القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص "غريبة؟"

عمر محمود|"الكيميائي"


ليست غريبة بل باتت أغرب في الغالب، لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد، عادت كما لو كانت من قبل، تمر عليّ مرور الكرام، لا يلتفت لها البصر، ولا يحن لها الفؤاد، لا ندم على الماضي، ولا مشاعر أُهلكت، لله ما أخذ ولله -أيضا- ما رزق، أريد أذنًا لا تسمع عنها أي شيء، وعيونًا لا تراها من اللحظ آتية، وقلبًا لو جاءته بالحب يردها بالتراب، يطمس على وتينه عبارة "دعيني وشأني"، أريد جروحًا مضمدة مستشفية طابت من آلام الأمس، وحنين لا يفنى، وعيون في عشقي لا تغفل ولا تنام، فالبغيضة موت لا تسمح البتة بالفوارق، تشتت الفرح من حياتي كطيرٍ يبعث بالأرض للبحث عن قوت يومه من الحبوب ويتناثر الغبار من حوله، وما أتت الممقوتة في فعلها أقبح من السارق، ذاك يسرق ويرحل عابرًا خشية من أن يراه أحد، لكن تلك قتلت قلبي وأخذت تشاهد فرار روحه أمام العامة وكأنها لم تكن فاعلة قط، ومن بعد جريمتها صارت في نظري ميتة حقيرة، جيفة تنهش بقاياها البرية وما تخلف من كائنات لا تُرى بالعين المجردة، وتولت بهجة الدنيا عن وجهي لفترة، فكلّ جديدها خلق، وفارقتني الناس كلّهم فما أدري بمن أثق، هذه طباع الوحوش فعاشروا الناس بالمعروف أو أرحلوا عن دنياهم دون أذى، بلا ضرر أو ضرار، أن صدري قد اكتفى لكن هناك سؤال قائم بجوفي، أريد أن أتجرع به في الأخير، تحملين كل هذا البغض، ‏ألا تتعبين؟.

عمر محمود|همج لطيف.

تعليقات

التنقل السريع