القائمة الرئيسية

الصفحات

نص "اضاء رمضان قلوبنا"

ندى شكري

 وها قد جاء الهلال متهاديًا، إلى أن وصل السماء ساكنًا لها، مُعلنًا عن قدوم أعظم شهور العام، فها هو قد جاء؛ ليزيل الغبار الساكن لقلوبٍ عفا الزمان عليها، وها قد تخللت رائحته؛ لتسكن بين ثنايا الأرجاء لتملئها بالدفء المُفتقد طوال العام، تُرى ما هو ذاك الشهر؟ أعرفتمونه؟ بالطبع فهو شهر رمضان، الذي أخذت طرقاته تعلو على الأبواب، معلنة لوصوله، وتعلو بصحبتها أصوات أفئدتنا؛ شوقًا لملاقاته، كضيف عزيز يصاحب الجود خطوته، ولكن أيصح أن يُستقبل بأقل ما يُقبل به؟ بالطبع لا فمن الواجب أن يستقبل بأفضل ما قُبل به، فكيف يتم ذلك؟ خطوتك الأولى لذلك هي أن تهيئ فؤادك لاستقبال العبادات، ولا يتم ذلك إلا بأن تدرك أن شعبان ماهو إلا نهج إذا أُتبع؛ زال تمرد فؤادك، واستكان مهيئًا مستقبلًا لرمضان وما به من عبادات، ولا يقتصر استقباله عند هذه النقطةفقط، لا بل نستكمله بالسرور والبشرى لمقدمه، ونصحب ذلك بحمدٍ لله على فرصة بلوغه مرة أخرى، عاقدي النية على التقرب من الله بكل قول أو عمل، وألا نزل أو نقع رهنًا لتلك النفس الأمارة مرة أخرى، وأن ننقي أفئدتنا من دنس الحياة، في محاولة للابتعاد عن كل ما يشوب نقاءها، وأن نشد العزم على توبة صادقة، خالية من الزيف والخداع، خالصة لوجه الله عز وجل، مبتعدة كل البعد عن الرياء والتصنع، وأن نكون على أتم الاستعداد؛ لاستغلال لحظاته من وهلته الأولى، فيما يخلق رباط وتيد من الود بيننا وبين خالقنا؛ فإذا خُلق هذا الرباط؛ فمن المستحيل أن يقطع، وأن نذكر أنفسنا بأن الصيام ليس بامتناع الجسد عن الطعام،

 والشراب فقط، بل هو امتناع الروح عن كل ماهو دميم يشوبها، ويعرقل نقاءها، ويعكر من صفوها، وفي النهاية احرصوا على اغتنام هبة الله لعباده، المتمثلة في ذاك الشهر من العام، فمن غنم به؛ فهنيًا لفؤاده عما سيلاقاه من بشرى لا انقطاع بعدها.

 ندى شكري|همج لطيف

 

تعليقات

التنقل السريع