حوار صحفي: إسراء عزام

نص"بنيتان خارج فنجان القهوة"آية منصور

أسير في الطُرقاتِ بلا اهتمام، أمضي في الشَّوارع بانتعاش، أجوبُ دون انتباه لِأحد، لا أعلم ماذا يحدث إذًا خلفي، أو أمامي؛ فهذا لا يهمُني كثيرًا، أو قليلًا، على أيةِ حَال لا أحد يروق لي، الجميع بُلهاء، لا أهمية لهم، كل ما يهُمني أن أفْعل ما أُحب في الوقت الأحب، استيقظ كُل صباح، أُمارس مسَّراتي الصباحية، مِن قراءة كتبي المفضلة بنكهة القهوة البنية ذات الرائحة النفاذة، التي لا أرها إلا في بَيتي، داخل كوبي المُفضل، لكِن اليوم رأيتها، ولأول مرة خارج بيتي، خارج حدود فِنجانِي الخاص، رأيتُ هاتين البنيتين في مستوى أعلى من المُعتاد، وكَما الحال دائمًا، تؤثرني القهوة، لكِن هذه المرة كان الأمرُ مختلف، يا لها مِن تُراهات، هكذا حادثت نفسي ومضيت، ظلت هاتان البنيتين عالقتين في عالمي الإفتراضي، حركتُ رأسي بطريقة عشوائية في محاولةٍ منِّي لنفض هذه الفِكر الداهية، في المساء خرجت لشرفتي نظرت للأعلى، السماء تلونت بالأزرق القاتم الليلي، كُحلي اللون ما أقيمه! يا لجمال النجوم اللَّامعة، وهذا البدرُ المختبئ وسط الغيوم، ما هذا اكتمل جسدٌ للبدر! أحاول التذكر أين رأيته مِن قبل؟ هذا هو الذي غزا فِكري، وسكن حُجراتُ قَلبي، واستقر داخل فُصوص عَقلي، أجل هو صاحب البنيتين، يا له مِن مُحتال بارع. 

آيه منصور|همج لطيف