القائمة الرئيسية

الصفحات

 قصة "قاتل حبيبته" 

سارة السعيد

تقف على شاطئ البحر حافيه القدمين تداعب بأصاعبها الرمال ؛ تنتظر " مالك " لا تعلم ماذا تفعل حين ياتي او كيف ستقول له ما تريد ...

يداً تمتد من الوراء لتحتضنها من ظهرها ؛ دائما تلك حركته فى تعبيره عن إشتياقه لرؤيتها ؛ يضمها على صدره حتي تكاد تتكسر عظام ظهرها من قوة ضمته ودائما تتملص منه حتي تخرج من أحضانه موبخه إياه ؛ تركت نفسها تلك المره ليحتفظ ذهنها بآثار حضنه الاخير ؛ وجدت يده تمتد الى يدها رافعاً إياها لشفتيه ليقبل يدها ؛ تاركه حالها لينعم بشكل الوداع الاخير بكل ذرة فيها حتي تتذكره بأفضل صورة ؛ قطع صمتها واستسلامها قوله : غريبه يا زينه أول مره تسيبي نفسك لحضني ؛ إوعي تقولى ضعفتي وكدا هتحرج 

- اول مرة تبوس ايدي وانت بتحضني يا مالك

= حسيت إني عاوز أبوس ايدك فقولت استغل الاستسلام دا بقا واظيط

- مش غريب عليك انك تعمل حجات مجنونه فجاه

= بس غريب عليكي انتي استسلامك لجنوني دا

- مش يمكن عجبني

= مالك يا زينه ليه قلبي وجعني فجأه كدا

_ وضعت يدها موضع قلبه لتقول : ماله قلبك يا حبيبي تعالى نقوم نروح لدكتور بسرعه قوم معايا

= انتي دكتورى يا زينه بس قوليلى مالك حصل حاجه معاكي

- لا محصلش حاجه ليه بتقول كدا

= زينه انتي متغيره فيكي ايه

- مفيش حاجه يا مالك فين التغيير دا

= استسلامك لحضني واكتر دا احنا عارفين بعض من خمس سنين وشويه منهم تلات سنين لفيت الارض عشان اوصلك ومنهم سنتين خطوبه بعد معاناه عشان بباكي يوافق وكل دا وتقوليلى فين التغيير هو انا لسه عارفك امبارح ولا ايه !


- حضنك وحشني وهيوحشني مش اكتر عشان كدا سيبتك

= فيكي ايه يا زينه ايدك مش مطمنه 

- ايدي مش مطمنه ازاى

= لما بيبقى فيكي حاجه ايدك مش بتثبت ابدا بتتحرك كتير لغايه ما تطمني 


- تصدق اول مرة اعرف الكلام دا عن ايدي منك يا مالك

- سكتت لى

= مستنيكي ترميلى قلبك عشان أريحه

- هتسامحه

= هسامح مين

- قلبي

= مستحيل أزعل منه عشان أسامحه

- أنا خنتك يا مالك

= ليه .. ! 

- حبيته

= وانا 

- اسمعني يا مالك ؛ حصل فجاه ظهر فى حياتي وشدني ليه وحبيته ؛ من غير ما احس لقيتني عاوزه اكلمه كتير ويحبني واحبه وخوفت اقولك من فتره عشان كنت تعبان بس مش قادرة اخبي اكتر وحاسه انى خاينه ..

= حاسه إنك خاينه .. 

-

= انتي عارفه انتي بتعملى فيا إيه دلوقتي 

- سامحني يا مالك

= ليه جبتيني هنا ؛ ليه مخلتيش النهايه البشعه دى ف اي حته تانيه ؛ ليه استكترتي عليا مكان ذكرياتنا يفضل طاهر مفيش فيه غير الحلو بس ؛ ليه !؟

- متعيطتش يا مالك

= إخرسسسي ..

_ صحب قوله ذلك لطمه على وجهها ليسكتها ؛ ومعها خرجت الدماء غزيره من فمها وشفتيها من قوة الضربه ؛ أمسك شعرها بيده ليشد عليه حتي كادت تشعر بخروج خصلاتها في يده ليقول : أنا بكرهك وبكرهه نفسي اللى حبتك وبكرهه حضنك اللى مكانش ليا غيره وبكرهه اليوم اللى جت عيني عليكي فيه .. 

- مالك سيب شعرى مش قادرة ..

_ دفعها بعيداً عنه لتقع على الرمال لتستسلم قوها بعد أن أتمت مهمتها بنجاح مقتطع النظير ..

= لو شوفتك او لمحتك تاني يا زينه هقتلك ؛ إمشي ؛ إبعدي ؛ هاجرى فرنسا اللى كنتي عوزانا نسافرها سوا ؛ إختفي من حياتي بخيانتك دي ؛ كل شئ إنتهي ... 

