القائمة الرئيسية

الصفحات

 نص "جميلة ديسمبر"

منتهى ابراهيم عطيات 

أيَتِهَا الساكنة بداخلي لَيْلَ نَهارَ ، المتسربلة فِي أوردتي بِكُلّ اقْتِدَار ، المتشعبة  فِي شراييني  بِكُلّ فَخار ، المتشابكة فِي أنسجتي كحلمٍ بِاخْتِصَار... 
الْعَقْل فِيك اِحْتار ، ومراتع الأشواق  بِالِانْتِظَار،الأحاسيس تُعلن الْهَذَيَان 

يَا أنتِ : تَعَالَي فلنشرب قهوتنا سَوِيًّا مَع ضَجِيج الْأَمْطَار ، فنافذة الْحُنَيْن تَتَهَيَّأ لرؤيتنا ، وَلَيَالِي دِيسَمْبِر تَرَحَّب بِنَا ، فننسج حِكَايَاتٌ غرامنا ، وندوّن عَلَى النَّافِذَة أسمائنا ، وأعبثُ بِشَعْرِك الطَّوِيل ، بجديلة مِنْ شَرَائِطِ حَرِير ، وَهَذَا الجَوّ الْعَاصِف سيلقي عَلَيْنَا التراتيل ، فَقَصَّة حُبّنَا لَا تَحْتَمِلُ التَّأْجِيل ، فَعِنْد مدفأتي قلمٌ وَوَرَقِه لَا تعْرَفُ الا  اسْمُك ، وَلَا تَرَسَّم إلَّا وَجْهَك ، وَلَا تَتَذَكَّر إلَّا قِصصك ، فلتعصِفنّ الريح  بذِكرك، وتُبعثر كُلٍّ مِنْ حَوْلِك،فَأَنَا وَحْدِي أُحِبُّك...
هَذَا مَا قَالَهُ الْمَطَر أَلَم تسمعيه ؟ 
أَنَا مُتَيَّمٌ بِك، هَذَا مَا صرّح بِه الزَّمْهَرِير ، أَلَم تدركيه ؟
وَأَنَا الْمَجْنُون بِك بَرْقًا ، ورعداً ، وثقوّه فَلَم تَرَيْه ؟ 
أحتاج  لشالٍ مِن حنانٍ يُلَفّ أضلعي.. 
أحْتَاج لنارٍ مِن شوقٍ جَذْوَة لوجعي... 
أحْتَاج لارتباك مِن نبضٍ يُعيد  مبسمي.. 
يابنة الْمَطَر ، فاتِنَة الدَّهْر ، حُلْوَةٌ الثَّمَر ، تُضاهين الْقَمَر ، دِنْدِنَة السَمَر ،  فأنت ِجَمِيلَة دِيسَمْبِر . 

منتهى ابراهيم|همج لطيف.


تعليقات

التنقل السريع