتة لاحظته بيبصلي كل شوية ف اتنهدت واتكلمت
_ إنت عرفت
_ خبيتي عليا لي
_ مش مضطر تشفق عليا، وتخليني ف حياتك أكتر من كدة، مبقتش مضطر تكون مغصوب على وجودي ف حياتك ي ريان
_ ومين قالك إني شفقان؟ ومين قالك إني مغصوب عليكي؟ ومين قالك إني مبحبكيش؟
_ ....
_ طيف أنا بحبك، كنت فاكرك مغصوبة عليا، وكنت مانع نفسي أقرب إحترامًا لمشاعرك، بس إنتي إنتي ليه خبيتي عليا إنك تعبانة، إحنا مش أصدقاء
_ بعصبية لا مش أصدقاء، هنكون أصدقاء إزاي وأنا بتمناك من ربنا ف كل صلاة، هنكون أصدقاء إزاي وأنا بحبك من طفولتي، وصاينة قلبي ليوم ربنا هيلطف بيا وتكون من نصيبي، هنكون أصدقاء إزاي وأنا بدعي إن حلمي الوحيد يتحقق، عارف حلمي دة يبقي إيه؟ يبقي إنت سبته ومشيت بسرعة قبل مايتكلم وأضعف أكتر من كدة، دخلت أوضة النوم قلت أكيد حولهم علشان تعبي وأرتاح هنا أكتر، غيرت هدومي ولبست البيجامة اللي كان محضرها ولسة بلم شعري لفوق علشان أنام، لقيته داخل الأوضة من غير حتى ما يخبط مسك إيدي وحط فيها الدوا بتاعي، وإداني كباية ميا، أنا كنت واقفة مصدومة معرفتش حتى أتحرك وأغطي نفسي، شربت الدوا وأخد مني الكباية، وقالي تعالي ننام تعبتي النهاردة، ومحتاجة ترتاحي قلتله
_ ننام فين معلش
_ إبتسم ننام ع سريرنا يحبيبتي
إستغليت فرصة إندهاشها، وسحبتها بسرعة قبل ماتتكلم أو تعترض، نومتها، وغطيتها، وقعدت جمبها ع السرير حطيت دماغها ع قلبي وفضلت أمشي إيدي ع دماغها علشان تدفا وتنام، وبعد حوالي ساعة نامت فعلًا وأنا نمت وأنا قاعد ف مكاني، صحيت الصبح ملقتهاش خرجت بسرعة أدور عليها، لقيتها واقفة جوا عتبة البلكونة بإسدالها الرقيق بتاع كل يوم وبتشرب قهوة ولما حست بحركتي لفتلي وضحكت، ضحكتلي كإن الدنيا بتقولي صباح الخير، وكل حاجة هتكون حلوة، بس أول مارجعت لوعيي إتعصبت وزعقت
_ طييف إنتي بتعملي إيه
طيف بصدمة بعمل إي
_ هاتي القهوة دي كدة ممنوعة من هنا ورايح، وإتفضلي أقعدي لحد ما أدخل أغسل وشي وارجع، ومتتحركيش
دخلت بسرعة علشان أرجع بسرعة، بس كنت متأكد إنها مش هتسمع الكلام خرجت لقيتها بتحط الفطار ع السفرة، بردو قمتي
مهو أنا مش بحب القعدة، تعالىٰ ناكل بقى
_ يلا
أكلنا، وقمنا أنا وبلم الأطباق جه وحط دوايا ف إيدى وإداني كباية ميا، وكمل هو لم الأطباق
_ أنا هخرج بقى مش هتأخر
مع السلامة خلي بالك من نفسك
مع السلامة يحبيبتي، وبستها من خدها وخرجت بسرعة
_ هو عمل إيه باسني من خدي، وقال حبيبتي، لا أنا كدة قلبي يتعود