_ أدار وجهه ليتجه عائداً لحياته تاركاً إياها بدمائها خلفه ؛ صاحت بإسمه قائله : مالك ؛ خد دبلتك قبل ما تمشي مبقتش بتاعتي ..

_ اخذها من يدها لينظر إلى ما طبعته بداخلها " مالك قلبي مالك " ليقول : حتي دي كانت كدب ..

أطاح بها ليلقيها فى البحر لتنقلها الأمواج كاتبه نهايه ذلك العشق ..


_ أفاقت من متابعه سيره تاركاً إياها على رنين صديقتها للهاتف لترى صورة الهاتف الذي كانت عباره قصيره قالتها هي لمالك " مستحيل أسيبك يا مالك ؛ يوم ما أسيبك هيكون يوم موتي " ؛ فتحت المكالمه لتقول لصديقتها : خلاص يا أشرقت خلصت كل حاجه 

_ تركت الهاتف لتصرخ من قلبها تاركه لحزنها كل الوفاض ليخرج وزاد منه صدى صوتها الذي تردد فى المكان ليصل الى آذان " مالك " الباكي ؛ نظر خلفه ليراها تقف صارخه بكل قوتها ولحظات وكان جسدها يقع على الارض هابطاً ليقع معه قلبه راكضاً نحوها ليرى ما بها ..

= زينه .. زييينه ردى .. زييينه 

= زيييييينه ماللك

- الحقني 

= فيكي ايه ردي عليا مالك

= ياااا زيييينه 

_ وجد هاتها يضيئ ويطفى ليجد صديقتها ففتح المكالمه ليقول : ايوة يا اشرقت الحقيني زينه وقعت مش عارف مالها 

- اجرى بيها بسرعه يا مالك على مستشفي السلام الدكتوره بتاعتها هناك وانا هحصلك

= دكتورة ايه دي انتي بتقولي ايه

- دكتوره قلب يا ماااالك اجرى بسرعه زينه بتموووووت 


....................................... 


_ يدخل " مالك " الى المستشفي حاملاً زينه على يديه التي لم تفتح عيناها رغم فعله كل شي لها لتفيق او تفتح عيناها دون جدوى ... 


= حد يلحقني بسرعه زينه بتمووت انقذووها ..

- عندها ايه

= مريضه قلب ودكتورتها هنا الحقوها


_ تُدْخل " زينه " للغرفه ؛ يحاول الجميع إفاقتها دون جدوى ؛ النبض ضعيف ؛ يكاد أن يكون مقطوع ؛ تستخدم طبيبتها جهاز انعاش القلب ؛ يقف " مالك " و " أشرقت " خارج الغرفه يشاهدون ما يفعلون بدموعهم ؛ تدعو قلوبهم بصمت ان تفيق لهم ؛ يحاولون ويحاولون ويحاولون ولكن كتب القدر كلمته فلا دخل لـ بشر فى تغييرها ؛ صدع صوت صفير عالى من الداخل صحبه خروج الطبيبه بدمعتها لتقول بكل أسف : البقاء لله شدو حيلكم 


= انتي بتقولى ايه يا دكتوره هي مكلماني قبل ما تنزل كانت كويسه وراحت تقابل مالك 

- واضح انها اتعرضت لضغط كبير اوي بدليل النزيف اللى حصل فجاه واضطرابات جسمها وقلبها اللى مقدرش يستحمله

= نزيف ايه دا وازاى 


 تذكر " مالك " لطمته لـ " زينه " ونزيف فمها وشعرها الذي امسكه بيدها لتقول " شعرى يا مالك مش قادره " ليدفعها واقعه على الارض ؛ أيعقل ان يكون هو من قتلها ؛ قتل حبيبته ..!

- شدو حيلكم وتقدرو دلوقتي تاخدوها لمراسم الدفن هكتبلكم التصريح باستلامها 

= ازاى يا اشرقت مقولتليش انها تعبانه

- حلفتني اني مقولكش عشان تقدر توهمك انها خانتك وتسيبها فمتتعبش تعب اكبر لما هي تموت

= ايييييه يعني هي مخانتنيش 

- لا يا مالك لا ؛ زينه محبتش غيرك 

= انا السبب انا السبب 

- هروح أشوفها 


وقف " مالك " خارج غرفتها ليصرخ باكياً بالم كبير على قتله لحبيبته ؛ كيف له ان يفقد " زينه " بتلك الطريقه كيف .. ! 


" ليصدع فى آذانه صوتها وهي تغني له .. " لا عتاب هيشفى جراح .. ولا هيجيب اللى راح ... دى حكايتييي مع الزماااان " 


ليقع على الارض باكياً بقوله : زيييينهه 


سارة السعيد|همج لطيف

تعليقات

التنقل السريع