اسكريبت "غفران"
سارا محمد
ماما...ياماما...بابا فين؟
_خير يا صداع.
ماما يا ماما يا حتة سكره، إلحقي مش أنا جبت إمتياز يازوزو، بابا فين بقى علشان أفرحه.
_مبارك ياجبيبي دا أجمل خبر في اليوم كله، بابا بيصلي العصر.
هروح أعمله مفاجأة، سلام ياجميل، خدي بالك من الأكل.
_ياحجوج، دا لسه بيصلي هستناه على ما يخلص.
هو بابا طول في السجود ليه، بابا بابا بابا مبتردش ليه
وفجأة صويت عالي وصريخ بابا يابابا رد عليا، ياماما بابا مبيردش عليا ليه، هو زعلان مني، هو أكيد مش هيمشي ويسيبني.
إلياس: بتقول إيه يا حسن عمو مات، إمتى وإزاي.
حسن: مات النهاردة وهو بيصلي العصر.
إلياس: إنا لله وإنا إليه راجعون، ربنا يرحمه.
حسن: إلياس أنت لازم تروح العزى.
إلياس: خايف يا حسن.
حسن: حرام عليك يا إلياس كفايه كدا.
إلياس: تفتكر ممكن يسامحوني.
حسن: مش عارف بس جرب.
فضل إلياس يفكر هيقابلهم إزاي بعد اللي عمله، وياترى هيسامحوه ولا لأ، فقرر إنه يروح لهم الصبح لإن الوقت إتأخر، ةجه في باله يفتح أكونت الفيس بوك بتاع عائشة اللى متابعه ليل نهار بس مفتحهوش من ٣ أيام، لإنه كان قرر ينساها، مر على البيدج تاني وجاب آخر بوست كان فيه "ماذا لو عاد معتذرًا؟"
" كيف لمن هجرنا دامعي الأعين، محطمي القلب أن يعد، كيف له بعد أن حولنا إلى أرض بور، سلبنا الراحة والسكينة، كيف له أن يعود بعد كل ذالك الدمار، وإن عاد فلا وطئ أهلًا ولا جاء سهلًا، فلقد حُرَّم عليه الغفران."
قرأ الكلام أكتر من مرة، فرجع في كلامه وقرر ميرحش، لكن بعد أسبوعين وهو راجع من الشغل شاف ست واقعة في الأرض والناس حواليها، كان يعرفها ففوقها مع الناس وخدها لبيته لإنه قريب.
نها(والدة عائشة): إلياس، أنا إيه جبني هنا.
إلياس: ألف سلامه عليكِ يا ماما حضرتك تعبتِ شوية في الطريق.
نها: شكرًا يابني، أنا لازم أروح عائشة لوحدها في البيت.
إلياس: بس يا ماما حضرتك لازم ترتاحي.
نها: راحتي في بيتي.
إلياس: أنا آسف يا ماما.
نها: إتأخرت أوي يا إلياس.
إلياس: عارف وندمان، ونفسي تسامحوني.
نها: لو عليا أنا مسامحاك على اللى عملته فينا وفي أهلك، بس اللي عملته في عائشة ليه يا حبيبي، دا أنتم متربيين سوا، وكنتم بتحبوا بعض.
إلياس: ولسه بحبها، ولا عمري هحب غيرها.
نها: طب ليه يا إلياس ليه عملت كدا.
إلياس: كانت..
ويقطع كلامهم صوت التليفون بيرن وتكون عائشة فمامتها ترد وتقول لها إنها في الطريق.
نها: لازم أروح دلوقتِ
إلياس:ممكن أجي معاكِ يا ماما.
نها: براحتك يابني بس مش هتدخل في اللي هيحصل بينك وبين أهلك أو عائشة.
إلياس: تمام، أهم حاجه إنك مسامحاني.
وبعد ما وصلوا البيت، اللي فتح الباب كان والده دخلت نها البيت، وكان الباب هيتقفل لقى إلياس قدامه، متكلمش ولا حرف، بس صوت القلم اللى رن على وش إلياس كان كفيل بأي حرف ممكن يتقال، ويخرج على صوت الضرب عائشة ووالدة إلياس من جوه.
إلياس: أنا آسف يا بابا.