دخلت غيرت هدومي لبست هوت شورت كحلي، وبلوزته القصيرة لحد تحت الصدر، اللي لونها أصفر وعليها فراشة كحلي على الصدر، مهو ريان بيروح شغله وبيرجع بعد 10 بالليل باخد راحتي ف الشقة الوقت دة، وفردت شعري الطويل الإسود، وقعدت أقرأ روايتي المفضلة على سرير أوضة النوم على نور خفيف، نمت منغير ما أحس، ولما صحيت لقيت ريان قاعد ع الكرسي جمبي، وباصص عليا وبيبتسم، أنا إتخضيت ونطيت ف مكاني سحبت الغطا واتغطيت كلي على بعضي واتكلمت من تحت اللحاف
_ إنت بتعمل إيه هنا
_ دى شقتي ع فكرة
_ قصدي مش ف شغلك لي
_ اه منا أخدت أجازة
_ طب أخرج عايزة أغير هدومي
_ لي ما تخليكي دة حتى شكلك محلو النهاردة أكتر من كل يوم
_ ريان أخرج بقي عايزة أخرج اللحاف تقيل، كتم نفسي هموت
لقيته بسرعة شد اللحاف ومسك وشي بين إيديه الكبيرة وبيبص فعنيا، إنتي كويسة في حاجة بتوجعك
_ أنا أنا كويسة اه، أخرج بقي واتكسفت أووى، حسيت وشي كله أحمر، خرج ورجع بعدها بعشر دقايق كنت لبست بيجامة عادية وملحقتش ألبس الإسدال مدلي إيده اللي فيها بوكس كبير
_ إيه دة؟
إفتحيه وإنتي تعرفي
اللّٰه كل دول ليا أنا، مكنتش مسدقة نفسي بوكس مليانة شكولاتة، وشيبس، ونوتيلا وكل حاجة بحبها
_ بصتله بحب، وبدون وعي قمت حضنته وقلت، شكرًا أووى ع الهدية الحلوة زيك دي، ومحستش بنفسي غير بعدها لما لقيت إيديه محاوطاني وسمعت صوت ضحكته،
عدا أسبوعين، وكل يوم ريان بيثبتلي حبه، بيديني علاجي كل يوم وياخد باله مني ويوديني للدكتور، ويعمل شغل البيت، ومنتبه لكل حاجة، أكلي وعلاجي وكل يوم يجي ينيمني ع صدره، وينام وهو قاعد بينيمني لحد مابقيت مبعرفش أنام غير وهو موجود
يلا ي طيف هنتأخر ع الدكتور
_ ريان أنا خايفة النهاردة لو الدكتور قال إن العلاج مخففش الثقب، أو قفله هطر أعمل عملية، وأنا مش عايزة كدة وعيطت
جري عليا وحاوط وشي بإيديه ومسحلي دموعي وقال بصوته اللي دايمًا بيطمني
_ ياروح ريان كل حاجة هتكون بخير طول ما إنتي مؤمنة إن ربنا هيجيب كل خير
وباس عيوني، وأنا ف وسط زعلي ابتسمت، دة حبيبي بردو يجدعان
الدكتور: شوف يا أستاذ ريان المدام دلوقتي بقت كويسة جدًا والحمدللّٰه، وتقدر ترجع تمارس حياتها الطبيعية بس حاول تحافظ على نفسيتها لأنه دة هيفرق جدًا تمام
خرجت وأنا طاير من الفرحة رحتلها على المقعد وقعدت على ركبتي جمب رجلها وقلت
ياحتة من قلب ريان وكل قلب ريان
قلبك كان تعبان ومغلبني دلوقتي بقى كويس هيفضل مغلبني بردو
_ أنا ف وسط دموع فرحتي قلته آه هيفضل مغلبك
_ طب تقبلي تفضلي مغلباني طول عمري
_ يعني إي
_ يعني أنا بحبك أووي تقبلي نكمل حياتنا سوا
_ وانا بحبك أكتر
يعني نكمل
نكمل
عزيزي الذي لطالما أحببته بصمت، اليوم إجتمعنا ولا أقصد إجتمعنا بمكانٍ واحد، بل إجتمعنا روحًا، وقلبًا، صدقني ياعزيزي انتظرتك منذ زمن بعيد وإن كنت سأُطَرُ أن أنتظرُكَ للأبد سأفعل بكل حب.
تمت.
تعليقات
إرسال تعليق