القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص "ضَيُّ عَيناكِ "

إسلام سلامة

أكتُب لكِ اليوم ليس حزنًا، بل تذكرتُ أيامًا خَوالي، أتذكرُ لون عيناكِ الساحر، أتذكرُ تجاعيدكِ القليلة التي كانت تُزيِّنُ وجهكِ، قَلمي لم يَعد يُريد أن يُعاتِبكِ على مُغادرتكِ، بَل يودُّ أن يَشكُركِ على ما قدمتِ لي مِن حُبٍ، عطاءٍ، وثقة، ولن أُظهِرُ مَدى حُزني على مُغادرتكِ، أنا أعلمُ أنِّي مريضًا نفسيًا ويصعَبُ تحمُّلي، ولكن كُنتِ صابِرةً على هذا البلاء، إنِّي مُمتنٌ لكِ يا خير رَفيق، يا مسكني في الظُلُمات، يا مَن كُنتِ رفيقًا لدربي، ما أصعَب اليوم والغد والايام القادِمة بدونكِ، لن يُفيد نسيان ما مَضى، وكيف لمريضٍ نفسيّ أن ينسى السبب في عِلاجه، كُنت أُريدكِ أن تَريِ كَيف صِرت، لقد تعالجتُ مِن أمراضِ عَقلي، ولكِنِّي أصبحتُ ذا مَرضٍ يُعاني الأطباء مِن عدم مَعرِفة دواءً لَهُ، إنهُ تَمزُّق القُلوب بَعد تَعلُّقها، أتَعلمين؟ لازِلتُ أرى ضَيُّ عَيناكِ في قهوتي الهادئة، أسمعُ جَمال صَوتكِ في موسيقاي الراقية، أرى الطرقات التي كُنا نمشي سويًا بها، لم أعُد أتحمَّل، لقد انتهى كُل شيء، لِماذا لم ينتهي هذا الشعور السيء؟

إسلام سلامة|همج لطيف.


تعليقات

التنقل السريع