نص "متى نلتقي"
منى عنتر
ارتجال "ويبقى الخيال الحنين ملاذ فُقراء اللقاءْ"
أكتب لك في السادسة صباحًا، وأنا أجلس بالقرب من أعواد الريحان أتفقدك، أمس رأيتُ طيفك في الجوار، يروي ريحان حبي، يزرع بدموعي ريحانا، بتُ أحدث الناس عنك بالحسنى، عليِّ بين الناس في الطرقاتِ ألقاك، عاهدتك لا تغدر، فما بال المسافات تقابل بوعدك بالنكران؟ قبل أمس زرت بيتك، فما وجدت غير خالتي وبعد شجيرات الريحان، ولما سألتُها عنك قالت: له في الغربة حبيبتان، جرعتني السم في كأسِ ماءٍ، ومسحتْ على رأسي بدفء يداها وودعتني، كأنها تواسيني في محنتي، ولا تدري سهمها أين أصاب، أي حبيبتان لك في الغربة أخبرني؟ وقلبي من الإنتظار صارت له قدمان، إحداهما تمشي إليك، والأخرى أتكئ عليها في زحمة الأيام، طيف حبك في كل زاوية وعند كل شجرة ريحان، لك عندي صورة خبئتها في خزانة ملابسي وزينتها بعطر الريحان، رسمتك بين النجوم بأصابعي، وحدثتك في ثنايا الليل أيامًا، نسجتُ من خيالي سرابًا، كلما إشتقتك حدثته، لكني يا قيس ليلى أخاف ألا نلتقي، فتصيبني لعنة ليلى في البادية، ويبقى قيس ليلى في غربته أعوامًا، إشتقتك وقلبي الآن يأبى سراب خيالي، ويرغب في رؤيتك و إحتضانك.
تعليقات
إرسال تعليق