القائمة الرئيسية

الصفحات

 مقال "العالم الأزرق" 

يُمنى شحاتة

يُرجَّح أن أول ظهور لصورة إباحية متحركة أو شبه متحركة؛ كان عن طريق آلة الميتوسكوب، وذلك في نهايات القرن الـ 19، تلك الآلة التي كانت تعمل بنفس طريقة عمل كراسة الطي عن طريق تحريك عدد من البطاقات المرسومة والمصنوعة من الورق المقوى بتراتبية معينة أمام عدسة أحادية.

أطلق العامة في إنجلترا على تلك الآلة اسم «ما رآه كبير الخدم»، نسبةً لقضية شهيرة كانت حديث الرأي العام في عام 1886 عندما اتهم اللورد «كولين كامبيل» زوجته «جيرترود إليزابيث بلوود» بالخيانة وقام برفع دعوى طلاق أمام المحاكم البريطانية، وفي أثناء المحاكمة استشهد بكبير الخدم في منزله، والذي أقرَّ بأنه شاهد خيانة سيدته عبر فتحة مفتاح الباب.

اشتهرت أيضاً آلة أخرى ظهرت في نفس الوقت تقريباً وهي «الكينتوسكوب»، والتي تم اختراعها على يد المخترع الشهير «توماس أديسون» في نهاية القرن التاسع عشر، والتي كانت تعمل بآلية مختلفة عن الميوتوسكوب، عن طريق تحريك شريط من الصور بين لمبة وعدسة أمام عين الناظر بسرعة تقارب الـ 46 صورة في الثانية، فتكون النتيجة صورة متحركة أقرب للحقيقة.

أما عن السينما، أو بالأحرى متى شاهد الجمهور لأول مرة في التاريخ فيلماً إباحياً؟

فأقدم ما وصل إلينا من أفلام تلك الحقبة هو فيلم فرنسي قصير مدته سبع دقائق تم إنتاجه عام 1896 تحت عنوان Le coucher de la mariée أو «وقت نوم العروس»، تم اكتشاف ما تبقى منه وهو عبارة عن دقيقتين فقط عام 1960 على يد أرشيف الفيلم الفرنسي، ولم يكن فيلماً إباحياً بالمعني المعروف لدينا الآن.

ثاني أقدم فيلم، ويعتبر أول ما أُنتج في أمريكا الجنوبية من أفلام إباحية هو الفيلم الأرجنتيني El Satario من إنتاج عام 1907. وبالحديث عن الولايات المتحدة فقد ظهر أول فيلم إباحي هناك في نفس عام ظهور فيلم ديفيد جريفيث الأسطوري «ميلاد أمة» عام 1915، وهو فيلم A Free Ride، صدفة تدعو للتأمل بأن يظهر الفيلمان معاً في نفس العام، ففيلم «جريفيث» -والذي يعتبره الكثيرون الميلاد الحقيقي لفن السينما- قد يرتبط بذلك الفيلم الإباحي على حسب ما ذكره الكاتب الإنجليزي «ديف طومبسون» في كتابه «أسود وأبيض وأزرق: السينما الإباحية من العصر الفيكتوري إلى الفيديو كاسيت»، حيث يُرجَّح بأن جريفيث قد يكون هو مخرج الفيلم الإباحي المجهول أيضاً، لكن الراجح أن أفراد فريق عمل الفيلم كانوا مجهولين وظهروا بأسماء مستعارة.

ظهرت بالطبع أفلام إباحية عديدة في تلك الفترة، وكانت تُعرض في الخفاء تجنباً للرقابة والغضب المجتمعي، الذي أبدى رفضاً لتلك النوعية من الأفلام، فكان يتم عرضها في بيوت البغاء أو ما يشابهها من أماكن سرية.

من المؤكد أنه قد ظهر في تلك الفترة العديد من الأفلام، فحسب دراسة أُجريت في معهد كينسي لأبحاث الجنس، فإن عدد الأفلام التي أُنتجت في الفترة من عام 1915 وحتى عام 1968 بلغت ما يزيد عن 2000 فيلم إباحي جرى عرضها سراً، ولعل من الأفلام التي كانت تحمل طابعاً مختلفاً من حيث حداثة الفكرة في وقتها؛ فيلم The Virgin with the Hot Pants من إنتاج عام 1924، حيث يعتبر أول فيلم إباحي يستخدم مشاهد الرسوم المتحركة مع مشاهد الفيلم الحية، وكما ذكرنا سابقاً فإن تلك الأفلام ظلت تُعرض في الخفاء واستمر ذلك لعقود.

ولكن في أواخر الستينيات ظهر ما سُمي فيما بعد بـ «الثورة الجنسية»، ذلك الحدث الذي غيَّر معايير مجتمعية كثيرة في أماكن متفرقة من العالم، ونتج عنه جيل من الشباب المتحرر، مما ساهم فيما بعد في إحداث تغيرات جذرية في المجتمعات المحافظة في جميع أنحاء العالم.
وهذه كانت بداية ظهور المواقع الإباحية، أو ما يُسمىٰ بالمواقع الزرقاء، ونظرًا لانتشار قلة الحياء والتدين في الأونة الأخيرة، فهناك تنبأ بظهور العالم الأزرق، ألا وهو أنحصار عدد المواق الزرق الرائجة في هذه الأيام والتي تعرض محتوى مُخل بالدين، وبدلًا منها، سوف يتواجد عدة مطاعم تعرض عرضًا جنسيّ حيّ ليس على الشاشات بل على أرض الواقع، وسوف يكون الزنى أمرٌ عاديّ، فلن يكون هناك ضرورة لمشهادة تلك المواقع سرًا؛ لأنهم وببساطة سوف يرون أن ممارسة العلاقات المحرمة أمرٌ عاديّ، وأيضًا عرضها أما زبائن المطاعم المختلفة، شيء عاديّ، وسوف تنتشر ظاهرة فتيات الليل، وسيصبح العري والمحرمات ما هي إلا حرية شخصية بدون من يصدها، عزيزي القارئ أن عدت بضع سنوات إلا الوارء فستجد أن نسبات ممارسة العلاقات المحرمة والعريّ وعدد الملاهي الليلية قليل جدًا مقارنة بوقتنا الحاليّ، وستجد أنه كلما تقدمنا في الزمن، عدنا إلى الوراء، وانحطت أخلاقنا في التراب، وفقدنا حفنة كبيرة من العلم بالدين والأدب، أما بالنسبة للدول الأكثر مشاهدة لتلك المواقع فهي كالتالي: 
1. باكستان
2. مصر
3. فيتنام
4. إيران
5. المغرب
6. الهند
7. المملكة العربية السعودية
8. تركيا
9. الفلبين
10. بولندا
وهذه هي ال 10دول الأوائل في البحث ومشاهدة المواقع المخلة، أو ما يعرف بالمواقع الزرقاء، فنحن الأن وإن أمدنا الله بالعمر، في انتظار انحصار، بل انعدام المواقع الزرق، وإطلاق العالم الأزرق. 

يُمنىٰ شحاتة|همج لطيف.

تعليقات

تعليقان (2)
إرسال تعليق

إرسال تعليق

التنقل السريع