نص "رمضان يجمعنا"
خديجة محفوظي
إنّ رمضان في بلدي لا يختلف كثيرًا عمّا سواه من البلدان، في أجواءه الروحانية والنفحات الإيمانية التي تستشعرها منتشرة في الأجواء هُنا و هُناك، هُنا الأطفال تلعب وتُشعِل الصواريخ في كل مكان، هاتان فتاتان تتناقشان ببراءة حول ما يفعلانه خلال الإفطار، هذه جارة ترسل لجارتها بعضًا من إفطارها من باب المحبة، وهذا شيخ طاعن في السن جالس على باب بيته يتأمل الآتي والغادي، لعلّه يقارن زمانه بهذا الزمان.
مع آذان المغرب لا تجد أحدًا في الشارع إلا من يتسابقون لحصد الأماكن الأولى في المسجد، يُفطر الصائمون على الدعاء (اللهم لك صومت وعلى رزقك أفطرت، ذهب الظمأ وابتلّت العروق وثبتَ الأجر إن شاء الله).
ينتهي الإفطار ليتسارعوا في إكمال أشغالهم كي يلحقوا بصلاة التراويح، هذا صوت الإمام بدأ بالهمهمة بينه وبين نفسه كي يُقيم الصلاة، تُروى تلاوة القرآن في خشوع تام، هدوء وسكينة تعم المكان، إلا من صوت الإمام الشجيّ يغسل الأرواح ويُطهّرها من الدّنس.
رمضان شهر الخير، الخيرات، اليُمن، والبركات، دائمًا كان السبب في طُهرِ أرواحنا، والسبب في رجوعنا إلى السير في طريق النجاة، طريق الصراط المستقيم.
رمضان دائمًا لم يتوانى في أن يكون السبب في عدولنا بعد الاعوجاج، جعلَ الله رمضان معجزة ترضي خواطركم وأمانيكم.
خديجة محفوظي|همج لطيف.
تعليقات
إرسال تعليق