عمو محمد: آسف على إيه ولا إيه، دا آخر طيبتي وحنيتي معاك، كان لازم أربيك بالشدة، القلم دا كان لازم تنضربه من زمان.
ولسه رايح يرفع إيده يضربه تاني، رفعت عائشة صوتها، كفاية يا بابا متضربهوش.
محمد: أنتِ يا عائشة اللي بتقولِ كدا.
عائشة: أيوه يا بابا، هو آاه غلط في حقي، وغلط في حقكم بس في النهاية دا ابنك الوحيد ومقبلش الخصام يطول بينكم، يا بابا محدش ضامن عمره وزي ما بابا محمود مشي بسرعه من وسطناد مش عارفين مين عليه الدور، فليه نعيش في خصام، يا بابا يا حبيبي دا ابنك الوحيد، ولو عليا فهو بالنسبة لي إلياس إبن عمي وأخويا اللي اتربينا سوا من صغرنا، مش إلياس اللي كتب كتابي وعرف عليا بعدها واحده وكان عايز يتجوزها وسابني على ذمته تلت سنين ومش راضي يطلقني، مش إلياس اللي كل العيلة سابته بسببي، دا إلياس ابن عمي وأخويا مش أكتر.
إلياس: أنا مش أخوكِ يا عائشة، ومش هطلقكِ علشان بحبك أنتِ
ومبحبش ولا هحب غيرك، ودي كانت غلطة وندمان عليها، غلطة عشت بسببها بعيد عنك وعن أهلي سنتين،أنا آسف يا عائشة.
عائشة: من النهاردة أخويا وابن عمي يا إلياس مش أكتر.
محمد: لو عايز نسامحك، تطلق عائشة، وهتكون أخوها مش أكتر.
إلياس: لا يا بابا مش هطلقها، أطلقها إزاي وأنا بحبها ونايم قايم بحلم بيها، أطلقها وتكون لغيري إزاي يا بابا فهمني إزاي.
محمد: أنتَ السبب في ده كله يا إلياس.
إلياس: والله يا بابا ندمت، والله ما حبيت غيرها، ورحمة عمو محمود.
محمد: يا إلياس أنت إبني الوحيد، وصعب عليا انا وأمك فراقك، لكن عائشة بنتي ومسمحش لحد يعمل في بنتي كدا.
وفي وسط النقاش الطويل دا جت نها برسالة كان كاتبها والد عائشة قبل وفاته، بيقول فيها إنه مسامح إلياس، وإنه شافه في اليوم اللي كتب فيه الرسالة، كان إلياس في المستشفى بيتبرع بدم وخرج من المستشفى وحاول الإنتحار بس هو منعه، وكاتب فيها إنه بيتمنى إنهم يسامحوه.
محمد بعد ما شاف الرسالة ضم إلياس وبكى معاه، ليه يا إلياس، ليه يابني، عايز تنتحر ليه يا حبيبى وتحرمنا منك، حرام عليك مفكرتش فيا أنا وأمك، والبيت كله اتقلب بكى فاتأسف إلياس لوالده ووالدته واستأذن منهم يمشي، وقال لهم إنه هيمشي، لإنه مبيجبش ليهم إلا التعب،لكن في الواقع هو مش عايز يبان ضعيف قدامهم بعد ما عرفوا اللى كان هيعمله.
.........صوت قلم جامد على وش إلياس.
عائشة: أنتَ حيوان يا إلياس، أنا بكرهك وعمري ما هسامحك، بكرهك بجد.
إلياس: أنا آسف مش عايز حاجه غير إنك تسامحيني.
عائشة: آسف على إيه ولا إيه، آسف على بهدلتي وكلام الناس ليا، آسف علي قلبي اللي فتته، آسف على سنيني اللى ضاعت وأنا بحبك،آسف على أحلامي اللي بنيتها معايا في سنين وهدمتها في لحظة، ياااه يا إلياس، دي آسف دي كلمة هينة أوي.
إلياس: أنا همشي يا عائشة، وبتمنى إنك تسامحيني.
عائشة: عمري ما هسامحك لو إيه حصل.
