حوار صحفي: إسراء عزام

رواية"روح" 

الفصل الثاني

أماني أحمد

أنا روح..

تلك الروح التى تاهت فى طرقات الامل والطموح... 

تلك الروح التى تاهات فى متاهات البشر... 

ولدت وكما يولد كل رضيع لم أرى أحد خلال اربعين ليله فقط مجرد اصوات، كنت فقط اشم رائحه مسكره إلى أنفى وحواسي وكانت تلك رائحة أمى، تلك الام التى اصبحت ترعانى منذ رؤيتها لى لاول مره، مازلت اذكر مزاق حليبها فى فمى..كانت دائما ما تحتضننى وتدفئنى بين ضلوعها، كنت اشعر بنبضات قلبها المضطرب فى بعض الاوقات والمنتظم فى أوقات أخرى... 

أما أبى...أبى كما اتذكر واسمعه دائما يكررها على مسمعى أنه كان لا يريدنى أن آتى الى هذه الحياه ولكن مع إصرار أمى وافق على امطغاض... مرت الايام وكنت أكبر ومع كل يوم أكبره كنت أرى وأسمع وأتعلم أشياء كثيره.. اشياء ياليتنى لم اتعلمها... 

كنت دائما أرى أبى يضرب والدتى ويسبها بأقذر الكلمات كنت دائما امسح دموع أمى وأبكى معها كنت دائما ما اسمعه يتحدث ف كلام للبالغين وهو يشرب سجارته وأنا بجانبه، لم يهتم إذا كنت أفهم ما يقول او لا، حتى عندما لا اكون بجانبه استطيع سماع صوته وهو يقول هذا الكلام باستمرار، مازلت اشم رائحة سجارته التى تخنقنى، مازلت اسمع سبابه اللعين الذى جعلنى اكره كل من حولى مازلت اذكر إهانته لى ولامى باستمرار، فكنت عندما اخطئ فى شئ كان يبصق على ما فى فمه، كان مع كل يوم يزداد الكره فى داخلى الى ذالك العالم اللعين، ولكن أمام الجميع ابتسم تلك الابتسامه المزيفه التى لطالما كرهتها... 

كان الجميع يظنوننى طفله دائما تضحك وتلعب..

ولكنهم لا يعرفون ما تشعر به تلك الطفله... 

التى كلما جائت للعب مع اصدقائها... حتى اصدقائها كانوا يضربونها ويسبوها ويتركوها تبكى... 

وعندما يأتى ذالك الوالد وينادى عليها حتى لا تلعب، كان يسبها بأقذر ما يستطيع كلمات على فتاه صغيره أن يستوعبها عقلها... 

ولكنها فهمت... فهمت فى هذا السن الصغير كل معانى الاهانات التى تتلقاها... 

هى لا تعرف لما يقول والدها لها هكذا.. هل هو يكرهها؟

ولكن مع الوقت تغيرت ايضا والدتها؟

اصبحت تضربها بقسوه وتسبها وتلعنها

ماذا فعلت حتى أتلقى كل هذا الكم من الالم

هل أنا مذنبه؟!ولكن فيما اذنبت؟

أم أن كل من حولى فقط مرضى نفسيين، ولكن ما ذنبى؟ولاكن سأنهى كل شئ بإنتقامى... 

أمانى أحمد|همج لطيف