القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص "أَتَيْتُ لأطمئنُك"

منتهى ابراهيم عطيات 


إنِّي هُنَا مَنْ قَالَ إِنِّي قَدْ تَغَيَّبَت؟ 
مَنْ قَالَ إِنِّي أَصْلًا قَدْ بَعُدَتْ؟ 
لَم اذْهَب وَلَا يوماً عنك قَد تَغَيَّبَت 
وَلَكُني لِبَعْض الْوَقْت اِحْتَجَبَت 
لَأَرَى معزتي وَأَرَى شَوْقا لَك التَعِب 
كُلّ الْحُضُور حَوْلِي قابعون بَيْنَ ضَحِكِ وَجُنُون
وَأَنَا إرسم طيفك الحَنُون بِذَاك الْفِكْر بكِ مفتون
وَاسْتَحْضَر الْهَمْس الْمَأْسُور ، بَيْن ظِلال الزَّيْزَفُون  
كُلِّ الْوُجُوهِ حَوْلَهَا حَائِرَة ، أتمحص فِيهَا لِعَلِيّ أَعْثَر عَلَى بَقَايَا عِطْرِك، وأقلب الْكَفَّيْن بَيْن نَبْضِةٍ ونبضة  
وَأَسْمَع السَّاعَة بَيْن تِكَّةٌ وَتِكَّة، وأبعّثر الْأَوْرَاق وأختلق الأعذار 
مُرْهَق أَنَا مُرْتَبِكٌ الخفقة 
مَشْغُولٌ أَنَا قَلِق الْحَرَكَة
سأتخذُ قراري سأُخلي الْجِلْسَة 
َاتواري عَنْ الْجَمْعِ وَأَجْرَى اتِّصَالًا بِالْخِفِيَّة 
مَفْتُون أَنَا بك؛ وعذري مَعِي 
مَشْغُولٌ بِك، هَل افْتَقَدَتَ فِي قَلْبِك مَوْضِعِي ؟ 
يَستدعوني؛ أَن تَعَالَي لحديثنا فأسمعي 
وَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ قَلْبِي لَيْسَ مَعِي
وأعود الطَّاوِلَة أَتَعَلَّل بِالْأَعْذَار فَأَنَا أَوَدّ الْحَدِيث مَعَك وَلَكِن مَنَعْتَنِي الْأَقْدَار ، وألوذ بِالْفِرَار
وَالْتَجَأ للمطار، مَطَار الاشواق الْمُسَافَرَة نحوك
لأحتمي بِالْوِسَادَة الْخَالِيَة 
هَذِه لَيْلَتَي . . 
عَرُوسٌ من الزَّنْج عَلَيْهَا قدائد مِن جُمان 
كَانَت أطيافك سِرّ لَهْفتي فَمَا زَالَتْ وَمَا تُزَالُ
ركضتُ لأطمنُك عَنِّي وَجَدْتُك اِختفيتَ عن الأنظار
وَبَقِيَت مُنْتَظِرًا عَلَى الْأَبْوَابِ 
كَانَت لَهْفتِي أَقْوَى مِنْ كُلِّ الْأَسْبَاب
جِئْتُك راكضأ كَي أطمنك عَنِّي وَجَدْتُك للأحلام تَطْلُق الْعِنَان ، عُدَّت مَكْسُور الْجَنَاحَيْن ، مُتَّكَأ عَلَى خَيْبَة الْأَحْبَاب.

منتهى ابراهيم عطيات|همج لطيف. 

تعليقات

التنقل السريع