نص "رفيق الروح "
زرقاء الصقر
أنتَ لا تُدرك أن هناكَ شخصًا ما يُشبهك أكثر مما تُشبه نفسك، ولعلك في بعض الأحيان لا تُشبه نفسك!
ولكنه يُشبهك، يُشبه فطرتك، يشبه ما تتمنى أن تكون، يشبه حُلمك، يشبه روحك التي تعجز أنتَ حتى عن رسمِ شبيهًا لها ولو داخلَ مُخيلتك..
قد يراكَ شخصٌ آخر ثم يراه ، فيُجزِم أنه لا تجمعكما المَلامِح، ولكنكما تتطابقان تمامًا بچِوار بعضكما البعض..
وكأن الروحَ الواحدة التي تتقاسَمَآنِها تَوَد أن تعود لأصلِها "روحًا واحدة"، فتظل تُحَارب اختلافَ مَسكنِها فيكما، فتُغير هنا فيك ، وتُغيّر هناك فيه ؛ حتى تصيرآن وكأن كُلًا منكمآ مرءآةٌ لِصاحبِه..
وكأنّ بِذرتَكُما من النوعِ ذاته، ولكن كل منكما نَمَا في وطنٍ مختلف، بيتٍ مختلف، چَو مختلف..
ورغم اختلافِ جميع الظروف، الا أنّ تَشابهَ البذورِ النادِرة كفيلٌ بِجذبكما الى نفس الموطِن..
وكأن كِلاكُما يبحثُ عن مدينةِ الورود ذات اللونِ العچيبِ الذي لا يحبه أحد غيركما، فالتقيتما .. أنتما فقط ..
في كل لحظةٍ تَمُر، هناك رفيقٌ ينتظرك، يَعلم أنكَ أيضًا تنتظره، لا يسعى للبحث عنك، ولكنه يبحث عن الموطن الذي يجد فيه قلبه، لأنه على يقين أنه سيجدك هنآك..
فليس حب الروح كحب الأماكن، يغلبنا الحنين اليها بعد رؤيتها..
ولكن حب الروح كحب الچنة، يغلبنا الحنين اليها حتى قبل أن نرآها..
قبل أن نعلم كيف سيكون جمالها، ولكننا سنعلم أنها الچنة لأننا سنجد عندها راحة قلبنا الحائر، ومستقر روحنا المُتعَبة، وتحلوا عندها مرارة أيامنا..
وكذلك أرواحنا الأخرى ، في الأماكن التي لا نعرفها، سنعرفها عندما نشعر أننا وبعد طول انتظار وكأننا ألقينا حِملَ الأرضِ من فوق عاتِقِنا، وأرخينا حِبال الخوف من حَولِ قلوبِنا، ولأول مرةٍ نشعر أننا لا نوَد الهرب تارِكينَ الأماكن، بل وودنا لو أنها صارت موطننا الأول والأخير، ثم نشتاق الى موطنٍ يُشبهنا أكثر وأكثر ؛ فَنَحلم بالچنةِ معًا ..
يُخَبِّئُـكَ اللهُ لِمَن يُشبهك، وهو العليمُ بِمَن يُشبهك
تعليقات
إرسال تعليق