القائمة الرئيسية

الصفحات

نص "مجرد شعور"


ايمان طه

يبدأ الإنسان في التدخين؛ لأنه لا يعتقد أنه سَيُواصل التدخين، يُعتبر التدخين تصرُف شرير ومُدمر للذات، فالمُدخن يُحاول أن يشعُر بالسعادة كالذي تعب من كونه حزينًا، لا شيء بوسعه أن يصف ذلك الشعور الداكن الممتد داخل الجسد، فمن يُدخن يُريد الذهاب إلى عالم النسيان، يحاول أنْ يَدفُن خيباته وآلام قلبه التي أرهقته طيلة الأيام، يُريد الإختفاء من هذا العالم القبيح، يريد النجاة حقًا، فهو بالنسبة له تأكيدًا للحياة ومُمتعًا، لكن التدخين كالطريق بلا عودة، ملييء بالعتمة؛ فالذهاب فيه بلا لقاء مرة أخرى


كل نفخة من سيجارة هي علامة أخرى أقرب إلى قنبلة موقوتة من العواقب الوخيمة، فالتدخين يَجُر الموت، يُعطي صاحبه الشعور بالتحكم في مصيره، ألا وهو الموت، فإذا أقلعت عن التدخين سوف تَطيل حياتك، فهُنا تكمن قوة الإرادة عندما لا تُخبر أي شخص أنك أقلعت عن التدخين، فإذا استمررت في ذلك فكم يكون الأمر سيئًا


تُدخن وتظن أنك ستصبح أفضل وتنسى حُزنك، ولكن الحُزن فقط ينام، ويكمن في عمودك الفقري لبقية حياتك، ادعو الله ليغفر لك، واغفر لنفسك لأنك بحثت عن راحتك في جميع الأماكن الخاطئة، بينما الراحة الحقيقة تَكمُن في قُربك من الله، فعليك بِتَرك تلك السيجارة لو أوجعك ذلك، وكن مُستعد للقاء ربك أولاً، عليك أن تَعي أمرًا واحدًا لا فائدة من التدخين الذي يأتي بالتدرج، خاطر واِرم بكيفك جانبًا.


إيمان طه|همج لطيف 

author-img
للكِتَابةِ فِي فُؤادِي مَسكَّنٌ، كمَا الرّوحُ فِي اَلجَسَد تَسْكُنُ.

تعليقات

التنقل السريع