إلياس: ليه يا بنت عمي، عارف إن غلطي كبير بس ينفع يتغفر، أنا مش وحش أوي كدا يا عائشة، غلطت كتير بس ندمت وتبت، مليش حتى ذكرى واحدة كويسة تغفر لي، مفيش ولو ذرة حب صغيرة تشفع لي، دا حتى بيقولوا المسامح كريم، وأنت طول عمرك كريمة يا عائش، عامةً أنا مسافر الأردن بعد يومين ومش هتشوفي وشي تاني.
والدة إلياس: مش هتسافر في حتة كفاية بعد يا إلياس.
إلياس: البعد دا أنا كنت سببه وانتم اخترتوه يا ماما أنا آسف يا ماما سامحيني.
والدة إلياس: مسامحاك با حبيبي، بس متمشيش علشان خاطري.
إلياس بهمس: وجودي هيتعبها يا ماما وأنا بحبها ومش عايز غير راحتها.
والد إلياس: طالما بتحبها يابني طلقها وريحها.
إلياس: أطلقها إزاي لا.
والد إلياس: يبقى مبتحبهاش، اللى بيحب حد بيريحه، ريحها يابني وريحنا معاك.
إلياس: حاضر يابابا.
عائشة بصت له بلوم وعتاب وهو قرر يمشي، ولحظة خروجه قال:
أنا ماشي يا بابا وهعمل اللي يريحك وهطلقها حاضر، عائشة جريت عليه وخبطته في دراعه.
_ حاضر في عينيك، هتطلقني يا غبي وأنا لسه بحبك، ما انت حيوان ومنحط عايز تسيبني بعد ما خسرت دنيتي كلها بسببك، وهتسافر الأردن كمان تتجوز من هناك، والله دا بعينك، يا حمار يا غبي يا حيوان عايز تحب غيري، أقعد هنا مش هتمشي، أنا آاه مش مسامحاك، بس نش مسامحه على حاجه واحدة بس إنما غفرت الباقي من زمان، وكنت مستنياك ترجع يا متخلف، عارف إيه الحاجة دي إنك حاولت تنتحر، عايز تموت كافر يا غبي، يا حيوان مش قلت لي هختارك معايا في الجنةد كنت هتروح النار، عايز تسيبني وأنت صاحبي وأخويا وكل اللى بحبه من دنيتي من صغري، دا أنت حتى اللى مسميني، إلياس مش هتمشي.
الكل متفاجئ منها ومن اللي حصل، إلا هو مفيش أي رد فعل منه غير إنه ضمها ليه وحاول يهديها، بس منفعش أول ما ضمها بعد ما دراعه اتملى ضرب منها، انهارت من البكا وكأنها كانت مستنياه من زمان علشان تعيط بس، وبعد بكا ونحيب طويل، أخدته من إيده لشقتهم اللي معموله من أربع سنين، كانت كلها صور ليهم من صغرهم، وكانت متزينة بطريقة جميلة أوي وفانوس رمضان اللي فيه صورتهم متعلق، كانت الشقة جميلة جدًا.
عائشة: عارف يا إلياس مش عارفه ليه حسيت إنك ممكن تيجي، قبل وقاة بابا بكام أسبوع حضرت الزينة وظبطت الشقة، وجبت الفانوس بتاعنا صلحته وعلقته، وبما إن بكرا أول رمضان فأنا نسيت كل اللي حصل وغفرت خلاص، ولو في حاجه مزعلاك مني عرفني.
إلياس: عمري ما زعلت منك قبل كدا، أكيد مش هزعل منك دلوقتي، مع إن النهاردة خدت ضرب الله أكبر مخدوش حمار قبل كدا،و إيدك كانت تقيله الصراحه معرفش كنتي بتآكلي إيه في غيابي، يلا ضرب الحبيب زي أكل الزبيب وأنا كلت لما شبعت ، بس فدى عيونك يا جميل.
ودخل أوضته جاب لها بوكس عليه صورة استتش الكارتون اللى بتحبه وفيه مراسيل وهدايا كتير، وقالها إن البوكس دا كان بيجي كل رمضان وكل عيد وكل عيد ميلاد لها ويحط فيه هديه ومرسال على مدار الأربع سنين، وهي دلوقتي تقدر تفتحه، كان البوكس جميل ومكتوب عليه من بره، أدامك الله حبيبة ورفيقة في كل درب وكل وقت يا نبض القلب وروح الفؤاد.
تعليقات
إرسال تعليق